واشنطن (إينا) ـ تحاول الفنانة التشكيلية، عزة سلطان، ذات الأصول الماليزية، تحدي ظاهرة الإسلاموفوبيا السائدة في المجتمع الأمريكي، والتعبير عن ذلك من خلال أعمالها الفنية، وفق ما نشر موقع جريدة "تربيون.كوم" البريطانية.



وتابعت الشابة البالغة من العمر 20 سنة، والتي انتقلت للعيش في مدينة نيويورك في السادسة عشر من عمرها، دراستها بمعهد باراسونس الأمريكي للفنون، وحاولت التعبير عن نفسها وعن شعورها من خلال المجال الفني.

وتسعى سلطان في أعمالها الفنية إلى إشراك جمهورها ودفعه إلى إعادة التفكير في وجهات نظره بخصوص مكانة المرأة والإسلام، وقالت في هذا الصدد "أستخدم الفن للتعبير عن شعوري ومخاوفي تجاه المجتمع الذي أعيش به".


مسلمات أمريكيات (انترنت)

وأضافت: "بدأت في رسم السيدات المحجبات وأنا في سن صغيرة، والأمر المثير للاهتمام هو أنني عندما بدأت في رسم هؤلاء النساء تزايد الاهتمام بأعمالي، ففي السابق كنت أرسم أشخاصا عاديين".

وفي آخر أعمالها الفنية، دعت سلطان النساء المسلمات الأمريكيات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التبرع بغطاء للرأس سواء من اللون الأحمر، الأزرق أو الأبيض، وألصقت كل القطع التي توصلت بها إلى جانب بعضها البعض من أجل تشكيل علم أمريكي، مؤكدة أن "هذا العمل الذي قامت به يعد الأكثر جدلا منذ بداية مشوارها".

وأوضحت أن الهدف من هذا العمل هو إثبات أن "كون الفرد مسلما لا يعني أنه أقل انتماء إلى أمريكا"، وتابعت "وراء كل قطعة حجاب قصة امرأة، وهذا يدعم فكرة تنوع الخلفيات ولو أننا مسلمات وأمريكيات".



وشددت سلطان على أن وسائل الإعلام الأمريكية تروج أفكارا مغالطة عن المرأة المسلمة وتصفها بأنها "مضطهدة وساذجة وتقليدية، ذات أفكار عتيقة وخنوعة".

وفي عام 2014، كانت سلطان قد قدمت عملا فنيا بعنوان "هل أنا عصرية اليوم؟"، مشيرة إلى أن "هذا العمل تضمن لوحات عن المرأة المحجبة ورسمته على طريقة الخط الفني السائد في سنوات الستينات. لقد رغبت بالسخرية من الأفكار النمطية الشائعة لدى بعض الأفراد".

وتلجأ سلطان إلى التقنيات الفنية العصرية في رسم لوحاتها لأجل دحض فكرة المرأة الرجعية والمتخلفة، واستوحت أسلوبها من كبار الرسامين الغربيين كأمثال روي لينشتاين وجاسبر جون وأندي وارول من أجل التهكم على أولئك "الذين لا يرون المرأة المسلمة عصرية إلا إذا اعتمدت كل الأفكار الغربية".



كما أشارت سلطان أنها لم تتوقف عند الرسم في أعمالها، بل تطرقت إلى مجال الفوتوغرافيا من خلال معرض للصور بعنوان "لا نشعر بالخجل" حيث تطرقت إلى هوية النساء المسلمات وطريقة لباسهن والتعبير عن أنفسهن.

وتابعت: "لقد رافقت خمس نساء في فضاء بيوتهن، وحاولت تقديم صورة مغايرة عن تلك الصورة السلبية التي تقدمها وسائل الإعلام".

يذكر أن عزة سلطان تعمل على تسليط الضوء على مواطن الاختلاف بين صفوف النساء المسلمات، على الرغم من أن الانتماء الديني قاسم مشترك بينهن.