غزة - نضال المغربي / الدوحة - توم فين (رويترز) - قالت مصادر عربية خليجية إن وثيقة سياسية جديدة تصدرها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين ستحذف الدعوة لتدمير إسرائيل وتعلن فك ارتباط الحركة بجماعة الإخوان المسلمين.



ويبدو أن الخطوة تهدف إلى تحسين علاقات حماس مع الدول العربية الخليجية فضلا عن مصر التي تصنف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية بالإضافة لرأب الصدع مع حركة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس.

تأتي الوثيقة قبل يومين من زيارة عباس المقررة لواشنطن وبعد أيام من إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رويترز أنه قد يسافر إلى إسرائيل هذا الشهر وأنه لا يرى سببا لعدم وجود سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

لكن مصادر عربية خليجية أبلغت رويترز أن الوثيقة السياسة المعدلة التي ستُعلن يوم الاثنين ستواصل رفض حق إسرائيل في الوجود ودعم "الكفاح المسلح" ضدها.

ورفضت إسرائيل الوثيقة واصفة إياها بأنها محاولة من حماس لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالا.

وقال دافيد كيز المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح".

وتابع قوله "يبنون أنفاقا للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية".


صبي فلسطيني يرتدي قناعا ويلوح بعلم حماس خلال مسيرة شمال القطاع - رويترز


* عقود من الصراع
تأسست حركة حماس في 1987 منبثقة من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر. وخاضت الحركة ثلاث حروب مع إسرائيل منذ 2007 ونفذت مئات الهجمات المسلحة في إسرائيل وفي أراض تحتلها إسرائيل.

ويصنف الكثير من الدول الغربية حماس منظمة إرهابية بسبب عدم نبذها العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وقبول اتفاقات السلام المؤقتة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وذكرت المصادر أن حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 ستقول في الوثيقة إنها توافق على إقامة دولة فلسطينية انتقالية على حدود عام 1967 عندما احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. وانسحبت إسرائيل من غزة في 2005.

وإقامة دولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية على حدود 1967 هو هدف حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأجرت السلطة الفلسطينية بقيادة عباس محادثات سلام مع إسرائيل على هذا الأساس رغم أن آخر جولة من هذه المحادثات بوساطة أمريكية انهارت قبل ثلاثة أعوام.

ولم يتضح بعد إن كانت الوثيقة تحل محل ميثاق حماس لعام 1988 الذي يدعو لتدمير إسرائيل أو تعدله.

وأبلغ سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس رويترز أن قبول الحركة لدولة فلسطينية انتقالية على حدود عام 1967 محاولة للتوصل لتوافق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال "موقف حماس الثابت هو عدم التنازل عن أي من حقوقنا التاريخية وعدم الاعتراف بالاحتلال. أما موضوع القبول بدولة فلسطينية في حدود عام 1967 فهو محاولة للحفاظ على التوافق الوطني والإقليمي الذي يؤمن بذلك لكن ما يميز موقف حماس عن غيرها أنها تقبل بدولة بدون الاعتراف (بإسرائيل)".

ولم يرد تعقيب فوري من مصر ودول الخليج العربية.



وقالت بيفرلي ميلتون إدواردز وهي باحثة زائرة في مركز بروكنجز الدوحة ومؤلفة كتاب عن حماس "بالنسبة لحماس... هذا مؤشر على رغبتهم في الارتباط بالعناصر السنية المحافظة في المنطقة والحصول على بعض الحصانة".

لكنها أضافت أنه رغم أن الوثيقة قد تقوي موقف حماس في الأراضي الفلسطينية والشرق الأوسط فمن غير المرجح "أن تفضي إلى تغيير حاسم في الآراء ضدها من الولايات المتحدة أو حتى أوروبا".

وتصنف دول عربية متحالفة مع الولايات المتحدة بينها مصر والإمارات والسعودية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. وتولى الإخوان المسلمون الذين يبلغ عمر حركتهم 89 عاما السلطة في مصر لمدة عام بعد انتفاضة شعبية في 2011.

وتنفي الجماعة صلتها بمتشددين إسلاميين وتروج لفوز أحزاب سياسية إسلامية بالسلطة عن طريق الانتخابات.