كثيرا ما تلاحظ الأم أنه كلما حان موعد زيارة الطبيب‏
يأخذ الطفل في البكاء والصراخ‏ رافضا الذهاب إلى العيادة
وقد تستغرب الأم من تصرف طفلها‏،‏ ولا تجد تفسيرا له‏،‏

ولكنها لو عرفت السبب لبطل العجب‏،‏

فالصغير يرتعد خوفا من زيارة الطبيب لأن ـ الأم زرعت الخوف فيه‏.‏

هذا ما يؤكده د‏.‏ أحمد السعيد يونس استشاري طب الاطفال موضحا انه كلما مارس الابناء بعض التصرفات المزعجة تقول له الأم‏:‏ توقف عن شقاوتك وإلا ذهبت بك إلى الطبيب ليعطيك حقنة‏.،‏ ومثل هذا التهديد يثير الخوف لدي الصغار




ويرتبط ذكر الطبيب بالعقاب والتهديد‏،‏ وهذا لا يعني ان الطفل يجب ألا يخاف‏،‏

فالخوف أمر عادي وشعور داخلي بهدف ضبط الذات‏،‏
والتزام جانب الحذر ودرء الخطر‏،‏
ولكنه يجب أن يكون في حدود المعقول والمقبول‏.‏
أما إذا وصل إلى الهلع والفزع فإنه يتحول إلى كابوس حقيقي،
يشل إرادة الطفل ويحد من قدراته ويؤثر في توازنه‏.‏

والأم بطبيعة الحال ليست هي المصدر الوحيد لخوف طفلها من الطبيب‏،‏
فقد تكون الخبرات السابقة المؤلمة في العيادة أو المستشفي،
سببا في إثارة الخوف عند الطفل‏..‏
فما العمل لتبديد خوف الطفل من الطبيب؟ يجيب استشاري طب الاطفال قائلا‏:‏ بداية فإن الأم هي مصدر المعلومات الرئيسي لطفلها‏:‏

ولهذا يقع على عاتقها توضيح كل ما هو إيجابي لدي الطبيب من أجل تبديد الخوف وزرع الطمأنينة في نفسه‏،‏ وحبذا لو لعبت الأم دور الطبيب مع نفسها‏،‏ لتشرح له ما قد ينتظره في العيادة أو المستشفي‏،‏ وفي إمكانها ان تستعين ببعض الكتب المصورة لتقوم وطفلها بتصفحها معا‏.‏ وعلى الأم أن تعد طفلها نفسيا قبل زيارة الطبيب‏،‏ ليكون على بينة مما ينتظره في العيادة‏،‏ مثل خلع الملابس وقياس الطول والوزن واستعمال السماعة الطبية وميزان الحرارة وفحص الفم والأذن‏..‏ إلخ‏..‏ والأهم من هذا كله على الأم أن تشرح له الأمور بأسلوب هادئ بعيدا عن الكذب او المبالغة‏،‏ لأن الطفل يفضل دائما معرفة الحقيقة كما هي