الجزائر (الخير) : أكدت اللجنة الوطنية للأهلة, اليوم السبت, أن يوم عاشوراء سيكون يوم الأربعاء المقبل، مشددة على أن التقدير الذي توصلت إليه المؤسسات الرسمية بخصوص الفاتح من محرم "تقدير سليم مؤسس على النظر الفقهي السديد والتقييم العلمي الدقيق".



و في بيان لها، أكدت لجنة الأهلة أن "فاتح محرم الحرام 1438هـ كان يوم الإثنين 3 أكتوبر 2016 و أن يوم عاشوراء سيكون يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2016 و هو اليوم الذي يستحب صيامه و صيام اليوم الذي قبله كما جاء في السنة النبوية الصحيحة".

و في هذا الإطار, تطمئن اللجنة المواطنين الحريصين على شعائر دينهم أن التقدير الذي توصلت إليه المؤسسات الرسمية هو "تقدير سليم مؤسس على النظر الفقهي السديد و التقييم العلمي الدقيق"، مشددة على أن "ليس أمرا مستحدثا ومبتدعا بل هو استمرار لما جرى عليه العمل في بلدنا".

وتلفت اللجنة إلى أن الجزائر في هذا التقدير "الدقيق" الذي توصلت إليه، "لم تنفرد عن باقي دول العالم العربي الإسلامي كما حاول البعض أن يصور الوضعية''، مذكرة بأن عددا من الدول الشقيقة وافقتها في هذا التقدير على غرار المغرب و ليبيا و العراق و سلطنة عمان و أندونيسيا و ماليزيا و نيجيريا.

ويأتي هذا التأكيد أمام الجدل الإعلامي الذي أثير حول بداية شهر محرم 1438هـ الذي ''أوقع بعض المواطنين في نوع من الحيرة و الارتباك رغم وضوح البيان الصادر عن اللجنة الوطنية للأهلة بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف''، تذكر ذات الهيئة.

و إزاء ذلك، تسجل اللجنة أن "الأصل في ثبوت رؤية الهلال أو عدمه عند بداية الشهور القمرية هو المزاوجة بين الرؤية الفلكية و البصرية، جمعا بين معطيات العلم و قواعد الفقه و الدين, و هو أصل محترم و منهج متبع لدى اللجنة".

ويضاف إلى ما سبق ذكره، "كون المجامع الفقهية انتهت في بعض اجتهاداتها وقراراتها إلى الأخذ بالرأي الفلكي في حالة تقدير استحالة الرؤية علميا، و ذلك بناء على معطيات المراصد الفلكية الدقيقة التي نأخذ برأيها في أوقات الصلاة و في تقدير الظواهر الفلكية كالكسوف و الخسوف و غيرها"، تتابع ذات الهيئة في بيانها.

وبما ان المركز الوطني للبحث في علم الفلك و الجيوفيزياء و الفيزياء الفلكية - على غرار المراصد الفلكية في العالم - قد أكد استحالة رؤية هلال شهر محرم يوم السبت 1 أكتوبر 2016 الموافق ل 29 ذي الحجة 1437هـ في العالم العربي والإسلامي فإن اللجنة و بالتنسيق مع مصالح الوزارة قد "قدرت إتمام عدة ذي الحجة ثلاثين يوما و أن مستهل شهر محرم 1438هـ هو يوم الإثنين 3 أكتوبر 2016"، تؤكد اللجنة.

كما تنبه اللجنة وتؤكد على أنه "لو أفاد الرصد الفلكي مجرد إمكانية الرؤية لكان لزاما انتظار ثبوت الرؤية البصرية أو عدم الثبوت" و مع ذلك فإن "اللجان الوطنية للأهلة في ولايات الوطن قد قامت بواجبها و أدت مهمتها برصد الهلال يوم السبت 1 أكتوبر 2016 و قد جاءت التقارير بنفي رؤية هلال محرم في هذا اليوم".

جمعية العلماء "تفتي" بصيام عاشوراء يوم الثلاثاء
وهران (الخبر) : بعد الجدل الذي أثير عقب تأخير غرة شهر محرم باعتراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف لاعتبارات ادارية، أصدرت جمعية العلماء المسلمين شبه "فتوى" تعلم فيه عام الجزائريين أن صيام عاشوراء يكون يوم الثلاثاء وليس الأربعاء.

وجاء في منشور للجمعية في الفايسبوك "بما ان ثبوت الهلال اعتبر يوم الأحد فإن صيام عاشوراء يوافق الثلاثاء المقبل ويسن صيام يوم قبله او يوم بعده مخالفة لليهود وهذا للاسف خلاف ما اعلنته وزارة الشؤون الدينية حيث اعتبرت أول محرم يوم الاثنين قبل أسبوع من ختام شهر ذي الحجة مع ان العبرة بالرؤية وإتمام العدة وبررت ذلك بأنه إجراء إداري ولهذا فاالاصل ان أول محرم يوم الاحد وعاشوراء يوم الثلاثاء (تهامي بن ساعد المكلف بالدعوة والإرشاد والفتوى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) والله اعلم".

وكانت الجمعية انتقدت قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي أعلنت أن الاثنين الفارط هو أول أيام شهر محرم بدلاء من الأحد، فخالفت الجزائر معظم الدول الاسلامية، وبرر الوزير محمد عيسى بعد ذلك باعتبارات ادارية مضيفا أنه يمكن تجاوز الرؤية الشرعية.

قرار الوزير تلقى انتقادات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي من بينها سؤال "هل ستقوم الوزارة بتأخير رأس السنة الميلادية لاعتبارات ادارية؟".

محمد عيسى :"لجنة الأهلة هي من يحدد صيام عاشوراء"
الجزائر (الخير) : أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى يوم السبت بالجزائر العاصمة أن لجنة الأهلة هي من يحدد صيام أيام التاسع و العاشر والحادي عشر من شهر محرم و لا يحق لأي جمعية تحديده.

وأوضح الوزير في ندوة صحفية عقب الندوة الوطنية لإطارات ومديري الشؤون الدينية والأوقاف، أن "صيام يوم عاشوراء لا علاقة له بجمعية العلماء المسلمين ولا بجمعية أخرى"، مشيرا إلى أن "صيام يوم عاشوراء أمر ديني، بحيث تحدد لجنة الأهلة يومه التاسع والعاشر والحادي عشر".

وبخصوص الجدال الذي حدث بسبب تحديد أول محرم قال الوزير أن "البيان الذي أصدرته وزارته و المحدد لأول محرم من التقويم الهجري للسنة الجارية، تم بناءا على التقرير الذي رفعه مركز الدراسات الفلكية (كراغ)، مؤكدا ان المركز أثبت استحالة رؤية الهلال في يوم 29 ذي الحجة".

واستند الوزير في تصريحه الى ما يعتمده المؤتمر العالمي للأهلة الذي يعتبر "الحساب الفلكي، شاهد نفي و ليس شاهد اثبات"، بمعنى أن الحساب الفلكي هو الأصح و تسقط أمامه الشهادة مهما كانت، وهوما اتخذته الجزائر على غرار العديد من دول العالم في تحديد اول يوم من السنة الهجرية".

وفي سياق ذي صلة، أكد وزير القطاع أن "جميع دول العالم الإسلامي اعتمدت الرزنامة الإدارية لدولتها"، و ليس الرؤية الفلكية، على غرار المملكة العربية السعودية، التي سجل بأنه لم ير فيها الهلال في ال29 من ذي الحجة مستدلا بعدم إصدار "الديوان الملكي لهذا البلد لبيان بل تم تغير التاريخ في شريط الأخبار في هذه الدولة و الدول الأخرى"، في حين اعتمدت الجزائر وماليزيا والمغرب، حسب الوزير "على أن تحديد أول يوم من محرم اعتمادا على الحساب الفلكي".

وبالمناسبة أكد أن لجنة الأهلة اجتمعت صباح اليوم، و "أثبت التقرير الذي أعدته أن 27 ولاية من ولايات الوطن لم يتم فيها رؤية الهلال أما الولايات الأخرى لم تتكفل بمتابعة الهلال".

كما "أكد الكراغ - يقول الوزير - أن هلال أول محرم لم يولد يوم السبت مساءا بل تمت رؤيته مساء يوم الأحد "داعيا إلى ضرورة ابتعاد الجزائر عن التبعية العلمية و فكرة التشكيك في مؤسسات الدولة".

كما نفى وجود "إرادة سياسية أو إدارية" لجعل أول يوم محرم يوم الاثنين بدل الأحد", قائلا يوجد "تنظيم وفقط تنظيم" .