مكة المكرمة - واس : افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس اليوم الندوة العلمية التي نظمتها الجامعة ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعنوان "المسجد الحرام فضائله وأحكامه وآدابه" بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس وبمشاركة أصحاب المعالي والفضيلة وأعضاء هيئة كبار العلماء.



واستهل الحفل الخطابي الذي أعد بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بمقر الجامعة بالعابدية بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية رئيس اللجنة المنظمة للندوة الدكتور غازي بن مرشد العتيبي، كلمة أوضح فيها أن المتغيرات المتسارعة التي يعيشها عالمنا اليوم واختلاف الأحوال في الأنماط الاجتماعية والاقتصادية والتقنية وغيرها، الأمر الذي ألقى بظلاله على طبيعة المسائل التي تواجه العلماء في المجالات السلوكية والعبادية والمالية والطبية والأسرية وسائر شؤون الحياة، كالطواف في البدروم واستعمال الهاتف النقال في المسجد الحرام واتصال المسعى بالمسجد وإجراء عقود المعاوضات فيه كتأجير العربات ونحو ذلك من المسائل التي تقتضي من أهل العلم والإيمان أن يبذلوا قصارى جهدهم في التعرف على أحكام هذه النوازل والتعريف بها مستهدين بنور الشريعة وأدلتها الكلية والجزئية لإسعاد البشرية وتحقيق مصالحهم ودر المفاسد عنهم وتقديم الحلول الشافية والاجابات الكافية على جميع الحوادث والقضايا مهما تغيرت الاحوال والظروف وتعددت النوائب والصروف.

وأشار إلى أن رغبة جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية التقت مع رغبة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في إقامة ندوة بعنوان (المسجد الحرام فضائله وآدابه وأحكامه) لدراسة عدد من النوازل المتعلقة بالمسجد الحرام ومناقشتها من الباحثين الكرام اضافة الى التعريف بفضائل المسجد الحرام وأدابه العامة والخاصة لان ذلك يبعث على تعظيمه ويعين على المحافظة على قدسيته ومراعاة حرمته، (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

وطالب الدكتور العتيبي الجهات الأكاديمية والمؤسسات والمراكز العلمية بأداء رسالتها نحو المجتمع وتعزز دورها الاجتماعي بالبحث والدراسة وجعل المشاركة في إصلاح المجتمع جزءا مهما من مسؤوليتها وتوليه ما يستحق من العناية والاهتمام مختتما كلمته بالشكر لمعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس على تحفيزه للكلية ومنسوبيها على إقامة الندوات والأنشطة والبرامج العلمية ولمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس على مبادرته عقد هذه الندوة في رحاب جامعة أم القرى.

بدوره أشار معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الى أن ندوة (المسجد الحرام فضائله وآدابه وأحكامه) تأتي في إطار التعاون والشراكة بين الرئاسة والجامعة خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما والارتقاء برسالتهما نحو تطلعات القيادة الرشيدة – وفقها الله – والاستفادة مما تزخر به جامعاتنا من النخب العلمية في شتى المجالات، وتفعيلا للدراسات العلمية والبحثية فيما يعنى بأشرف بقعة وأقدس مكان، تحقيقا للأهداف التي تخدم الأمة والتعريف والتوعية بمكانة المسجد الحرام وبيان فضائله وآدابه كبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسجد الحرام لاسيما النوازل والمستجدات الفقهية ومنها ربط الامة بمقدساتها واهتمامها بها وما يتعلق بشؤونها من خلال التوجيهات السديدة لولاة الامر – حفظهم الله - معربا عن شكره للقيادة الرشيدة – على دعمها ورعايتها ولسمو أمير المنطقة على اهتمامه وحرصه ولمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى على الموافقة لإقامة هذه الندوة ولمعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ولعميد كلية الشريعة الدكتور غازي العتيبي.

وقال إن الندوة تناقش الأحكام الفقهية المتعلقة بالمسجد الحرام انطلاقاً من النصوص الشرعية، مشيراً إلى أن مرتادي المسجد الحرام بحاجة ماسة لمثل هذه الندوات التأصيلية والعلمية والفقهية التي تعمل على رفع الحرج عنهم بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة في عناية بالتيسير ولهذا أن المؤمل أن يخرج المشاركون فيها بتوصيات نافعة تصب في مصلحة الحرمين الشريفين من خلال مشاركة المجامع الفقهية في هذا الخصوص ليصل الجميع إلى زبدة علمية تستمد تكوين لجنة علمية تدرس الحرم المكي الشريف في جميع جوانبه التاريخية والفقهية والعقدية والعمارة الهندسية.

ورفع معالي الشيخ السديس شكره للقيادة الرشيدة – حفظها الله – على ما توليه للحرمين الشريفين من فائق الرعاية وكريم العناية وماتبذله من دعم لامحدود لهذين المسجدين المقدسين وقاصديهما، مؤملا أن تخرج الندوة بثمار وأثار مباركة، وبيان توصيات نافعة تصب في مصلحة وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وسأل معاليه الله عزوجل أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وأمنها وأمانها وقيادتها وأن يجمع الجميع على الكتاب والسنة انه جواد كريم.

عقب ذلك معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، بكلمة تحدث فيها، عن قدسية المكان الذي اختاره الله لبيته الحرام " أم القرى " وما خصه المولى عزوجل من رفعة ومكانة وتعظيم، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم في وصفين للارتباط الروحي والجسدي بهذه البقعة الطاهرة أولُهما في دعاءِ إبراهيمَ عليهِ السلامَ: ((فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ))، وثانيهما في قولِهِ تعالى: ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً)).

وتطرق معاليه في كلمته إلى دور جامعة أم القرى من خلال كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ونُهُوضِها بعلومِ الشريعةِ واللغةِ طوالَ سبعةِ عقودٍ، وإسهامها في خدمةِ المسجدِ الحرامِ على مستوى الإمامةِ والخطابةِ والتعليمِ والإرشادِ فيه كونها مستقر الآلاف من أعلام الأمة وعلمائها، إلى جانب اسهام الجامعة بالمشورةِ الهندسيةِ في بنائِهِ، والبحثِ العلميِّ في كافةِ قضايا زوَّارِهِ من ضيوفِ الرحمنِ. فلاغَرْوَ أنْ تَحرص هذه الكلية العريقة على عقد ندوةً مختصةً بفضائلِ المسجدِ الحرامِ وأحكامِهِ بالتعاون مع الرئاسةِ العامةِ لشؤون المسجدِ الحرامِ والمسجدِ النبويِّ.

وفي ختام كلمته توجه معالي مدير الجامعة بالشكر لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود - حفظه الله -، وحكومتِهِ الرشيدة، لما بذلوا – ومازالوا- لبيتِ اللهِ الحرامِ الكثيرَ الذي خلدَهُ التاريخُ، كما شكر أيضا صاحبِ السموِّ الملكيِّ مستشارِ خادمِ الحرمينِ الشريفين وأميرِ منطقةِ مكةَ المكرمةَ الأميرِ خالد الفيصل، الحفيِّ بمكةَ مكاناً وإنساناً، وكذلك معالي وزيرِ التعليمِ الذي تفضَّل بالموافقة على عقدِ هذه الندوةِ، مثمنا معاليه جهود الرئاسةَ العامةَ لشؤونِ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ النبويّ، وعلى رأسها معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، على تعاونها مع الجامعة، مقدرا جهود كليةِ الشريعةِ والقائمين عليها لتنظيمِ هذه الندوةِ.