ينتمي الكولسيوم الروماني لنوع من المباني التي أقامها الرومان القدماء
يطلق عليه (مسرح الامفير) وهو مسرح مستدير مفتوح في الهواء الطلق
أي يخلو من الاسقف والاعمدة بغرض عرض مختلف مسابقات وعروض المصارعة
والقتال بين البشر او بين البشر والوحوش المفترسة حيث كان الشعب الروماني
مغرماَ بمشاهدة تلك العروض الدامية او لمشاهدة سباق العربات.
تم بناء اول مسرح من هذا النوع عام 59 قبل الميلاد وكان من الخشب
وفي عهد اوغسطس اول امبراطور لروما تم بناء اول مسرح أمفير يتألف من مواد
حجرية وخشبية ثم جاء الكولسيوم الحجري وهو مسرح الامفير الوحيد المتبقي
في روما حتى الآن .
يعدّ الكولسيوم رمزا لمدينة روما كما يعتبر احد المعالم الاثرية والسياحية المهمة
وأحد الروائع الهندسية القديمة وذلك لساحته الكبيرة ومدرجاته الضخمة المقامة بلا أعمدة وديكوراته الفخمة بدأ العمل في بنائه في عهد الامبراطور (فيسبا سيانو) عام 72م
وانتهى البناء بعد ثماني سنوات حيث افتتحه ابنه الامبراطور (تيتوس) اطلق عليه
في بادئ الامر مسرح (فلافيو) ثم تحول الى الكولسيوم التي تعني بالرومانية
((البناء العظيم))



يتميز الكولسيوم الذي يعد اول ستاد في التاريخ بمدرجاته العمودية
التي كانت تتسع لأكثر من 75 ألف مشاهد من عامة الشعب الروماني
وعلية القوم من النبلاء كما يوجد به إيوان أو ركن خاص للأمبراطور
وآخر من الرخام الاملس لشيوخ روما .
الشكل الخارجي للبناء مصمم على هيئة أقواس وهو مكوّن من أربعة أدوار
ثلاثة منها مكوّنة من 80 قوساً أما الدور الرابع فهو جدار أصم بدون أقواس .
يبلغ ارتفاع الكولسيوم حوالي 75 متراً طوله 188 متراً وعرضه حوالي 156 متراً
كما يوجد له أربعة مداخل رئيسية أحدها كان مخصصاً لدخول الامبراطور وحاشيته
والثاني للقضاة والثالث لضيوف الشرف من أمراء وملوك الدول الاخرى أما الرابع فكان
لعامة الجمهور .
تم بناء بناء هذا الصرح المعماري الضخم باستخدام توليفة من مواد البناء مثل الطوب
الرخام الاسمنت وحجر (التوفا) وهو حجر ذو مسامات يتشكل من رماد البراكين
لضمان قدرة البناء على استيعاب وتحمّل ذلك الحشد الجماهيري الضخم
استمرت حفلات المصارعة بمناسبة افتتاح الكولسيوم مائة يوم متواصلة
قتل خلالها 90 ألف وحش وقد استمرت تلك العروض حتى عام 404م توقفت بعدها
مباريات القتال بين المصارعين لتستمر بين الوحوش فقط
التي ظلّ زئيرها يهزّ أرجاء البناء لأربعة قرون .
أغلق البناء بعد سقوط روما وتعرّض للعديد من الزلازل الارضية التي أثّرت فيه بشكل كبير ولكنّها لم تخفي معالمه الاساسية وأعيد ترميمه في اوائل القرن التاسع عشر
حيث لازالت تقام عليه حتى اليوم العديد من العروض المسرحية والمهرجانات
الثقافيّة والفنيّة .