مونتينيغرو - إبراهيم توتنجي / أحمد قوجة (البيان) : بين البحر والجبل، والخضرة والماء.. تلك هي خيارات السائح العربي الزائر لجمهورية الجبل الأسود «مونتينيغرو»، أينما اتجه وجد الطبيعة الغناء بانتظاره، ووجد آثار الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض الطيبة، من رومان وآفاريين وسلافيين وعثمانيين.. وغيرهم، جميعهم رحلوا وبقيت قلاعهم وتحصيناتهم لتدل عليهم. ويقال أن إطلاق اسم الجبل الأسود يعود لبعض المستشرقين والكتاب المعاصرين وذلك لكثرة حجارته السوداء البازلتية.


البيان تزور أفخم مرسى يخوت في البحر المتوسط «بورتو مونتينيغرو»

في هذه الدولة الناشئة لن يشعر السائح العربي بالغربة أبداً، ففيها أكثر من 100 مسجد و 20% من سكانها مسلمون، فقط سيجد نفسه حائراً بعض الشيء لكثرة الخيارات والأمكنة التي يجب زيارتها.

وقبل أيام قليلة تم استقبال طائرة فلاي دبي في مطار تيفات الدولي في الجبل الأسود، وتعتبر هذه الرحلة تاريخية بكل المقاييس إذ أنها أول طائرة تنطلق من المنطقة العربية بشكل مباشر إلى الجبل الأسود دون ترانزيت، في رحلة استمرت خمس ساعات ونصف.



وتسعى فلاي دبي إلى جعل المسافات أقصر بين الخليج والمنطقة وبين دول البلقان وشرق أوروبا.

أين تقيم؟
وسط مزيج رائع من البحر والجبل يقدم لك فندق «ريجنت بورتو الجبل الأسود» خيار الإقامة الفارهة على شاطئ البحر الأدرياتيكي المتلألئ، في بناء جميل يذكر بالقصور الإيطالية الكبيرة. والفندق محاط بالحدائق ليحافظ على جوهر المنطقة، والثقافة، وكرم الضيافة الذي تتمتع به هذه السلسلة الشهيرة من الفنادق العالمية.



يقع الفندق على ضفة خليج بوكا المصنف ضمن لائحة اليونسكو كأحد المناطق التراثية العالمية، وبالقرب من قرية تضج بالحيوية والمطاعم وأماكن التسوق الراقية.



يتألف الفندق من 87 غرفة متنوعة بين المفردة والمزدوجة وأجنحة البنتهاوس، وهي مصممة وفق نمط معماري فريد يجمع بين التطور الكلاسيكي مع أسلوب التصاميم المستوحاة من البحر.

ماذا تأكل؟
يقدم الفندق مجموعة منتقاة من خيارات تناول الطعام، بما في ذلك النكهات الإقليمية الطازجة المستوحاة من الطبيعة الجغرافية للأرض والبحر.



ستعجبك بالتأكيد نكهات مطبخ الجبل الأسود، فهي مزيج من نكهات المطبخ المتوسطي، ويغلب عليها الطابع والأطباق الإيطالية التقليدية.



ويكثر فيها أطباق البطاطا ومنتجات الحليب، ولحم الضأن.

ماذا تزور؟
في الصباح الباكر، تقدم لك شرفة فندق «ريجنت» دعوةً مفتوحة للإطلالة على وجهة تعتبر إحدى أجمل 25 وجهة في العالم. حيث تطل الشمس من خلف الجبال الشاهقة جالبةً معها ألوان تختلط بين الرمادي والبنفسجي والذهبي.



ثمة رذاذ مطر خفيف يترك آثاره على الأرصفة المهيئة لاستقبال 450 يختاً فاخراً من كل العالم، يضاف إليها 400 قريباً، بعضها يعد الأكبر بطول 250 متراً.



الأرض التي كانت لسنوات طويلة مصنعاً، استخدم لدعم المجهود الحربي الروسي واليوغسلافي، لا يمكن التصديق أنها تحولت إلى مرافق فاخرة من فنادق ومراسي ومحلات للعلامات التجارية الراقية تمتد على مساحة 280 ألف متر مربع.



في مايو الماضي، استحوذت «مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية» على شركة «بورتو مونتينيغرو»، مطورة ومشغلة هذه المرافق، باستثمار قدر بـ 42 مليون يورو. واليوم، تسعى جمهورية الجبل الأسود التي يصل عدد سكانها إلى 650 ألف نسمة، وتسيطر الغابات على 40 بالمائة منها، إلى استقطاب المزيد من السواح الخليجيين عبر بوابة الإمارات.



قائمة الأماكن التي يمكن أن تزورها تطول كثيراً ومنها «دورميتور» الحديقة الوطنية، أما إذا أردت الوصول إلى الغابات والأشجار الكثيفة فيمكنك ذلك عبر قرية زبلجك، فهي المكان الأنسب والوجهة المفضلة لعشاق الطبيعة، وتضم عدداً من المرتفعات الجبلية والبحيرات ونهر تارا الشهير.



وعند مصب نهر سكوردا تقع مدينة كوتور الساحلية، وهي من أهم مناطق الجذب السياحي بفضل طبيعتها الجميلة وخليجها الرائع، وتضم المدينة عدداً من القلاع والتحصينات والجدران التاريخية التي يعود زمن بنائها إلى أكثر من 1000 سنة مضت.



إما إذا أردت زيارة العصور الوسطى فعليك زيارة مدينة بودفا، حيث تتميز بأزقتها التاريخية الضيقة، وأهم معلم فيها هو قلعتها الأثرية الشهيرة.

وبمحاذاة دولة ألبانيا تقع مدينة أولسيني، وهي مدينة حدودية ذات أغلبية مسلمة كانت تعرف قديماً باسم عاصمة القراصنة، وهي اليوم من أكثر المدن شهرة في مونتنيغرو، خصوصا مع كورنيشها الجميل وشواطئها الرائعة.