تونس ـ الشروق : الامطار التي نزلت امس وامس الاول ومن المنتظر ان تتواصل انعكست ايجابا على نفوس التونسيين حتى ان بعضهم تذكر طفولته عندما كانت الامطار تنزل مدرارا وبانتظام اي قبل ان يطرأ عامل التغيرات المناخية وماله من انعكاسات على حالة الطقس.



اخيرا هطل المطر ...
تنفس الجميع الصعداء ولم لا وجميع السيناريوات المرعبة للجفاف بدات تجول في خواطر العامة وساستهم ...
فنزل الغيث الذي اينما حل نفع باغلب الجهات
ولكن المخجل ان العاصمة غرقت كالعادة في شبر ماء
وكشفت من جديد عن هشاشة البنية التحتية وفساد بعض المسؤولين .


امطار هطلت والجميع يخشى من سيناريو الجفاف وخاصة بعد ان القى بظلاله على مياه الحنفية ليدفع بشركة توزيع المياه "الصوناد" الى التحذير والاعلان عن ضرورة ملء الاواني تفاديا لاضطرابات التزود به في العيد واتخاذ اجراء تقسيط الماء في بعض المناطق.

وكما ان تاثيرها الايجابي بلغ المواطن العادي فإن الفلاحين هم الشريحة الاكثر انتظارا للمطر وفي هذه الفترة بالذات من السنة لانها بالنسبة اليهم مؤشر ايجابي لموسم فلاحي جيد.

ولكن حسب شكري الرزقي عضو مكتب تنفيذي باتحاد الفلاحين مكلف بالانتاج النباتي فان الكميات التي نزلت الى حد الآن ليست الكميات المطلوبة لتغطية النقص الكبير في المياه ومعالجة تاثيرات الجفاف على جميع الزراعات والاشجار وعلى الانتاج الفلاحي بصورة عامة .

وقال في تصريح لـ"الشروق" نستبشر بكل قطرة مطر تنزل على ترابنا ونامل المزيد لان الارض في حاجة الى مائة مليمتر لترتوي وتتجاوز مرحلة الجفاف ثم ان منسوب المياه في السدود نزل الى مرحلة اشعال الضوء الاحمر للجميع ودعا الى ضرورة توعية المواطن باهمية التفكير الف مرة قبل تبذير قطرة ماء واحدة علما وانه يستهلك في حدود 400 متر كب في السنة.

وفسر بان سد سيدي سالم وهو السد المرجع انخفض الى 25 بالمائة في طاقة استيعابه بينما جفت عديد السدود الاخرى كسد نبهانة والهوارب وسد الرميل والاخماس وهي سدود نخشى عليها التشقق والاتلاف.

وحول السيناريو الاسوأ في حال الجفاف قال: المرور من مرحلة الانتاج الى الحفاظ على ماهو موجود من اشجار ناهيك واننا حاليا خفضنا في انتاج عديد الخضر في المناطق السقوية بسبب نقص المياه.



إخلالات وفساد
مرة اخرى يكشف نزول الغيث النافع بكميات قليلة جدا الاهمال والفساد الكبير في منظومة النظافة والتطهير وبينما كان المواطنون في كل مكان يصلون صلاة الاستسقاء ويدعون الله ان يرحمنا بالغيث النافع كان المسؤولون على النظافة والتطهير غير عابئين بالاستعداد لموسم الامطار وجمع الفضلات الملقاة في كل مكان وجهر وتنظيف قنوات تصريف المياه ورفع الاتربة وبمجرد نزول المطر جرفت المياه الاوساخ لغلق القنوات المسدودة اصلا فتسببت في فيضان المياه في عديد الاماكن بالعاصمة وتعطلت حركة المترو الخفيف باستثناء ميترو رقم 2 والسؤال الى متى يتلاعب هؤلاء المسؤولون بمصير الناس؟

والى متى يستخفون بالمواطن الذي يركب وسائل النقل العمومي المختنقة في اتجاه عمله فيضطر الى التأخير عن عمله ومزيد الشعور بالظلم والحيف وعدم الاحترام من قبله خاصة وانهم يركبون السيارات الادارية الفاخرة ويملأونها بالبنزين من اموال المجموعة الوطنية؟.

والسؤال الاهم من يحاسب من تسبب فيما حدث صباح امس بالعاصمة بسبب تلك الفيضانات؟

توقعات
ذكرت احلام الرزقي المكلفة بالاعلام صلب معهد الرصد الجوي ان التوقعات الجوية تفيد بتواصل نزول الغيث النافع وان المعهد يتولى تحيينها في كل مرة حسب خاصة تغير قوة واتجاهات الرياح

ويتوقع المعهد ان يتواصل اليوم ظهور سحب عابرة مع تواصل نزول الامطار وان يتواصل غدا وبعد غد ظهور السحب وتكون اكثر كثافة بالشمال والمناطق الساحلية



أرقام
امدتنا احلام الرزقي بكميات الامطار التي نزلت ببعض الجهات وهي:
ـ بنزرت وزغوان ونابل تراوحت من 1 و 21 مم
ـ جندوبة من 1 الى 13مم
ـ باجة من 3 الى 5مم
ـ المنستير من 1 الى 5 مم
ـ سوسة من 1 الى 9 مم
ـ المهدية من 1 الى 4 مم
ـ صفاقس من 1 الى 2مم
ـ القصرين (تالة) 1 مم