حيفا (إسرائيل) رامي اميتشاي (رويترز) - اجتاحت حرائق الغابات وسط وشمال إسرائيل يوم الخميس مما أجبر عشرات الألوف من السكان على مغادرة حيفا بينما ألقى قادة إسرائيليون باللوم على "إرهابيين" في إشعال بعض الحرائق.



وأظهرت لقطات تلفزيونية جدارا من ألسنة النيران يمتد في أحياء في وسط حيفا ثالث أكبر مدينة في إسرائيل. وأمطر رجال الإطفاء محطة للوقود بالماء لدى اقتراب ألسنة النار منها.

وتستعر الحرائق في مواقع مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية لكنها اشتدت يوم الخميس يغذيها طقس جاف على نحو غير معتاد ورياح شرقية قوية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في حيفا "كل حريق متعمد أو تحريض على جريمة الحرق العمد هو إرهاب بكل معنى الكلمة. وسنتعامل مع الأمر على هذا الأساس... أيا كان من يحاول أن يحرق أجزاء من إسرائيل فإنه سيعاقب على ذلك بشدة."

وأشار وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إلى "إرهاب الحرائق العمد" وقال إن هناك عددا محدودا من الاعتقالات دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت احتفل بعض العرب والفلسطينيين بالحرائق وأصبح وسم (إسرائيل تحترق) من بين الأكثر تداولا.

وقال روني الشيخ رئيس الشرطة الإسرائيلية للصحفيين "هناك حرائق عمد وكثير من الحرائق غير العمد... من المرجح أنه حيث توجد حرائق عمد فإن الأمر يتجه إلى صلة قومية" دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.



ومع اشتعال حرائق في الغابات غربي القدس وحول حيفا وعلى سفوح التلال في وسط وشمال إسرائيل وفي أجزاء من الضفة الغربية المحتلة طلبت الحكومة المساعدة من دول مجاورة.

وتلقت الحكومة عروضا للمساعدة من اليونان وقبرص وكرواتيا وتركيا وروسيا لمكافحة الحرائق التي تستعر في عدة مناطق في أرجاء نصف البلاد تقريبا. وتقوم أسراب من الطائرات بإسقاط مواد مثبطة للحرائق في محاولة للسيطرة على أعنف الحرائق ومنع انتشارها.

وقال نتنياهو إنه طلب من الولايات المتحدة إرسال طائرة لمكافحة الحرائق ذات خزان ضخم تسمى (سوبر تانكر).

وأضاف أن السلطة الفلسطينية أيضا عرضت المساعدة.

وغطت سحابة كثيفة من الدخان حيفا المطلة على ميناء كبير على البحر المتوسط. وتم إخلاء المدارس والجامعات وقال متحدث باسم هيئة السجون إن سجنين قريبين يستعدان لنقل النزلاء إلى سجون أخرى. ونقل المرضى من مستشفى لأمراض الشيخوخة.



*تنبؤات مقلقة
تضافر عدم هطول أمطار مع طقس شديد الجفاف ورياح شرقية قوية في اتساع رقعة الحرائق هذا الأسبوع في أنحاء وسط إسرائيل وشمالها ومناطق بالضفة الغربية المحتلة. وتسببت الحرائق في تدمير أو إلحاق أضرار بعشرات المنازل لكن لم ترد تقارير عن وفيات أو إصابات خطيرة.

وقال وزير التعليم نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين على تويتر إن مشعلي الحرائق خائنون لإسرائيل وأشار إلى أنهم لا يمكن أن يكونوا يهودا.

وقال في تغريدة بالعبرية "من لا يشعرون بالانتماء للبلد هم فقط القادرون على حرقها."

وقال رئيس بلدية حيفا إنه يشعر بالقلق على المدينة والمناطق المحيطة بها وناشد السكان الذين لديهم رشاشات ماء استخدامها لإبعاد ألسنة النيران. وتم توجيه الذين يغادرون منازلهم إلى استادات رياضية وأماكن أخرى أكثر أمانا.

وأغلق مؤقتا طريق 443 السريع الذي يربط بين القدس وتل أبيب ويمر بالضفة الغربية أمام حركة المرور في ساعة الذروة الصباحية يوم الخميس مع بلوغ النيران مدينة موديعين التي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين المدينتين.

وتوقع خبراء محليون في الأرصاد الجوية أن يستمر الطقس الجفاف والرياح القوية لبضعة أيام. ولم تسقط أي أمطار على أجزاء من إسرائيل منذ شهور.

وقال نوح ولفسون الرئيس التنفيذي لشركة الأرصاد الجوية متروتيك "الأحوال الجوية ليست مسؤولة لكنها تساعد على انتشار هذه الحرائق... الطقس سيظل شديد الجفاف على الأقل حتى يوم الاثنين أو الثلاثاء."