بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

فيغاروا: النصر ينمو سريعاً . . وهدفنا الكأس الآسيوية

الرياض ـ عبدالله الفرج

لا تفارق الابتسامة محيا صانع ألعاب النصر المتألق الأرجنتيني فيكتور فيغاروا؛ فهو الأكثر مرحا في التدريبات، والأكثر مزاحا مع زملائه أثناء المعسكرات، وساهمت طيبته، وقدرته على تكوين علاقات متعددة في ناديه إلى اختصار زمن الشعور بالغربة، والانسجام مع الأجواء السعودية، وفيكتور الذي لم يظهر في الأسابيع الأولى من تجربته مع النصر بالمستوى الفني الذي كان يؤمله هو والنصراويون معا، كانت بصماته واضحة في النقلة النوعية التي عاشها الفريق أخيراً، والانتصارات المتتالية في الدوري، التي ارتقت به إلى مراكز المقدمة في سلم الترتيب.

النجم الأرجنتيني تعاقد مع النصر بترشيح المدرب الأسبق باوزا وقرار اعتذار الأخير المفاجئ صنع تساؤلات عدة في ذهن اللاعب كشف حقيقتها في حواره ل «دنيا الرياضة»، الذي تحدث فيه عن مدربه الأورجواني ديسلفا حين فكر في الاستقالة بعد مباراة الحزم، وخاض في أسرار التطور المذهل في أداء الفريق (الأصفر) هذا الموسم.

تعاقد معك النصر بترشيح المدرب السابق الأرجنتيني إدقاردو باوزا؛ لكن الأخير اعتذر بعد ذلك، وقبل المعسكر الإعدادي للموسم. هل فكرت بالتراجع بعد رحيل باوزا عن الحضور للسعودي؟.

لا . أبدا هذا لم يحدث، والحقيقة أنه كان لدي تساؤلات بعد أن علمت أن باوزا غادر الفريق، وكنت أتساءل حينها هل سيرغب المدرب الجديد في مجيئي أم لا؟، وعندما أخبروني أن لديَّ عقدا مع أول فريق سعودي شارك مونديال كأس العالم للأندية لم أتردد لحظة، ولم أفكر أبدا في أن أتراجع، وأشكر كل من وضع ثقته بي بدأ من الرئيس الرائع الأمير فيصل بن تركي، والمدرب الكبير ديسلفا، وكذلك الجهاز الإداري والجماهير التي تعشق النصر بطريقة مثيرة، والحمد لله الأمور تسير بطريقة صحيحة، وأنا دائما أهتم بأن أعطي كل ما لدي.


بعد اتفاقك مع إدارة النصر، وفور اعتذار باوزا تلقيت عرضا جيدا من بطل تشيلي فريق كولوكولو. ماصحة ذلك؟.

قبل مجيئي للنصر كان هناك عرض من هذا النادي المهم في تشيلي، وكان مدربه أرجنتيني يعرفني جيدا وتحدث إلى وكيل أعمالي شاكاريتا؛ لكنني وقتها كنت متخذا قرار الحضور للنصر، واعتبرتها فرصة كبيرة، ولقناعتي بأن أشخاصا كثرا يضعون ثقتهم بفيكتور.


خضت تجربة مع نادي جيرمينال باليسكود في الدوري البلجيكي لم تستمر طويلا، حدثنا عن تلك الظروف.

حين تعاقدت مع النادي البلجيكي كنت وقتها في العشرين من عمري، وعندما تنتقل لفريق جديد وحياة جديدة تطمح دائما إلى الفوز؛ لكن ظروف الفريق لم تكن مواتية للنجاح، ولم يكن في أفضل حالاته، لم أكن ألعب كثيرا، ولهذا اتخذت قراري بالعودة للأرجنتين، واللاعب يحب دائما أن يلعب كرة قدم، وفي كل الأحوال كانت تجربة ستة أشهر إيجابية، واستفدت منها على المستوى الشخصي لي ولعائلتي، وفوائدها تظهر هنا مع النصر.

يقول ديسلفا في حوار سابق ل "دنيا الرياضة" إنه يعرفك جيدا، وأنه سعيد بأنك تمثل الفريق. هل سهلت معرفة مدربك بقدراتك من أمر نجاحك في النصر؟.

بالتأكيد. أنا كنت أعرف أن ديسلفا هو من سيدرب النصر، وأنا أشكره كثيرا على ثقته بي، وفخور جدا بذلك، وكنت سعيدا أكثر بأن من سيدربني هو من أميركا اللاتينية حتى أستطيع أن أتفاهم معه، وثقته كانت مهمة؛ خصوصا بعد المباريات الثلاث الأولى التي لم أقدم فيها المستوى المطلوب؛ فقد كان يجتمع بي، ويشد من أزري، ويشجعني ويحفزني لبذل المزيد، ويؤكد قدرتي على تقديم الأفضل، وهذا الأمر يقوم به معي ومع جميع اللاعبين، وبصراحة نحن الآن نجني ثمار هذا العمل، وهذه الثقة، التي صدرت من مدرب كبير، ويملك قلبا طيبا.

ما الذي تغير بعد مباراة الرَّس؟.

ديسلفا كان يؤكد لنا أننا قادرون على هزيمة أي فريق في الدوري بلا استثناء، وما كان ينقصنا فقط هو الثقة بالنفس، وأمام الحزم لعبنا شوطا أولا ممتازا، ولا أعرف ما الذي تغير في الحصة الثانية، وعندما اجتمعنا وتحدثنا مع المدرب كنا متفقين على أننا فريق كبير، وكان علينا أن نشكل فقط فريقا متجانسا متحدا، والقناعة بأن انتصارا واحدا في تلك الفترة سيغير كل الأمور للأفضل كانت من حاضره من الجميع؛ في ظل أن الأمور تسير بشكل ممتاز، وتتطلب جهدا مضاعفا، وأن نقدم مستويات متطورة من مباراة لأخرى، وأن ننهي الدوري بتحقيق مركز متقدم ضمن الأربعة الأوائل.


هل يمكن أن يحقق النصر مركز الوصافة في ظل النتائج الأخيرة للفريق، وكذلك للفرق المنافسة؟.

أتمنى ذلك؛ هدفنا الأساسي أن نحقق مركزا يؤهلنا لدوري أبطال آسيا، ونحن قريبون جدا من تحقيق هذا الطموح، وإذا أكملنا مشاركاتنا بالدوري بنفس الأسلوب، وبثقة الفوز فسنكون في وضع أفضل، وأمامنا مواجهات صعبة آمل أن نخوضها بالمستوى ذاته الذي جلب لنا الانتصارات المتلاحقة، بعد أن اكتسب الفريق ثقة كبيرة جدا في النفس.

هل أنت راض عما قدمته حتى الآن للنصر؟

لا يزال لدي الكثير لأقدمه للنصر، وأنا أتدرب يوميا بجد حتى أتحسن، وأكون في جاهزية كبيرة، والأمور أراها تسير بشكل صحيح، وأنا واثق من أنني سأعطي أكثر، وسأبذل جهودا مضاعفة من أجل ذلك، ولم أحضر هنا إلا للعمل، ولأحقق أهدافا، وإن شاء الله سأنهي عقدي مع النادي وأنا في أفضل حال.

بدايتك لم تكن وفق الطموحات المنتظرة من الجماهير، ومنذ مباراة الفريق مع الأهلي بجدة وهو يقدم مستويات متميزة. ما الذي حدث؟.

عندما تصل إلى مكان جديد، وبلد مختلف يحتاج التأقلم إلى وقت، وفي بداية الدوري لم نكن نلعب بشكل متواصل، وقبل مواجهة الأهلي خضنا مواجهات متتابعة، والأهداف التي سجلتها في تلك المباراة المثيرة أعطتني ثقة أكبر؛ لكن الفريق أيضا يساعد اللاعب؛ وزملائي كذلك اكتسبوا ثقة كبيرة، وتولدت إلى نفوس لاعبيه إدراك حقيقة قدرتهم على هزيمة أي خصم، وهذا ساعدني إلى حد كبير كي أحسّن مستواي، وإذا كانت الأمور لم تسِر كما كنا نريد بداية الموسم؛ فإن الروعة تمثلت في أننا لم نستسلم في أي لحظة من اللحظات، وكنا نشتغل بجد، واليوم نحن نواصل المسير، وفريقنا في أفضل حال، ولا يجب أن نرجع للوراء، و علينا مواصلة العمل للوصول لكل الأهداف التي سطرناها في البداية.

كلفك المدرب بأدوار دفاعية في مباراتي الشباب والهلال وأنت صانع ألعاب. هل أثر ذلك على أدائك في المباراتين؟.

في الشباب كان الأمر مختلفا؛ لأننا لعبنا بعشرة لاعبين منذ وقت باكر، وأمام الهلال لم نلعب بطريقة دفاعية أبدا؛ بل كان مطالبا من الجميع الحركة، والمساندة، والتواجد هجوما ودفاعا، ولو كنا مدافعين لما سيطرنا على المباراة وخرجنا فائزين، وأهدرنا فرصا محققة للتسجيل.

أتفق معك أنني كلفت بالمساندة في بعض مباريات؛ لكن المدرب في الوقت الحاضر يمنحني حرية أكثر في العمل داخل الملعب، وأشكره على ذلك، وأنا أريد أن أتحسّن؛ لأنني غير راضِ عما أقدمه حتى الآن، وسأضاعف الجهد؛ حتى ينعكس ذلك على شخصيتي وعلى الفريق.


الهدف الثاني الذي سجلته في مرمى الشباب بالدور الثاني يتصدر قائمة أفضل 15 هدفا بالدوري لا تزال تعرض بالقناة الرياضية السعودية كل ثلاثاء. حدِّثنا عن الهدف.

أتمنى من الله أن نسجل أهدافا عدة للنصر بالطريقة ذاتها؛ كنا نلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الرابعة قي المباراة، وكنا نعلم أنه يجب علينا أن نبذل مجهودا مضاعفا، وفي تلك اللحظة لم يكن لاعبو الشباب في المكان الصحيح، واستغليت الوضع القائم، ولعبت بقدم مغايرة، وكنت متأكدا من أنني سأسجل الهدف الرائع.


مع فريقك غودي كروز الأرجنتيني سجلت تسعة أهداف؛ رغم أن فريقك يقع في مؤخرة الترتيب. هل ترى أن نسبة أهدافك التي سجلتها مع النصر مرضية؟.

قدمت موسما رائعا في الأرجنتين، وهو ما أهلني لأتلقى عرضا من النصر، وأعرف أنني قادر على أن أسجل الكثير من الأهداف للنصر، وسأجتهد لتحقيق ذلك؛ لأنني أحب أن أضع بصمتي في الفريق الذي ألعب له، وستكون هزيمة قاسية لي، في حال انتهت تجربتي في النصر دون أترك هذه البصمة، وأتمنى أن أسجل الكثير من الأهداف الحاسمة، والمفيدة التي ترتقي بفريقي، وأن أساعد زملائي لتحقيق ذلك؛ لأن الأهم برأيي هو أن نأخذ بيد هذا الفريق الجماهيري ليكون في موقعه الصحيح.

مباراة النصر مع الأهلي بجدة كانت غريبة في أحداثها، والنتيجة التي آلت لها بالتعادل 33 حدثنا عن تلك المباراة.

نتيجة الشوط الأول صفر 3 لم تكن تعكس أبدا ما حصل على أرض الملعب؛ فقد تحققت لنا فرص عدة لم نغتنمها كما يجب، فيما استغل المنافس ما أتيح له، وبين الشوطين اجتمع بنا المدرب وأكد لنا أننا نحن الأفضل، وأن النتيجة لا تعكس حقيقة ما قدمناه، ودخلنا الحصة الثانية بمعنويات أفضل، واللاعبون أظهروا شجاعة، واستطاعوا العودة وإحراز ما هو صعب؛ بل كنا قادرين على المضي لما هو أبعد بتسجيل هدف رابع لو أسعفنا الوقت. وفيما يخصني أنا؛ فقد سجلت هدفين وكان أمرا إيجابيا منحني ثقة أكبر، والمباراة انتهت بكل ما فيها، وسنواجههم بالرياض السبت المقبل، ونأمل أن لا تتكرر أخطاء الشوط الأول.

ما سرّ ابتسامة فيكتور الدائمة في التدريبات والمعسكرات وحتى أثناء المباريات؟.

أنا إنسان بشوش ودائم الابتسامة، وسعيد بأنني عوملت في السعودية بشكل ممتاز جدا، وأجد التقدير من الجميع سواء من المنتسبين للنادي، ومن المواطنين الذين أقابلهم في هذا البلد الطيب، والجميل أن عائلتي استطاعت أن تتأقلم مع الأجواء، والجمهور يجب أن يعذرني أحيانا، وكل اللاعبين من الانزعاج الطارئ لأي سبب ما؛ لكنني بطبعي اجتماعي.

يمتد عقدك لثلاثة أعوام. هل لديك الرغبة في الاستمرار مع النصر؟.

بالتأكيد، أنا مرتاح جدا في فريقي، ومتى استمرت الثقة التي وضعها فيني مسيرو النصر فسأبقى معهم حتى نهاية عقدي.

ما الذي تتوقعه للنصر في بطولتي كأس ولي العهد، والبطولة الخليجية التي بلغ دورها قبل النهائي؟.

النصر ينمو، ويتقدم بسرعة مذهلة، ونعلم أن مباريات صعبة تنتظرنا، ونتأمل التأهل لدوري أبطال آسيا، ونملك حظوظا جيدة في بطولة الخليج، ولدينا إمكانيات المنافسة في كأس ولي العهد، والفريق نضج بشكل كبير، ولا أشك لحظة في أنه مؤهل لتحقيق لقب على الأقل هذا الموسم.

تحظى بشعبية كبيرة بين جماهير النصر. ما الرسالة التي توجهها لها في ختام الحوار؟.

أشكر جماهير النصر التي تعاملني بحب، وهذه أول مرة أشاهد فيها جمهور فريق بهذا العدد، بهذا الحب، بهذا القلب، والعجيب أن النصر لديه جمهور عريض في كل مدينة نلعب فيها، والطريقة الوحيدة التي يجب أن أشكر فيها أنصار النادي أن أقوم بدوري على أكمل وجه.



.