نشأ (حزب الله - الكويت) في بداية الثمانينات، بعد نشأة حزب الله اللبناني، واتّخذ هذا الحزب أسماءً ومنظّمات وهمية، مثل: «طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية» و «صوت الشعب الكويتي الحر» و «منظمة الجهاد الإسلامي» و «قوات المنظمة الثورية في الكويت»، وكلّها ترجع للحزب المسمَّى (حزب الله - الكويت)[1].

وتأسَّس هذا الحزب الفرعي، بمجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في قم[2]،

ويرتبط معظم أعضاء هذا الحزب بالحرس الثوري الجمهوري الإيراني، حيث كانوا يتلقّون تدريباتهم عن طريقه[3].

كما أنّهم كانوا يصدرون مجلة «النصر» والتي تُعبّر عن جزء من أفكار وأهداف (حزب الله - الكويت) عن طريق المركز الكويتي للإعلام الإسلامي! في طهران.

كما كانت هذه المجلّة تقوم بالدور التعبوي التحريضي لشيعة الكويت للقيام بما يخدم مصالحهم وأهدافهم، وتدعو للقيام بقلب نظام الحكم وإقامة نظام شيعي موالٍ لإيران.

وكان هذا الحزب يثير الفتن والقلاقل، ويقوم بالتفجير والاغتيال والاختطاف في الكويت، ليحاول السيطرة على البلد وتكوين دولة أخرى تدين بما تدين به إيران.

و«يُعد حزب الله - الكويت جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشيعية الإيرانية بقيادة آية الله العظمى علي خامنئي، ويرى أن حكم آل صباح لا مكان له في الكويت»[4].

وأعمال هذا الحزب في الكويت كثيرة، ومنها: مباركة عملية الاغتيال التي نفّذها «حزب الدعوة»[5] الشيعي، وذلك في تاريخ 25/5/1985 م حينما كان الموكب الأميري لأمير الكويت متّجهاً لقصر السيف خارجًا من قصر دسمان، فأغلقت جميع الإشارات المرورية كي يسمح للموكب بالمرور، و تركت الفتحات الجانبية بين الإشارات المرورية مفتوحة مما كان يسمح لبعض السيارات بالمرور بجانب الموكب.

في هذه اللحظة، دخلت إحدى السيارات من الفتحة الجانبية، فقام الحرس بمحاولة إيقافها، ولكنّها انفجرت مما تسبّب في احتراق سيارة الحرس الأولى بمن فيها و هم محمد العنزي وهادي الشمري، ودفع الإنفجار سيارة الحرس الأخرى بشدة مما جعلها تصطدم بسيارة الأمير على الجانب الأيسر دافعة إياها بشدة ناحية الرصيف الأيمن للشارع و استقرت هناك، و ما لبثت إلا قليلا حتى بدأت النيران تأكل فيها.

وأيضاً في 12/ يوليو /1985 م قاموا بعملية تفجير في مقهيين شعبيين في مدينة الكويت، مخلّفة قتلى وجرحى من المدنيين.
وبتاريخ 29/ إبريل /1986 م أعلنت قوات الأمن الكويتية أنها أحبطت محاولة مجموعة مكونة من 12 شخصا لخطف طائرة من نوع 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية إلى جهة غير معلومة في شرق آسيا.

وفي الخامس من شهر إبريل من عام 1988م أصدر (علي أكبر محتشمي[6]) أمراً لقيادات (حزب الله) بخطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية «الجابرية» القادمة من بانكوك وتوجه بها إلى مطار «مشهد» الإيراني، بقيادة اللبناني (عماد مغنية)[7]، والذي يعتبر الآن بمثابة رئيس الأركان في جيش حزب الله اللبناني[8].

ثم حاول الهبوط في بيروت، ولكن رُفضت مطالبهم، فانطلقوا إلى مطار لارنكا في قبرص، وتمَّ قتل الكويتيان عبدالله الخالدي وخالد أيوب بإطلاق الرصاص على رأسيهما ثم رميهما من الطائرة، وأخيراً توجهت الطائرة إلى الجزائر حيث أطلق سراح الخاطفين[9].

طلب حزب الله من الحكومة الكويتية حينذاك إطلاق بضعة عشر سجيناً ينفذون أحكاماً مختلفة بعد قيامهم في العام 1983 م بواسطة منظمة تابعة للحزب تدعى «الجهاد الإسلامي» بتفجيرات استهدفت،في يوم واحد، محطة الكهرباء الرئيسية، ومطار الكويت الدولي، والسفارتين الأميركية والفرنسية، ومجمعاً صناعياً نفطياً، ومجمعاً سكنياً، وبلغ عدد القتلى 7 أشخاص و 62 جريحا جميعهم من المدنيين والفنيين العاملين في المواقع النفطية والسكنية[10].

كما قاموا أيضاً في النصف الأول من عام 1983 م باختطاف طائرة كويتية وعلى متنها قرابة 500 راكب، وتوجّهوا بها إلى مطار مشهد في إيران.

وكان «حزب الله - الكويت» على صلات ببقية فروع هذا الحزب في منطقة الخليج، فبعد أن قام فرع الحزب في الكويت بجمع الأسلحة اللازمة وتخزين ما تبقّى من مخلفات الهجوم العراقي على الكويت، قام بنقل ما يحتاجه «حزب الله - البحرين» في أعماله الدامية عام 1996 م عن طريق التهريب، وقد أعلنت صحيفة «الأنباء الكويتية» أن (حزب الله الكويتي) قد قام بشراء وأخذ الأسلحة التي خلّفها الجيش العراقي في الكويت، وقام بتهريبها إلى (حزب الله البحريني)[11].

وفي التسعينات اتّخذ (حزب الله الكويتي) ستاراً آخر يُحاول فيه تحقيق أهدافه عن طريق المشاركة السياسية الفاعلة في الدولة وتمرير بعض مطالبه، فانبثق عنه (الائتلاف الإسلامي الوطني) بمنهج التقيّة السياسية ومهادنة ومداهنة السلطة، على حسب ما تقتضيه المتغيّرات السياسية بما لا يضرّ أهدافهم الاستراتيجية ومطالبهم.

ومن أبرز قادة هذا الحزب ومؤسّسيه: محمد باقر المهري، وعباس بن نخي، وعدنان عبدالصمد، والدكتور ناصر صرخوه، والدكتور عبدالمحسن جمال.

وقد بدأ النظام الإيراني الشيعي باستئناف العمل في هذا الفرع! فقد كشفت التقارير الأمنية[12] أن السيطرة الإيرانية على جنوب العراق - والذي أصبح معقلاً من معاقل الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية - قد تحوّلت إلى قاعدة خلفية للتمدّد نحو الكويت وإثارة الاضطرابات في الكويت، كما كشفت هذه التقارير عن بناء المخابرات الإيرانية لشبكات تهريب أسلحة إلى الكويت، ولوحظت أيضاً عمليات تعبئة تحريضية لبعض الفئات الشيعية الكويتية الموالية لإيران.

كفى الله الكويت وسائر بلاد المسلمين شرَّ الشيعة.


المصادر والمراجع: ________________________________________
1) الحركة الشيعية في الكويت، د.فلاح المديرس، ص 30 - 31.
2) التجنيد الأول لغالب المنتسبين المؤسّسين لفروع حزب الله في دول الخليج يكون عبر مدينة «قم» عند ذهاب هؤلاء الشيعة للدراسة الدينية في الحوزة العلمية هناك.
3) الحركة الشيعية في الكويت، د.فلاح المديرس، ص 31.
4) مجلة السياسة الدولية-الصادرة عن صحيفة الإهرام، السنة 32، العدد 123، يناير 1996م.
5) ورئيس هذا الحزب آنذاك هو: محمد باقر الحكيم، والذي تمّ اغتياله في العراق عام 2003 م، وهذا الرجل أصدر ذلك الحين فتوى بجواز قتل أمير الكويت، وأن قاتله سيكون شهيداً ويدخل الجنة!، ومن ساعد على عملية الاغتيال يكون في الجنة أيضاً.
6) كما صرّحت بذلك جريدة القبس الكويتية ذلك الوقت، عدد 5717.
7) وقد أكّد الباحث الإيراني: د.مسعود أسد اللهي، في إطروحته الجامعية «الدكتوراه» أن الخاطفين هم من شيعة لبنان ويتبعون تنظيم (حزب الله). كتاب: الإسلاميون في مجتمع تعدّدي - حزب الله في لبنان نموذجاً، ص 252 - 254.
8) وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط يوم الجمعـة 17 رجـب 1427 هـ الموافق 11 أغسطس 2006 في العدد (10118) أنه في عام 2005 ، =عُهدت إلى (عماد مغنية) مسؤولية تنظيم العلاقات ما بين فصائل الشيعة المسلحة في جنوب العراق، ومن ثم تسلم مهمة المشرف الميداني على مراكز استخبارات الحرس الثوري في جنوب العراق. وفي العام نفسه 2005 ، توجه عماد إلى لبنان عبر سورية، برفقة بعض المسؤولين الإيرانيين هذه المرة تحت اسم (سيد مهدي هاشمي)، ايراني الجنسية حامل جواز سفر دبلوماسي.
وأوائل عام 2006 شوهد عماد فايز مغنية في البصرة بالعراق، ويقال إنه كان مسؤولا عن تنظيم سفر مقاتلي «جيش المهدي» إلى إيران، للمشاركة في دورات التدريب، وفي ابريل الماضي، تردد أن مغنية عاد إلى لبنان حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات حزب الله، والقيادة الإيرانية تطلق عليه (الثعلب)، وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يطلق عليه لقب (الحاج)!
9) وانظر أيضاً حول أحداث قصة خطف الطائرة الجابرية:
مجلة الكويت - عدد 70 - يوليو 1988.
ومجلة المستقبل - عدد 582 - إبريل 1988.
10) وانظر أيضاً حول أحداث شغب هذا الحزب في الكويت في كتاب: حزب الله من الحلم الإيديولوجي إلى الواقعية السياسية. ص 58 - 60.
11) 10/يونيو/1996م.
12) مجلة الوطن العربي، عدد 1545، 11/10/2006 م.

من كتاب ماذا تعرف عن حزب الله لعلي الصادق.