أوستن - جون هيرسكوفيتز (تكساس) (رويترز) - قال باحثون بجامعة تكساس يوم الاثنين إن لوسي إحدى أشهر أسلاف الإنسان الذين جابوا الأرض على الإطلاق ربما توفيت بعد سقوطها من على شجرة وذلك بعد دراسة بقايا حفريتها التي يرجع عهدها إلى 3.18 مليون عام.



وتوضح دراسة بالأشعة المقطعية والأشعة السينية عالية الدقة للوسي وهي من أسلاف الإنسان الأوائل الإناث أنها أصيبت بكسر في عظم عضدها الأيمن لا يرى عادة في الحفريات. وقالوا إن هناك أيضا كسورا أقل شدة في الكتف الأيسر وغيرها من الكسور الانضغاطية في أنحاء الهيكل العظمي.

وجاء في بحث لجون كابلمان وهو أستاذ لعلوم الإنسان والعلوم الجيولوجية بجامعة تكساس استشار ستيفن بيرس جراح عظام في أوستن بون آند جوينت كلينيك أن الإصابات تتسق مع تلك "الناجمة عن سقوط من ارتفاع كبير عندما يكون الضحية الواعي يمد ذراعا في محاولة لمنع السقوط."

وقال كابلمان في بيان "هذا الكسر الانضغاطي نتج عندما اصطدمت اليد بالأرض خلال سقوط مؤثرا على مكونات الكتف ضد بعضها بعضا لتوجد علامة مميزة على عظم العضد."

واكتشف الهيكل العظمي للوسي عام 1974 في إثيوبيا ويجري الباحثون في مختلف أنحاء العالم دراسات منذ ذلك الحين على حفرية لوسي للوقوف على صلاتها بالإنسان الحديث.


جزء من بقايا حفرية لوسي يخضع لدراسة بالأشعة المقطعية في تكساس - رويترز

وتوقع كابلمان أن لوسي التي كان طولها نحو 107 سنتيمترات كانت تأكل العشب وتلتمس المأوى في الأشجار أثناء الليل. وتوضح إصاباتها أنها سقطت من ارتفاع يزيد على 12 مترا.

وأكمل الباحثون في جامعة تكساس ومن بينهم كابلمان في 2009 أول فحص عالي الدقة بالأشعة المقطعية للوسي عندما جابت الحفرية الولايات المتحدة. وتمخضت الدراسة عن نحو 35 ألف شريحة إلكترونية بالأشعة المقطعية والتي درسها باحثو الجامعة في ذلك الحين.

وقال كابلمان "عندما جرى التركيز للمرة الأولى على مدى الإصابات المتعددة للوسي برزت صورتها في ذهني وشعرت بقفزة في الفهم عبر الزمان والمكان.

"لم تعد لوسي مجرد صندوق عظام لكن أصبحت بموتها فردا حقيقيا: جسم صغير مكسور يرقد عاجزا أسفل شجرة."