صنعاء (رويترز) - يضطر الآلاف من مرضى السرطان في اليمن للبحث في السوق السوداء عن أدوية مهمة للغاية في ظل تداعي النظام الصحي بعد عامين على الحرب.



وأودى الصراع بين جماعة الحوثي المسلحة وتحالف عسكري تقوده السعودية بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وتسبب في انهيار اقتصادي بطيء مما أجبر العاملين في القطاع الصحي على العمل دون أجر وقلص قدرة المرضى على شراء علاجهم.

وبالنسبة لمرضى المركز الوطني لعلاج الأورام الذين عادة ما ينتظرون ساعات للحصول على العلاج الكيماوي تبخرت الآمال مع سبل رزقهم.

وقال محمد الشماع وهو مريض بسرطان الدم يتلقى العلاج الكيماوي عبر أنبوب في الوريد "ما فيش معاش من فين يدي (يجيب المال). الآن الأغلبية يروحون إلى فاعلين الخير فيه من يعطي وفيه من يقول لهم ما فيش (لا يوجد). وفيه الآن والله العظيم الناس (المرضى) يطلبوها من الجوامع حق الجرعة حقه (قيمة الدواء) وأنا واحد منهم."

وفي ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران على المراكز السكانية الرئيسية فإن الحصار شبه الكامل الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على الحديدة أحد الموانئ الرئيسية في البلاد أدى إلى عرقلة واردات الطعام والدواء التي تشتد الحاجة إليها.



وقال عبد الوهاب النهمي نائب مدير المركز إن رفوف الدواء في المركز خالية وإن المرضى اليائسين يضطرون للبحث في السوق السوداء.

وأضاف "منذ الربع الرابع لعام 2016 نفدت كل الكمية الموجودة لدينا بالمخازن. والآن المرضى يتكبدون عناء توفير الأدوية والبحث عنها في السوق المحلية بغلاء أسعارها وكونها ربما مهربة نوعا ما. والكثير من المرضى يأتون لتلقي هذه الخدمة وللأسف الشديد لا يستطيعون تلقي هذه الخدمة كاملة."

وتابع أن التمويل الرسمي لا يفي سوى بثلاثين بالمئة من احتياجات المركز.

بيد أن حقيقة بقاء المركز مفتوحا ربما تمثل انتصارا محدودا مع تداعي النظام الصحي بأكمله.

وقال ريك برينان مدير العمليات الطارئة في منظمة الصحة العالمية "هناك حاليا أكثر من 14.8 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية في ظل عمل أقل من 45 في المئة من المنشآت الصحية.

"لم يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية على رواتبهم بانتظام منذ نحو ستة أشهر. ثمة نقص حاد في الإمدادات الطبية. يموت الكثير من اليمنيين في صمت دون أن يعرف مصيرهم أو يلحظهم أحد أو تسجل حالاتهم."