الرياض - واس : افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني اليوم فعاليات لقاء الخبراء الوطني السادس للوقاية من العنف ضد المسنين تحت شعار(إحسان)، بحضور نخبة من الاستشاريين والأكاديميين والمعنيين بمواضيع عن كبار السن وذلك بمركز المؤتمرات بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بمدينة الرياض.



وقد بدأ حفل الافتتاح بالقران الكريم وبعدها كلمة المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف أوضحت فيها إن تنظيم لقاء الخبراء الوطني سنويا يهدف إلى بناء جسور التعاون مع كافة الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالعنف الأسري والذي يساهم في التقاء وتبادل الخبرات الوطنية والمشاركة في وضع مقترحات للوقاية من ظاهرة العنف الأسري وآلية التعامل معها، مؤكدة أن لقاء الخبراء الوطني السادس يأتي استكمالا لجهود برنامج الأمان الأسري الوطني في إرساء قواعد الوقاية من العنف الأسري في المملكة العربية السعودية وأنه يهدف إلى تسليط الضوء على قضية العنف ضد المسنين باعتبارهم أحد الفئات التي قد تتعرض للعنف الأسري وبحاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية من خلال برامج وقائية شاملة.

واستعرضت الدكتورة المنيف نبذة عن اللقاءات السابقة منذ عام 2008م وحتى هذا العام، مستشهدة بآخر إحصائية أجراها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني خلال بداية شهر محرم 1438 هـ بعنوان (اتجاهات المجتمع نحو العنف ضد المسنين) والذي شمل على عينات من مختلف مناطق المملكة وجاءت نتائجها كالتالي: أن 36% يتفقون بأن المسن لا يتم إشراكه في الأمور الأسرية، و16% أن المسن يتم إبعاده من المناسبات الاجتماعية، و48% أن المحيطين بالمسن يستاءون من كثرة شكواه وتذمره، و43% أن المسن لا يلتزم بمواعيده الطبية وتناول أدويته، و61% أن المسنين يعانون عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والغذاء الصحي، موجهة شكرها لجميع القائمين على اللقاء وللجميع بالتوفيق.



بعد ذلك أكدت راعية اللقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز في كلمتها أن الهدف من تنظيم اللقاء هو طرح رؤية شمولية لمعالجة العنف تجاه المسنين وبحث دور مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية في الوقاية من هذه المسألة والمساهمة في الحد من حدوثها بالإضافة إلى طرح سبل التعامل مع تبعاتها، مستشهدة برأي مدير إدارة الطب الوقائي بصحة جازان استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور احمد سهلي بأنه مع تطور الرعاية الصحية ارتفعت نسبة المسنين في المملكة إلى 7،3‎%‎ بعد أن كانت في عام 2000 بلغت 4،8‎%‎ ومن المتوقع ارتفاعه في عام 2025 إلى 8‎%‎ وذلك يستدعي استشراف المشاكل التي تواجه المسنين والتخطيط لحلها بما يضمن حياة كريمة لهم.

وبينت سموها أن المملكة ضمنت حقوق المسنين عبر الأنظمة المنصوص عليها باعتبار عقوق الوالدين ضمن الجرائم الكبيرة الموجبة للإيقاف بقرار من وزير الداخلية استشعارا بأهمية الترابط والتلاحم الأسري وأثره على بنية النسيج المجتمعي، مشددة أن توفير الرعاية للمسنين هي استجابة لأمر رباني وتطبيق للعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وإلى وجوب عدم إهمال دور المسن لأنه قادر على مواصلة العطاء فيجب الاهتمام بالرعاية المتكاملة له صحيا ونفسيا واجتماعيا وتوفيرها داخل وخارج المنزل لإتاحة الفرصة بممارسة حياته كفرد منتج بدلا من اعتباره عبئا على أسرته وعلى المجتمع.

بعدها قامت سموها بتوزيع شهادات الشكر والتقدير للمشاركين في اللقاء.

ثم افتتحت المعرض المصاحب لفعاليات اللقاء والذي حظي بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية.



ثم انطلقت الجلسات العلمية أدارتها عضو مجلس الشورى الدكتورة حمدة العنزي بعنوان "حقوق المسن في الأنظمة السعودية وما يترتب عليها من تشريعات للوقاية من العنف" تحدث في بدايتها الشيخ سعد الحقباني عن (حقوق المسنين في الشريعة الإسلامية) ودور الجهات الأمنية في تنفيذ مسؤوليتها لجرائم العقوق مستعرضا بعض نماذج لأحكام قضائية لقضايا العنف الأسري ضد المسنين، وتناول رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني عن (حماية المسنين في الأنظمة المحلية والدولية) ودور الرعاية الاجتماعية ومراكز الخدمات الاجتماعية التي تعني بالمسن في المملكة.

ثم دارت الجلسة الثانية بإدارة الدكتور هاشم بالبيد عن "رعاية المسنين ودورها في الوقاية من العنف" ذكر من دولة لبنان الدكتور عبد الرزاق الأبيض عن (الرعاية الصحية للمسنين)، فيما تناول أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية استشاري الطب النفسي لكبار السن الدكتور متعب العتيبي ورقته عن (الصحة النفسية للمسنين) مبينا فيها العوامل المرتبطة بالعنف وطرق التدخل والحماية والعلامات والأعراض للإيذاء النفسي مستشهدا بآخر دراسة في أمريكا بأن 1 لكل 10 من كبار السن يتعرضون للعنف الجسدي، و1 لكل 4 يتعرضون للعنف النفسي.



وكانت الجلسة الثالثة وأدارتها المنسقة العامة لمكاتب الضمان النسائي الاجتماعي أسماء الخميس عن "ندوة حول دور المؤسسات في تمكين المسنين" شاركت فيها كل من: مركز الملك سلمان الاجتماعي، الجمعية السعودية الخيرية لمساندة كبار السن "وقار"، مدينة سلطان بن عبد العزيز الإنسانية، الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر، الإدارة العامة للبرامج الصحية والأمراض المزمنة بوزارة الصحة.

واختتم اللقاء بالإعلان عن التوصيات جاء أبرزها: التأكيد على أهمية التسريع بإصدار التشريعات والأنظمة المتعلقة برعاية المسنين، تفعيل نظام الحماية من الإيذاء ليشمل فئة المسنين وتوعية العاملين في مختلف القطاعات بإلزامية التبليغ، رفع الوعي المجتمعي باحتياجات المسنين عبر وسائل الإعلام المختلفة وتسليط الضوء على مظاهر العنف ضد المسنين وعواقبه، تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسنين في مخالف المؤسسات الصحية والاجتماعية والارتقاء والتنوع في وسائل الترفيه المجتمعية، تفعيل الشراكات بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في المملكة لرعاية المسنين، التعاون والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة الإقليمية والدولية وجهود المنظمات المعنية برعاية المسنين، دعم إجراء البحوث والدراسات العلمية حول قضية العنف ضد المسنين في المجتمع وأبعادها وجوانبها.