كابول - جيمس ماكينزي (رويترز) - قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن المجتمع الدولي لم يتوصل بعد لرد فعل ملائم لتدمير الإرث الثقافي مثل الذي حدث في تدمير إسلاميين متطرفين عمدا للمواقع الأثرية في سوريا ومالي.



وقالت إيرينا بوكوفا إن الأمر استغرق بعض الوقت من السلطات للرد على خطورة ما كانت تفعله الجماعات المتطرفة.

وقالت لرويترز في مقابلة في العاصمة الأفغانية كابول إن مثل تلك الجماعات عادة ما تسعى لتمهيد الأجواء لاضطهاد الأقليات وترسيخ سلطتها من خلال "تطهير ثقافي" بإزالة آثار الثقافات الأخرى.

وضربت طالبان الأفغانية أحد أكثر الأمثلة فجاجة على ذلك منذ 15 عاما عندما فجرت تمثالين ضخمين لبوذا عام 2001 وقالت إنهما من الأصنام.

وأضافت بوكوفا أن محو الجهاديين في مالي للمعابد التي تعود للقرون الوسطى في تمبكتو في عام 2012 ثم تدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لأجزاء من مدينة تدمر الأثرية العام الماضي جعل الخطر حاضرا بقوة. وبوكوفا من بين المرشحين لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت بوكوفا التي شغلت من قبل منصب القائم بأعمال وزير الخارجية في بلغاريا "علي أن أقول إن في بداية الأزمة السورية لم نأخذ ذلك بالجدية الكافية عندما بدأنا إدانة هذا التدمير... الآن أعتقد الناس يدركون ما هو الخطر. أعلم أن الأمر ليس سهلا لكن الآن الجميع يرون دمار الإرث والثقافة بصفته جزءا من استراتيجية هذا التطرف. على الأرجح أوضح تجسيد لذلك."

لكنها أضافت أن العالم ما زال متخبطا بشأن كيفية التعامل مع المشكلة التي دفعت القضية لمستوى استراتيجي.

وقالت "أعتقد أن هذه ظاهرة من نوع جديد بدأت في التفشي ونحن نسعى لاستجابة."

وأضافت أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2199 الصادر العام الماضي والذي استهدف بشكل خاص التجارة غير المشروعة في الآثار مع تجارة النفط واحتجاز الرهائن لطلب الفدية كوسائل لقطع التمويل عن جماعات مثل الدولة الإسلامية والقاعدة هو مثال على تلك الإجراءات.


اطلال معبد تاريخي في تدمر بسوريا بصورة أول ابريل 2016 - رويترز

كما شكلت محاكمة الإسلامي المتطرف أحمد الفقي المهدي في المحكمة الجنائية الدولية بسبب تدمير المواقع الدينية في تمبكتو مثالا آخر.

ووقعت بوكوفا يوم الجمعة اتفاقا لإنشاء صندوق تمويل ثقافي مع الحكومة الأفغانية بهدف تعزيز جهود الترويج للصناعات الثقافية وإعادة التأكيد على أهمية الثقافة والهوية الوطنية.

لكن مدى نجاح مثل تلك البرامج في بلد تمزقه الرؤى المتنافسة على الهوية الاجتماعية والدينية والثقافية يبقى غامضا.

ففي أفغانستان التي تضم أكثر من 30 لغة والعديد من العرقيات المختلفة وشهدت حربا أهلية وصراعات امتدت على مدى أغلب العقود الأربعة الماضية يبقى مفهوم الهوية الثقافية عصيا على التحديد.

وقالت بوكوفا "لا أقول إن الأمر سهل... لكنه ضروري وعلينا أن نبدأ من نقطة ما."