ع.ا/ع.ش (دويتشه فيله) قد تكون سمعت سابقا بلحوم مزروعة في المختبرات. التقنية جديدة وطموحة للغاية، خصوصا للحفاظ على البيئة وتقليل ذبح المواشي، لكن هناك تحديات ترافقها.



اللحوم المزروعة وتعرف كذلك بأسماء أخرى منها اللحوم المستنبتة، يتم الحصول عليها بأخذ خلايا من حيوانات حية، ثم زرع هذه الخلايا وجعلها تنمو في المختبر لمدة من الزمن.

لا هدية أفضل لناشطي الحفاظ على البيئة الرافضين لما تهدره الصناعة الحيوانية من موارد بيئية من فكرة لحوم مزروعة في المختبرات، غير أن الطريق ليس سالكاً كما يجب لهذه اللحوم، خصوصا مع الجدل الطبي حولها.

اللحوم المزروعة وتعرف كذلك بأسماء أخرى منها اللحوم المستنبتة، وهناك من يسميها باللحوم المصنعة، (وصف غير دقيق بشكل تام لأن هناك من يصف اللحوم الطبيعية التي يتم حفظها بطرق المعالجة بالمصنعة)، يتم الحصول عليها بأخذ خلايا من حيوانات حية، ثم زرع هذه الخلايا وجعلها تنمو في المختبر لمدة من الزمن.

وتعدّ هذه التقنية، التي تخص جميع أنواع اللحوم بما فيها الدواجن، وكذلك الأسماك، جديدة للغاية، ولم تبدأ سوى قبل تسع سنوات، ولا تزال في طور التجريب، ولم تطرح إلا بشكل جد محدود في جلّ أسواق العالم للمستهلكين،

ويشير تقرير لموقع "نيوز ميديكال" المتخصص في الأخبار العلمية والطبية، إلى أن هذه اللحوم قد تكون "غذاء الغد"، ولديها الكثير من الإيجابيات، أولها ما يتعلق بالموارد البيئية، فبفضل تصنيعها في مختبرات، لا تحتاج للموارد ذاتها التي تستنزفها اللحوم العادية ومن ذلك أراضي الرعي والعلف والمياه.

وهناك جانب صحي كذلك، فهذه اللحوم مفيدة للجسم بسبب تراجع الجراثيم المعدية فيها مقارنة باللحوم الطبيعية التي تشكل ضررا لعدد من الناس، وخصوصا الجراثيم المعوية والجراثيم التي تنتقل خلال الذبح والحفظ، وكذلك خلوها من الهرمونات التي يتم حقنها للماشية والدواجن والأسماك بغرض إنضاجها بسرعة.

وبفضل تدخل يد متخصصة في تصنيعها، تتوفر هذه اللحوم على قيمة غذائية متوازنة عكس اللحوم الحمراء التي لا ينصح بالإكثار منها. ويمكن في هذا الإطار التحكم بنسبة الدهون الضارة فيها واستبدالها بدهون أخرى مفيدة كأوميغا-3 وإضافة فيتامينات إليها كفيتامين B12.

غير أن هناك تحديات أخرى ترافق هذه اللحوم حسب المصدر ذاته، ومنها غلاء مصل جنين البقر التي يستخدم كوسيط في عملية استنباب لحوم البقر، وكذلك تعارضه مع ما يرفعه النباتيون من ضرورة عدم ذبح الحيوانات، بما أن هذا المصل يؤخذ من الحيوان بعد ذبحه.

كذلك لا توفر هذه اللحوم التنوع الشكلي الذي توفره اللحوم الطبيعية، ومن ذلك الأشكال المفضلة للشواء، وكذلك لم تستطع توفير نفس مذاقها. لكن أكبر تحديين هما غلاؤها الكبير، وثانيا الغموض الذي يرافق أثرها الصحي بعيد المدى على الإنسان، وهناك مخاوف من أن يؤدي استنبات اللحم إلى توليد خلايا معيبة قد توفر بيئة لبعض أنواع السرطانات.

لكن عددا من العلماء متفائلون بهذه اللحوم التي قد تشكل ثورة في طريقة الاستهلاك، وقد تحتاج الأبحاث لمزيد من الوقت حتى الوصول إلى طريقة أكثر أمانا لإنتاج هذه اللحوم، ما سينعكس إيجابا على حياة الإنسان بشكل عام.


"اللحوم النباتية".. بدائل صحية وصديقة للبيئة؟
يحاول كثير من الناس تجنب إلحاق الضرر بالبيئية وخاصة تلك الأضرار لناتجة عن اعتمادهم على اللحوم كمصدر غذائي رئيسي وما ينتج عنه من أضرار للبيئة. الميل السائد حاليا هو تعويض اللحوم ببدائل اللحوم أو ما يطلق عليها "اللحوم النباتية".



تناول القليل من اللحوم لم يعد مجرد قرار مرتبط بصحة الجسم، بل أسلوب للحفاظ على البيئة. فوفقا لتقرير صادر عن "الصندوق العالمي للطبيعة" فإن التخلي عن المنتجات الحيوانية "طريقة سهلة ورخيصة نسبيا" لمعالجة تغيرات المناخ. لأن الثروة الحيوانية تولد كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة وتستهلك عشر احتياطات العالم من المياه العذبة وتساهم في إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية.



أصبحت بدائل اللحوم مثل "بايوند ميت" و"إمبوسيبل برغر" ممكنة بفضل التقنيات الغذائية الجديدة. وتحتوي هذه البدائل على فول الصويا والفول والبازلاء. وهذه الأغذية، وهي على عكس البرغر النباتي الشائع حاليا يشبه طعمها اللحم الأصلي ولها رائحة ولون وحتى "دم" شبيه باللحوم، بفضل عصير الشمندر الأحمر الذي يوحي بأنه دم. وغالبا ما تكون هذه البدائل صحية أكثر من اللحوم الحيوانية العادية.



تباع منتجات "بايوند ميت" في آلاف المتاجر والمطاعم الأمريكية، ما شجع ماركات أخرى على الاستثمار في هذا المجال، مثل شركة "نيستله" التي قدمت كرات اللحم التقليدية "فريكاديله" خالية من اللحوم. فيما قدمت سلسلة مطاعم "برغر كنغ" وجبات من منتجات "بيوند ميت" في الولايات المتحدة. أما مطاعم ماكدونالدز فتجرب حاليا البرغر النباتي.



هذا التحول شجع المستثمرين على الاستثمار في هذا المجال. وعندما دخلت شركة "بايوند ميت" بورصة "وول ستريت" في أوائل شهر مايو/ ايار 2019 استطاعت أن تضاعف قيم أسهمها في اليوم الأول. وقال بروس فريدريش رئيس مؤسسة "غود فود" لوكالة فرانس برس إن "المستثمرين يرون فرصة تجارية كبيرة" في مجال اللحوم النباتية.



لكن يقال إن نباتات فول الصويا الصناعية تساهم هي أيضا في إزالة الغابات وعلى نطاق واسع، وكذلك زيوت النخيل التي يتم استخدامها في بعض بدائل اللحوم. وذكرت منظمة "فيرن" البلجيكية للمحافظة على البيئة أن هناك حاجة لأكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي لزراعة فول الصويا. ويتم استخدام نسبة قليلة من الأراضي لبدائل اللحوم بينما يتم استخدام المساحات الواسعة لإنتاج أعلاف الحيوانات.



هناك أيضا مخاوف غذائية من بدائل اللحوم، إذ يمكن أن تحتوي شطيرة البرغر النباتي على نسبة دهون مضاعفة وسبعة أضعاف نسبة الصوديوم الموجودة في البرغر التقليدي. وتشعر مجموعات مهتمة بحماية البيئة بالقلق حيال "إمبوسيبيل برغر" الذي يحتوي على خمائر معدلة جينيا التي تعطي طعما مشابها للحوم. والاستهلاك المفرط لهذه المواد المعدلة وراثيا يمكن أن يسبب السرطان، أي نفس أعراض الاستهلاك المفرط للحوم.



قررت لجنة الزراعة في البرلمان الأوروبي مؤخرا منع تسمية بدائل اللحوم النباتية بأسماء توحي بأنها لحوم، مثل البرغر أو النقانق أو شريحة لحم "ستيك". وهو ما يعني أن هذه المنتجات البديلة ستنزل إلى الأسواق بأسماء أخرى.

الكاتب: زمن البدري

لحم مزروع، والذي يطلق عليه أيضًا اللحم النظيف أو اللحم المصنع أو اللحم في المختبر، وهو اللحم الذي ينتج من زراعة الخلايا الحيوانية في المختبر بدلاً من الحيوانات المذبوحة،. وهو شكل من أشكال الزراعة الخلوية