الرياض - واس : أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن نتائج التحقيقات عن العمليتين الأمنيتين اللتين نفذتهما الجهات الأمنية بحيي حرازات والنسيم في محافظة جدة السبت الماضي، أكدت هوية الارهابيين اللذين فجرا نفسيهما في الاستراحة وهما: خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني عنزي - سعوديا الجنسية -، مبينا أن المعلومات التي لدى الجهات الأمنية عن الإرهابيين تؤكد تورطهما في عدد من الجرائم الإرهابية التي وقعت في المملكة وارتباطهما بعدد من العناصر الإرهابية التي جرى مداهمتها خلال العام الماضي، وارتباطهما كذلك بعدد من الموقوفين.



وأشار المتحدث الأمني لوزارة الداخلية خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بنادي ضباط قوى الأمن الداخلي في الرياض إلى أن نتائج التحقيقات أكدت كذلك أن المطلوب حسام الجهني الذي جرى القبض عليه في شقة بحي النسيم في جدة هو من استأجر الاستراحة بحي الحرازات التي تواجد بها الإرهابيين ونقلهما إليها من موقع في شارع قريش بجدة بعد تنكرهما بزيين نسائيين، وكان يتردد عليهما في الاستراحة لتوفير متطلباتهما، كما أوقف ضمن هذه العملية الأمنية 16 شخصا 3 منهم سعوديين من بينهم حسام الجهني، والبقية من الجنسية الباكستانية من ضمنهم المرأة التي قبض عليها بشقة حي النسيم التي يدعي الموقوف حسام الجهني أنه تزوجها بمعرفة شقيقها الذي يشاركه في التوجهات الإرهابية.

وأفاد اللواء التركي أن الفرق الأمنية التي باشرت موقع استراحة الحرازات ضبطت كمية من المواد المتفجرة اشتملت على عدد 3 قنابل يدوية، و 8 قوالب متفجرة 6 منها بشظايا، وعدد 48 كيسا تحتوي على مواد كيماوية تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة، وأنبوبين حديديين اسطوانيين، و3 موازين إلكترونية، و 10 عبوات حديدية متفجرة مربعة الشكل مصنعة محليا، وعبوتين حديديتين لاصقة إحداهما مجهزة بمادة متفجرة ومغناطيس بدون صاعق، و 6 أكياس بها قطع حديدية لاستخدامها كشظايا، ومجموعة من الأدوات والأجهزة الكهربائية والإبر الطبية لتحضير المواد المتفجرة، ومجموعة ألواح إلكترونية لتشريك العبوات، و3 أنابيب غاز، ورشاشين، ومسدس، و 165 طلقة حية، و 6 طلقات مسدس.



من جهته أوضح اللواء بسام العطية أنه تم إسقاط خلية إرهابية في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة أثناء مداهمة استراحة في حي الحرازات وشقة في حي النسيم، وذلك بتاريخ 23 /4 /1438 وثلاثة من السعوديين و13 من الجنسية الباكستانية من ضمنهم امرأة.

وبين أن العناصر الرئيسية في الخلية أربعة أشخاص هم: خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني عنزي، وسالم الجهني، وفاطمة رمضان - باكستانية الجنسية.

واستعرض اللواء العطية المعلومات الأساسية لهذه العناصر خالد غازي حسين السرواني الذي يبلغ من العمر 31 عامًا - سعودي الجنسية - يحمل مؤهل ثانوي، والحالة الاجتماعية أعزب، والمهنة عاطل "منتحر"، أما نادي مرزق خلف المضياني عنزي فيبلغ من العمر 34 عامًا - سعودي الجنسية - مؤهله ثانوي، وحالته الاجتماعية أعزب، ومهنته موظف "منتحر"، وحسام صالح الجهني الذي يبلغ من العمر34 عامًا - سعودي الجنسية - مؤهله متوسط، والحالة الاجتماعية متزوج، والمهنة عاطل "موقوف"، أما فاطمة رمضان فتبلغ من العمر 28 عامًا - باكستانية الجنسية - موقوفة علاقتها مع صالح الجهني بمعرفة، حيث كانت متواجدة معه في شقة بحي النسيم، مشيراً إلى أن الجهني كان على علاقة بأخيها وبنفس التوجهات الفكرية.

وأفاد أن الخلية لها مواصفات وخصائص معينة تمتلك مجموعة من العلاقات وحركة ديناميكية متقدمة جداً، وخبرات متنوعة ومتوزعة أهلتها للقيام بالعديد من الأعمال والقيام بمساحة واسعة من التنسيق في مواقع متعددة، حيث كانت عبارة عن منطقة مهمة جداً ترتبط حولها الكثير من القضايا والأعمال.

وأشار اللواء العطية أن الخلية تتكون من ثلاث أشخاص لكن تمتلك كل هذه الميزات والخصائص الإرهابية، مبيناً أن لا غرابة في هذا الأمر كونها خلية عنقودية، وهذه هي طبيعة الخلايا العنقودية، حيث أنها جزء من كل، لكن ارتباطها مع هذا الكل الإرهاب الرئيسي من داعش أو القاعدة أو غيرها، عادةً ما يكون من خلال علاقات متباينة ومتعددة ومعقدة جداً، والعلاقات لايمكن أن تظهر في العمل الإرهابي بداية لكن تظهر خلال المتابعة من خلال التحقيق والأعمال الميدانية والرصد والحرص على تتبع هذه الأعمال باستمرار.

وتناول خلال العرض معلومات عن الخلية الإرهابية بدايةً بـ الإرهابي خالد غازي حسين السرواني، حيث بين أنه أحد أخطر عناصر هذه الخلية، مفيداً أنه دخل لهذا العالم الإرهابي في عام 2008، حيث اعتنق الفكر التكفيري من خلال تأثره بمجريات الأحداث والصراع في العراق وأفغانستان، مشيراً أن تعصبه أكثر من خلال مقتل شقيقه بدر الذي قتل في العراق عام 2006 معتنقاُ نفس الفكر والتوجه، وهذا أكثر ما جعله ينتهج الفكر التكفيري، بالتالي قام بمشاركات مختلفة في منتديات تقوم على التحريض والدفع و الأدلجة والخروج إلى مناطق الصراع، حيث كانت له رغبة ذاتية في الخروج لمناطق الصراع لكن لم يجد طريقاً إلى ذلك، مبيناً أنه زاد في عام 2008 بشكل كبير في المنتديات وترسخ لديه النهج التكفيري وتحركاته كانت متعددة مما دعا إلى إيقافه وصدور حكم شرعي انتهى تنفيذه في عام 2012.



وأضاف اللواء بسام العطية من وزارة الداخلية أن خالد السرواني تلقى أوامر من تنظيم داعش في سوريا بأن يقوم بإيواء مطلوبين أمنياً وهم كلاً من: سعيد آل جبلان، عادل أبو جمام، محمد العنزي، مبارك الدوسري، وترتبط هذه الأسماء بعدة عمليات ومواقع مختلفة، بالتالي تبدأ تظهر وتتضح العلاقة بين الخلايا العنقودية وبين الكل كتنظيم إرهابي.

وأوضح أنه فيما يتعلق بالإيواء، تم الإيواء في استراحة وادي النعمان، حيث تمت مداهمتها في تاريخ 6 / 5 /2016، وعلم من فيها وهم كلاً من: سعيد آل جبلان، عادل أبو جمام، محمد العنزي، مبارك الدوسري، ومنها كانت الانطلاقة لهذه العملية من حيث الإيواء فقط.

بعدها استعرض اللواء العطية العلاقة المركبة في امتداد العمليات الإرهابية الذي يعد خالد السرواني له علاقة إلى جانب عمليات الدعم اللوجستي بجميع أشكاله ومشاركاته إعداد المتفجرات والأحزمة الناسفة، كما قام بعمليات النقل والمسح للطريق في أحد الأعمال الإرهابية، أما سعيد آل قعير فله علاقة بإحدى أهم وأشهر العمليات الإرهابية وأكثرها خيانة وخسة، وهي تفجير مسجد قوات الطوارئ بعسير، أما مبارك الدوسري كانت له عدة أعمال منها تفجير مركز أمن الطرق ومركز شرطة الدلم، أما خالد المجماج كانت له ثلاثة أعمال في هذا الشأن، ومحمد العنزي أيضاً عبوة ناسفة بمركز أمن الطرق ومركز شرطة الدلم.

واستعرض اللواء العطية مجموعة هذه الأعمال وهي: مسجد المشهد في نجران بحي دحضه بتاريخ 27 / 1 / 2015، حيث كانت الانطلاقة من الطائف، سعد الحارثي "الانتحاري" تحرك إلى خميس مشيط، حيث يظهر أن سعيد القعير هو من قام بتسليمه للحزام الناسف، حيث دائماً ما يعنى بتهيئة الانتحاري نفسياً وقبل تنفيذ العملية من حيث تحركاته وطريقة لبسه وحزامه وطريقة انتقاله من موقع إلى آخر ثم وصولاً إلى نجران وتنفيذ العملية الإرهابية، مبينًا أن من يدير هذا العمل كله هو سعيد آل قعير.

وفيما يخص مسجد الطوارئ والعلاقة مع سعيد آل قعير، أوضح اللواء العطية أن مهمة سعيد كانت التهيئة النفسية والميدانية فيما يتعلق بالأحزمة الناسفة، مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بتفجير أنبوب النفط الممتد شرق المملكة إلى ينبع غرب المملكة، كان عادل أبو جمام هو الطرف الثاني الذي قام بإيوائه أيضاً، حيث أن هذه العلاقة تفرز العمليات الإرهابية في الخط الخاص بعادل آل جمام، حيث تظهر العلاقة مع خالد السرواني وتتأكد في انتشارها وتفرعها.

أما الاعتداء على شرطة الدلم والمسؤول الموزع للأدوار للعمل الإرهابي كان عقاب العتيبي، وهو تفجير في المواقف الخلفية والأمامية والتي نتج عنه مقتل مقيم هندي وتلفيات لمجموعة من الدوريات الأمنية، مضيفاً أنه من المعروف أن الغرض من العملية هو محاولة تحييد قوات الأمن، وبالتالي التوجه إلى عملية اغتيال العقيد كتاب الحمادي وهذه هي العلاقة بين خالد السرواني والهالكين الثلاثة الذين كانوا في الاستراحة.

أما ما يخص انفجار العبوة الناسفة بمركز أمن الطرق في حي محاسن، فقد كان المسؤول عن توزيع الأدوار عقاب العتيبي، حيث كانت الفكرة هي محاولة تكرار النموذج السابق في تحييد القوات الأمنية والتوجه إلى تنفيذ عمليتي اغتيال في منطقة مكة المكرمة والرياض لرجال أمن والعلاقة تزداد تأكيدًا مع خالد السروري.



وأوضح اللواء العطية أن عقاب العتيبي تم إيقافه من خلال عملية في محافظة بيشة بمنطقة عسير، استغرقت أكثر من أربعين ساعة، مع تأكد علاقته مع خالد السرواني.

بعدها استعرض عملية اغتيال العقيد كتاب الحمادي التي كان الضالع فيها عقاب العتيبي ومجموعة أخرى من نفس المجموعات التي تم إيوائها وتمددت في العمليات السابقة، حيث أن هذه العملية خطط لها باحتراف، واستغرقت ما يقارب عاماً كاملاً في عملية الرصد والمتابعة والتدقيق لتحركات العقيد كتاب وصولاً إلى الاغتيال.

أما ما يخص نادي مرزوق المضياني، فقد تم إيقافه في 2004 لمشاركته في مجموعة من القنوات الفضائية التي تسعى للإضرار بأمن المملكة، حيث التحق في عام 2006 بحلقة تحفيظ قرآن الكريم، وفي 2007 تعرف داخل الحلقة بمن يدعى أبو سعدون، وهو وسيط كان يتردد على المسجد لكن كانت له أهداف مختلفة من هذا التردد، حيث حاول أن يقنع نادي مرزوق المضياني بالتوجه إلى سوريا، وبالفعل اقتنع نادي بهذا التوجه وخرج من الرياض إلى عرعر ثم الأردن ثم سوريا، - حيث قضى في سوريا وقتًا محدودًا لا يتجاوز أربع ساعات، التقى فيها خلال الأربع ساعات مع أحد الأطراف المسؤول عن تهريب العناصر السعودية إلى العراق، ثم توجه إلى العراق واستقبلته مجموعة من المقاتلين العراقيين، وفي خلال شهر واحد تم إقناعه بالقيام بعمليات انتحارية، حيث وافق على استلام الحزام الناسف لكن فشل في التنفيذ، وقد تم استلام نادي المضياني من العراق في 2007، ثم انتهى عمله الانتحاري في 2017.

وفيما يتعلق بالوسيط أبو سعدون فهو لا ينتمي للحلقة ولا ينتمي للحي إطلاقاً لكن هناك من يتصيد ويحاول اختراق الحلقات واقتناص بعض الطلاب ويرسلهم إلى مناطق الصراع، وهي أشبه بحمل سلعة معينة ثم تصديرها إلى الخارج، حيث نلاحظ الخروج السريع من سوريا إلى العراق، وتعد سوريا البوابة الكبرى والضخمة والأسهل للوصول للعراق.

أما ما يتعلق بحسام الجهني، فقد أوقف في عام 2004 بخروجه من العراق والمشاركة في القتال، حيث أطلق سراحه في 2006، حسب حكم قضائي، كما أوقف في 2007 وسبب إيقافه هو خروجه للعراق، وقد اكتسبت هذه الخلية العديد من العلاقات لاسيما فيما يتعلق بتهريب المنتمين لهذا التنظيم وسهولة إخراجهم إلى مناطق الصراع وبالتالي تراكمت لديه هذه الخبرات واستثمرها في الداخل السعودي من خلال إخراج من يريد الذهاب إلى العراق، وقد أوقف في عام 2007، وأطلق سراحه في 2015، وفي عام 2017، وانتهى أمره بشقة النسيم.

وأضاف أن هذه الخلية وهي أحد الأسباب التي شكلت لديها العديد من الخبرات فهي تقع بين القاعدة في تشكيلاتها المتأخرة قبل الوصول إلى داعش, ولديها اتفاق في أسلوب العمل وأسلوب التفكير والتخطيط بين القاعدة وداعش، حيث أن هذه أحد الميزات الإرهابية التي امتازت بها هذه الخلية الصغيرة الكبيرة في تحركاتها، حيث أن هذا الانتقال بين القاعدة وداعش أوجد الكثير من الأجواء ذات التركيز العالي جداً في المهارات الإرهابية.

وأشار اللواء العطية إلى أن عدد الضحايا في هذه العمليات أكثر من 90 ضحية, استغرقت 28 شهرًا، بالإضافة إلى ست معامل متفجرات، مفيداً أن الاحتمالات والتهديدات قائمة مستقبلاً سواء كانت مرافق حكومية أو مناطق مفتوحة أو تحركات لأشخاص أو عسكريين، مضيفاً أن لو لم يكتشف رجال الأمن لهذا المعمل وهذه الخلية لا قدر الله لكان استمرار واحتراف وخبرة أكثر لهذه الصناعة، وتزايد لهذا النشاط الإرهابي مع تزايد فرص التهديد.



بعد ذلك أجاب اللواء التركي واللواء العطية على أسئلة الصحفيين، حيث أكد فيها اللواء التركي على أهمية الدور التي يؤديه المواطن والمقيم في المملكة من ناحية الإبلاغ عن هذه الخلايا الإرهابية وكل ما قد يثير الشك والريبة لديهم فيما يتولى رجال الأمن تعقب مثل هؤلاء الذين يحاولون التخفي عن المواطنين.

وأوضح أن رجال الأمن يعملون القبض على المتهم والقبض على الجاني، ولا يستهدفون شخصًا بالقتل إطلاقاً لأن هناك قضاء وجهات عدلية تستكمل كل ما يتعلق بتنفيذ الأنظمة بحق من يرتكبون أي نوع من أنواع الجرائم بغض النظر عن طبيعتها، مؤكدًا أن الهدف هو القبض عليهم، مبينًا أن القبض على الجناة أياً كانوا مفيد للعمل الأمني لأنه من خلالهم يمكن التعرف على أبعاد أخرى والتعرف على أطراف أخرى والتعرف على أي مخططات يعدون لها.

وبخصوص موضوع إعادة التفكير فيما يخص بمركز المناصحة، أوضح اللواء التركي أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية هو جهد إضافي لما تقوم به الدولة في مكافحة التطرف، وكل من يذهب إلى القضاء ويصدر بشأنه حكم قضائي ويدخل للسجن ينتهي الأمر به بعد تنفيذ هذه العقوبة، والخيار الوحيد المتاح هو إطلاق سراحه وليس هناك خيار آخر، فالأنظمة والأحكام القضائية لا بد من تنفيذها والبرنامج أصبح يعد من العناصر الأساسية في مكافحة التطرف في المملكة وإعادة تأهيل من يتورط في نشاطات ذات صلة بالإرهاب، مشيرا إلى أن 85% ممن يستفيدون من برامجه يعودون للحياة الاجتماعية الطبيعية ولم نلمس منهم في الحقيقة ما يثير أي شك فيهم.

وحول وجود تنسيق بين وزارة الداخلية ومؤسسة النقد لتعزيز مراقبة الذين يمولون الإرهاب ممن لديهم كميات كبيرة من الأموال القديمة والعملة النقدية القديمة والذين سيحاولون تسريبها في الأسواق في عملية لإعادة غسيل للأموال عن طريق التمويل الإرهابي، بين اللواء التركي أن ما تقوم بتنفيذه في المملكة من أنظمة وإجراءات لمنع استخدام أو استغلال الأعمال الخيرية لجمع أموال لتمويل الإرهاب لا يضاهيه أي تنظيم في أي مكان آخر من العالم، مشيرًا إلى انخفاض خطورة الجرائم الإرهابية من حيث عدد المتضررين منها وانخفاض عدد الجرائم الإرهابية، مؤكداً أن الهدف الحقيقي هو أن نحول دون وقوع أي جريمة إرهابية وهذا لن يتم إلا من خلال تعقب العناصر الإرهابية ومداهمتها والقبض عليهم مع مكافحة التمويل وأيضاً مكافحة الفكر المتطرف والعمل على كشف كل من يتورط في جرائم أو نشاطات إرهابية.

وفي سؤال ما إذا كان موسم الحج أو العمرة من ضمن الأهداف التي تقع ضمن أولويات تنظيم داعش الإرهابي، أكد اللواء التركي أن استهداف المصلين التي تمت في العام الماضي في المسجد النبوي الشريف خير شاهد على ما تهدف إليه هذه التنظيمات ومسألة استهداف الحجاج أو المعتمرين أو الزوار أو المصلين أصبحت من الأمور المألوفة في فكر هذه الجماعات ، فقد تم استهدف تسع مساجد في المملكة.

وأوضح اللواء التركي أن هذه الجماعات تبحث عن أي فرصة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية التي يسعون إلى أن لا تكون في مكان واحد يسهل على رجال الأمن الوصول إليهم والقبض عليهم وهذا أحد الأسباب التي جعلت تنظيم داعش الإرهابي يلجأ إلى تنظيم الخلايا العنقودية.

وقال اللواء التركي: وفقنا الله في الوصول إلى الكثير من الرؤوس المدبرة في هذه الخلايا الإرهابية ولعل منها المعامل التي تجهز فيها المواد المتفجرة، مبرزًا الجهد الذي يقوم به رجال الأمن في مختلف أنحاء المملكة والتحريات الأمنية التي يعتمدون عليها في العمل الأمني والمعلومات التي يوفرها المواطنون عبر الرقم 900 أو 90، التي تعمل بإذن الله في نهاية المطاف على حماية الأمن والاستقرار في المملكة، ووضع حد لهذه المخططات والحيلولة دون تمكين هذه العناصر من تنفيذ الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها.

وحول تركيز الإرهابيين على تجنيد جنسية معينة كالجنسية الباكستانية التي اعتقل منهم ما يقارب 50 شخصا منذ رمضان الماضي وكيفية التعامل معهم مستقبلا، عبر اللواء بسام عطية عن تقديرهم للمقيمين الباكستانيين وتواجدهم، مؤكداً أن كل مقيم في المملكة يلتزم بأنظمتها وقوانينها له كل الشكر والتقدير ونعتبره شريكًا في التنمية، ومن المبكر جداً أن نضع هذه الأرقام أو هذه الأعداد في حيز المخاوف، مبينًا أن داعش يتحرك في جميع المجالات والمساحات والمستويات المختلفة اجتماعياً وعرقياً بدون تفرقه، وجندت العاطل والجاهل والمتعلم ومن يحمل شهادات علمية رفيعة، كما جندت السعودي والمقيم والعابر أيضا ومن هو متفاوت في الدخل ومن المبكر أن نعتبرها هاجس.

وحول وجود تحريات أمنية تتوقع استهداف بعض المواقع الحكومية أو أهداف معينة، قال اللواء التركي: نحن نتحرى عن كل ما قد يستهدف الأمن والاستقرار في كل شبر من المملكة، والعمل التي تقوم به الجهات الأمنية هو عمل يشمل كل أنحاء المملكة ويسلط الضوء على العمل الإرهابي على وجه الخصوص وأي موقع أو أي شخص يمكن استهدافه من قبل هذه المجموعات.

وأضاف: أن هذه الجماعات الإرهابية تستهدف من خلال جرائمها السابقة رجال الأمن والعسكريين حيث يمثلون الهدف الأول وأكثر من 60% من الجرائم الإرهابية التي وقعت العام الماضي وهذا العام، وفي هذا العام 1438هـ كل الجرائم الإرهابية التي وقعت هي استهداف لرجال الأمن، والعام الماضي أكثر من 60% من الجرائم استهدفت رجال الأمن، فاستهداف رجال الأمن بلا شك هو الأول، لكن هم يسعون كذلك لاستهداف كل ما من شأنه إثارة الفتنة وجرائمهم وصلت حتى لاستهداف المصلين بالمسجد النبوي الشريف، وطبيعة هذه العناصر وعدم ترددها في استهداف الحجاج أو المعتمرين أو الزوار وسبق أن تعاملت الجهات الأمنية مع حالات بعضها حتى لم يعلن عنها ذات علاقة بمواسم الحج على سبيل المثال.

وحول وجود خلايا إرهابية يتخفون في حلقات التحفيظ، أوضح اللواء بسام عطية أن كل تنظيم إرهابي أو تنظيم يهدف في الواقع إلى تغيير سياسي يقود إلى تغيير اقتصادي دائماً يكتفي بعقيدة معينة لن يجد أفضل من أن يكتسي بعقيدة دينية أيًا كانت هذه العقيدة الدينية سواء أكانت إسلام أو في المذاهب الأخرى، والتاريخ يشرح لنا باستفاضة في الواقع أن هذه الحركات ظهرت في قرون مختلفة وكل من قاد هذه الحركة دائماً يكتسي بثوب ديني أو ثوب مذهبي معين، فالأمر طبيعي جداً إنه يحاول أن يخترق هذه الحلقات.

وعن علاقة اسم المطلوب عقاب العتيبي وقيامه على تدريب طائع الصيعري والانتحاريين على تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، أوضح اللواء بسام العطية أن العلاقة مختلفة إما أن تكون عن طريق تدريب أو عن طريق خدمات تقدم عن طريق توفير مأوى أو عن طريق نقل أو عن طريق تخطيط، فبالتالي هناك أشكال متعددة فيما يتعلق بتقديم الخدمات، فهو يقوم بتوزيع أدوار ويقوم باستقطاب وتوزيع أدوار وتحريك هؤلاء الأشخاص لكن لا يمكن أن نعتبر عقاب العتيبي قائداً، مبينًا أن عناصر داعش أشبه بالعناصر المتعددة الإمكانيات، من يقود داعش من الخارج هو يحرص على أن تكون إمكانياتهم متعددة ويستطيع أن يعمل في أكثر من جانب وبالتالي يستطيع أن يتحرك وفق كل النماذج وليست فقط التي نطرحها.