جدة كانت عملاقة جميلة أنيقة في مظهرها ورونقها حين كان أبنائها يتعهدونها
بالبر والحب والوفاء فلا يسمحون للتراب أن يعلق بذيل ردائها ولا المطر أن يبلل
جدائلها وإن انتشت بقطراته على وجهها الصبوح ولكن لاأحد من أبنائها البررة
يقبل أن يغشى السيل أطرافها حتى لو كان عارما فهم كانوا قد احترموا عظمة
الله في السيول الهادرة من الأودية والشعاب

فجعلوا عرش جدة سيدة الحسن والجمال في مأمن من أمن الله فقد كانت بأبنائها
البررة يهابون قدرات الله في كل شيء كل شيء بمافي ذلك السيول وأوديتها وشعابها
وبعدرحيل أبناء جدة البررة أصبحت جدة السيدة يتيمة أبنائها في زمن عزها فأصبحت
من بعدهم هائمة على وجهها بعد أن تقاذفها بالعقوق والهوان أحفادها وهم يوزعون
كبدها الممزقة بين الأودية والشعاب

كانت تلك السيدة المحترمة عزيزة وأورستقراطية مدللة في كنف أبنائها الأولين ولكن
ولكنها في ظل مجون وفسوق أحفادها فقدت رونقها وجمالها وفتنتها فتراها دائما حزينة
باكية قد تركت دموعها على خدودها كل خدودها آثارا من مظاهر الحزن والفاقة فقد تحولت أرديتها المخملية إلى أسمال بالية وقد تهلهلت جدائلها بعد أن عطر أحفادها صدرها ببحيرة المسك حتى تلوث ثغرها بما يصنعون من القذارات

أرأيتم جدة الغالية وهي تنتحب نحيبا يقطع نياط القلوب ؟
إنه نحيب الأسى والجزع على ما أصابها في فلذات كبدها على أيدي الخونة والمرتشين والنفعيين من أحفاها الشرعيين والأدعياء

بداليا أنها تستغيث اليوم بالله ثم بالشرفاء من أحفادها ومن أتاه الله ملكا وسلطانا
فمن لها فمن لها جدة بعد الله ؟
من يمسح أدمعها ومن يحتوي ضعفها وهوانها من يعيد لعزيزة ذلت وأذلت سابق مجدها
من يقيل عثرات جدة ومن لها ينقذها من أوحال ومستنقعات المخططات الظالمة بأصحابها
بأصحابها وملاكها ؟

لك الله ياجدة العزيزة الغالية لك الله في كل أمورك
فرب ضارة نافعة ياجدة الغالية فعسى الله

أن يجعل في الفيصل والبررة المخلصين من أحفادك من يعيد البسمات المشرقة إلى وجهك الذي أنهكته لطمات الخيانات

جدة الغالية تحتاج إلى الفيصل وأحفادها لإعادة بسماتها وإشراقات وجهها وتعهد أرديتها
وإلباسها ملابس العز كما كانت وكما يجب أن تكون عليه الآن وتسريح وتضفير جدائلها
وتعطيرها بعطور الحب والوفاء والنظافة بعد طمر ووئد ما أسموه بحيرة المسك