الرياض - فارس كرم (الأناضول) : أتمت المؤسسة العامة للحبوب السعودية، أمس الإثنين، إجراءات ترسية استيراد 1.5 مليون طن من الشعير العلفي، التي تمثل أولى مناقصات المؤسسة هذا العام 2017، والثانية بعد استلامها لملف الشعير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.



وتعتبر السعودية -أكبر منتج للنفط في العالم- من أكبر مستوردي الشعير حول العالم، مع وقف زراعته محلياً إلى جانب القمح، بسبب تجنب الهدر المائي التي تعاني المملكة من شح توفره.

وقال محافظ المؤسسة العامة للحبوب السعودية أحمد الفارس، إن بلاده أكبر مستورد للشعير العلفي في العالم، بحجم واردات سنوية تبلغ 8 ملايين طن.

وأضاف الفارس في مقابلة مع "الأناضول" عبر الهاتف، أن السعودية تستحوذ تقريباً على ثلث التجارة العالمية للشعير العلفي في العالم، التي تبلغ بين 20 - 25 مليون طن سنوياً.

ويستخدم الشعير العلفي كغذاء للمواشي في السعودية (لا تتوفر أرقام رسمية عن أعداد المواشي والدواب في المملكة)، وهو نوع من الحبوب يختلف عن بقية أنواع الشعير.

وتعتبر دول أوكرانيا وإستراليا وروسيا، من أكثر الدول التى تستورد منها السعودية الشعير العلفي، لكن ترتيبهم سنويا يختلف بحسب المواصفات التي تقدمها بلاده وتجدها لدى الدول.

وذكر محافظ المؤسسة العامة للحبوب السعودية أن هذه الدول الثلاث تتصدر أكبر منتجي الشعير العلفي في العالم وتأتي بعدهم الأرجنتين ثم الاتحاد الأوروبي.

وأوقف مجلس الوزراء السعودي، في 7 ديسمبر/ كانون أول 2015، وقف زراعة الأعلاف الخضراء بسبب ظاهرة الهدر المائي المتعلقة بإنتاج الأعلاف.

وعن الأسعار، قال الفارس إنها ثابتة أو شبه مستقرة من 6 أشهر تقريبا، "لذا حصلنا على المناقصة الأخيرة ،التي تم ترسيتها أمس، بسعر 190 دولاراً للطن، فيما المناقصة السابقة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي تمت ترسيتها بسعر 186 دولاراً للطن الواحد.

وأشار إلى أن إنتاج الموسم الجديد، الذي سيبدأ في يوليو/ تموز القادم، وتقارير المؤسسات الدولية عن الطلب ووضع الإنتاج، وقوة الدولار، ثلاثة عوامل ستتحدد أسعار الشعير العلفي للفترة المقبلة، "ستتراجع أسعار الحبوب في حال ارتفع الدولار".

وزاد: "المملكة تطلب سنوياً من الدول المنتجة للشعير العلفي، مواصفات من ثلاثة مناشيء، من ثم تستقر على واحداً منها".

وذكر ان بلاده لديها 23 شركة مؤهلة للمنافسة على مناقصات استيراد الشعير العلفي، تم ترسية المناقصة الأخيرة على 9 شركات منها.

في سياق متصل، أنهت السعودية العام الماضي 2016، متحصنة في توفير القمح لشهور عدة مقبلة، بعد طرحها ست مناقصات لاستيراده وتوفير حاجة السوق المحلية، بما فيها أسواق السياحة الدينية (المعتمرين والحجاج).

وقال محافظ مؤسسة الحبوب السعودية، في مقابلة أخرى سابقة، إن بلاده تستورد 3.5 مليون طن من القمح سنوياً، بمعدل نمو 2% - 2.5% تماشياً مع الزيادة السكانية.

ونوه إلى أن السعودية لديها مخزون إستراتيجي من القمح، يكفي الاستهلاك لمدة 8 أشهر، "بينما تبلغ طاقة التخزين لدى المؤسسة، بحدود 3.2 مليون طن من القمح".

وزاد: "دائما ما نحتفظ بمخزون يكفي لأكثر من 6 أشهر وهو من أعلى المعدلات عالمياً.. تتراوح عادة بين 3 إلى 4 أشهر في الدولة المستوردة للقمح".

وطرح العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة للاستثمار الزراعي في الخارج، بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمملكة.


(الدولار الأمريكي = 3.75 ريال سعودي)