ع. أ. ج (دويتشه ﭭيله) : صراع يدور بين الفرنسيين والايطاليين بخصوص طعام الاسباغيتي المشهور وطريقة تقديمه. إذ يريد الفرنسيون كسر الاحتكار الإيطالي لهذا الطعام وتقديمه بطريقة جديدة تحمل لمسات فرنسية.



للايطاليين حساسية خاصة فيما يخص تاريخهم، خاصة عندما يمس الموضوع الطعام الايطالي أو طريقة تقديمه، فهم يرون أن هذه الوصفات عمرها مئات السنين، وقدمت في السابق بشكلها الموجود حاليا، ويجب أن تحافظ على هذا الشكل في المستقبل. إلا أن صراعا من نوع مختلف بدأ يأخذ منحى جديدا بين الفرنسيين والايطاليين، وهو ما يخص الأكلات الإيطالية المشهورة.إذ يحاول الفرنسيون إعادة صنعها بطريقة جديدة تحمل لمسات فرنسية، ما أثار سخط الايطاليين.

واندلعت المعركة وفق مجلة شتيرن الألمانية بعد أن نشر موقع فرنسي مختص بالطعام طريقة مختلفة لصنع وصفة "سباغيتي كاربونارا" المشهورة. فبدلا من الطريقة الإيطالية التقليدية، والتي تخلط بها معكرونة سباغيتي مع اللحم المقدد وزيت الزيتون، ويضاف لها جبنة البارميزان المبشور، قام الفرنسيون بتغيير الوصفة، وخلط بعض المكونات الجديدة مثل البصل وتبديل الجبن بكريم الطبخ.

ويرى الموقع الفرنسي أن اتباع الطريقة الجديدة للكاربونارا الفرنسية ألذ وأسهل، ما أثار غيظ الايطاليين ودفعهم لمهاجمة الطريقة الجديدة. فقد كتبت صحيفة لا ريبوبلكا الايطالية عن الموضوع، وهاجمت الطريقة الفرنسية متهمة إياها بتدمير التقاليد الايطالية.



هل الاسباغيتي إيطالي؟
ويرى موقع "كوخبار" الألماني المختص بالطبخ، أن القصة التي يتداولها الايطاليون والتي تقول إن أصل الاسباغيتي ايطالي، أمر فيه نظر. ووفقا لبعض الروايات فإن العالم العربي أبو عبد الله الإدريسي هو أول من ربط بين صقلية، وبين هذا الصنف من الطعام في القرن الثاني عشر ميلادي، حيث ذكر ذلك ضمن ملاحظاته عن أهل صقلية، والتي قدم إليها وتوفي بها لاحقا. وقال إن" خيوط القمح كانت طعام لأهل منطقة باليرمو"، كما أن كلمة «سباغيتي – Spaghettiحسب اللغة الإيطالية هي جمع مفردها «سباغيتو - spaghetto» المحورة من «سباغو - وتعني السلسلة الغليظة أو المزدوجة.

الاسباغيتي والصين
إلا أن قصصا أخرى، ذكرت أن الرحالة الشهير ماركو بولو تعرف على الاسباغيتي في بلاد الصين أثناء ترحاله، وقام بنقلها فيما بعد، حيث كان هذا الطعام معروفا هناك. كما تربط قصص أخرى بين الاسباغيتي وشبه الجزيرة الكورية. أيضا ذكرت بعض الدراسات أن الرومان عرفوا هذا الطعام، حيث يذكر بعض المؤرخون أنه في النصوص الرومانية القديمة تم وجود ما يشير إلى طعام يشبه الاسباغيتي.

وبغض النظر عن أصل هذا الطعام، فإن الاسباغيتي أصبح معشوق الملايين في هذا العالم، كما شكلت أندية لعشاق هذا النوع من الطعام، للاحتفاء به وتذوق كل ما هو جديد، وذلك في أرجاء عديدة من العالم، بحيث أصبح الاسباغيتي يحمل لمسات بلاد مختلفة، تبعا للمنطقة الجغرافية التي يطبخ بها، وهو ما يشجع على القول أن الاسباغيتي أصبح أكلة عالمية تخص العالم بأسره.