بغداد - سيف حميد و أحمد سعد (رويترز) - قال شاهدان من رويترز إن المئات من أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر اقتحموا المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد يوم السبت ودخل بعضهم مبنى البرلمان بعد أن أخفق المشرعون في الاجتماع للتصويت على تعديل حكومي.



وقال أحد الشاهدين إن المحتجين الذين احتشدوا خارج المنطقة شديدة التحصين حيث توجد مباني الحكومة والسفارات الأجنبية عبروا جسرا فوق نهر دجلة وهم يرددون هتافات تندد بالمشرعين الذين غادروا البرلمان.

ولم ترد تقارير عن وقوع اشتباكات مع قوات الأمن لكن مسؤولين أمنيين قالا إنه تم إرسال عناصر من القوات الخاصة بالجيش العراقي بعربات مدرعة لتأمين المواقع الحساسة.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة وأربعة دبلوماسيين غربيين يقيمون بالمنطقة الخضراء إن المجمعات التي يتواجدون فيها أوصدت لكنهم نفوا تقارير عن إجلاء الموظفين.

وأظهر تسجيل نشر على الإنترنت المتظاهرين وهم يهاجمون سيارة مدرعة بيضاء بعصي وأشياء أخرى. وفي فيديو آخر ظهر المحتجون وهم يضربون رجلا يرتدي حلة رمادية.



وقال حارس من قوات البشمركة الكردية في نقطة تفتيش إن الاحتجاجات تصاعدت بعد أن انسحبت قوات الأمن من نقطة تفتيش خارجية في محاولة فاشلة لتأمين مبنى البرلمان. وأضاف أن المحتجين لم يخضعوا للتفتيش قبل دخول المنطقة.

وقال الشاهد إن نحو عشرة من عناصر الجماعة المسلحة الموالية للصدر قاموا بتفتيش المحتجين على عجل في الوقت الذي وقفت فيه قوات الأمن جانبا بعد أن كانت عادة تجري تفتيشا دقيقا بكلاب الحراسة.

وأظهرت لقطات للتلفزيون المحلي من داخل مبنى البرلمان مئات المحتجين وهم يرقصون ويلوحون بالأعلام العراقية ويهتفون بشعارات موالية للصدر. وبدا أن البعض يحطمون الأثاث.

كما أظهرت لقطات المحتجين وهم يهتفون ويلتقطون صورا لأنفسهم من داخل قاعة البرلمان التي كان يجتمع فيها النواب قبل دقائق.

ولوح المحتجون بالأعلام العراقية وهم يهتفون "سلمية.. سلمية". ووقف بعض المحتجين فوق قطع خرسانية تشكل السور الخارجي للمنطقة الخضراء. وبقي آلاف آخرون عند بوابات المنطقة.



واعتصم مؤيدو الصدر -الذي سيطر مقاتلوه في إحدى الفترات على مساحات من بغداد وساعدوا في الدفاع عن العاصمة في وجه تنظيم الدولة الإسلامية- لأسابيع أمام بوابات المنطقة الخضراء تلبية لدعوة قائدهم للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات.

ويريد العبادي تغيير بعض الوزراء الذين اختيروا لتحقيق توازن بين الأحزاب والأعراق والطوائف وإبدالهم بتكنوقراط بهدف مكافحة الفساد لكن الأحزاب السياسية قاومت التغيير. وحذر العبادي من أن أي تأخير في التصويت على التشكيل الحكومي المقترح قد يعيق الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق.