جدل في الشورى حول إضافة توصية مفاجئة


الرياض: عبد الله فلاح
شهدت جلسة مجلس الشورى في الرياض أمس جدلاً واسعاً عقب احتجاج رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية الدكتور طلال بكري على تقديم توصية إضافية "غير مكتوبة ولم يسبق إطلاع الأعضاء عليها".
وكان العضو المهندس سالم المري قد قدم توصية إضافية ضمن تقرير الأهداف العامة لخطة التنمية التاسعة تدعو إلى "المحافظة على الثروة البترولية، وترشيد استخداماتها، والتوسع في الصناعات القائمة".
أقر مجلس الشورى الأهداف العامة لخطة التنمية التاسعة حسب الصيغة المرفقة وعلى إضافة الهدف الثالث عشر بتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، واستحداث الأطر لرعايته وتنظيمه، في الوقت الذي طالب فيه بعض الأعضاء بطرح محاور أساسية للخطة كونها مشكلات أساسية تمس المجتمع، وأن تتم معالجتها عبر خطط عمل واعتمادات ضمن الإطار الزمني للخطة.
وأكد الدكتور سعد مارق على وجوب أن تتضمن الخطة موضوعات مهمة اجتماعياً مثل التطرف والتكفير والبطالة والمخدرات.كما جاءت مطالبات في جلسة أمس التي حضرها نائب وزير الاقتصاد والتخطيط أحمد بن إبراهيم الحكمي بالتزام وزارة المالية بتمويل كامل لمشروعات الخطة حتى تصبح واقعية.
وشهدت جلسة الشورى جدلا واسعا عقب أن أثار رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الدكتور طلال بكري احتجاجاً على تقديم توصيات إضافية غير مكتوبة ولم يسبق اطلاع الأعضاء عليها.
وكان عضو المجلس المهندس سالم المري قدم توصية إضافية ضمن تقرير الأهداف العامة لخطة التنمية التاسعة تدعو إلى "المحافظة على الثروة البترولية و ترشيد استخداماتها والتوسع في الصناعات القائمة عليها" .
وقد حظيت هذه التوصية بــ71 صوتاً تدعم مناقشتها بينما عارضها 60 آخرون، وسجل طلال بكري اعتراضه عليها باعتبارها "عملاً غير نظامي ويسقط الحق في التصويت" وهو الأمر الذي أقره رئيس المجلس مستقبلاً مع استثناء هذه التوصية استناداً إلى تقديره.
واتخذ رئيس المجلس الدكتور محمد آل الشيخ قراره بعد أن طلب من أمين عام المجلس الدكتور محمد الغامدي إيضاح نقطة النظام التي بيّن الأمين العام أنها صحيحة ، وقال "غير أن هنالك استثناءات من رئيس المجلس وتعتبر من السلطات التقديرية ويحق له أن يطلب التصويت على توصيات إضافية دون أن توزع على أعضاء المجلس .
وبعد أن استمع آل الشيخ للتوضيح أعلن أنه لن يقبل أي توصية أخرى بعد مناقشة أي تقرير من تاريخ (أمس) مطالباً الأعضاء أن يقدموا توصياتهم قبل مناقشة التقارير، وقال" بما أن التوصية قد فازت فلا مانع من أن تناقش".
وخلال المناقشة طرح الجانب المعارض نقاط تباينه مع التوصية،ولفت الدكتور عبد الرحمن اليامي إلى أن التوصية تعني أن المملكة لا تهتم ولا تنظر لمواردها الطبيعية وهذا غير صحيح، مبينا أن هناك سياسة عليا تتطلب القيام بمثل هذه الأمور .
وقال اليامي" إن بيع البترول في الوقت الحالي من صالح المواطنين والترشيد يضرنا"، مؤكدا أنه في حال تم ترشيد البترول فإن أسعاره سوف ترتفع مما ينعكس على اقتصادنا بالناتج السلبي، وطالب بعدم الحديث عن ترشيد البترول كما لو كان ترشيدا للمياه والكهرباء .
فيما ذكر الدكتور محسن آل تميم أن المملكة بحاجة إلى برامج تنموية كثيرة مشيرا إلى أن هذه البرامج تحتاج إلى إيرادات كبناء الجامعات والمصانع وغيرها ولا توجد للمملكة إيرادات غير النفط ، وأكد أن البترول سلعة يعتمد عليها اقتصاد العالم فقد تأتي ضغوط على المملكة تلزمها ببيع النفط بزيادة عما هو عليه في الأوقات الأخرى.
من جهته استبعد المهندس محمد القويحص أن يكون للمملكة خيار آخر في التنمية سوى النفط ،لافتا إلى أنها تفتقر إلى كثير من الموارد الأساسية ، ومضيفا أنه حتى الآن لم نبدأ صناعات ننافس بها الدول المتقدمة غير البتروكيمائيات ، مؤكدا أن النفط هو الخيار الاستراتيجي الأول ولا يملكه الجيل الحالي بل إنه للأجيال المقبلة ومادة النفط ناضبة ولدينا احتياجات مالية لتغطية نفقات ، واستطرد القويحص قائلا : "يبقي السؤال كيف لا نستفيد من الميزة النفطية لهذه الثروة، مستغرباً من استيراد البنزين ونحن مصدرون أساسيون له، مرجعا السبب إلى عدم الاستفادة من هذه الثروة بإنشاء مصاف كافية مشيرا إلى أن المصافي في المملكة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ، وأن الغرب يأخذ بترولنا ويعيده لنا بأسعار مضاعفة" .
وأشار القويحص إلى أن رفع الطاقة الإنتاجية إلى 12.5مليون برميل كلف الدولة أكثر من 900 مليار ريال، مبينا أن سعر البترول انخفض حاليا، وتناقص الاحتياج الفعلي ونحن ندفع مصروفات ضخمة، وطالب بإعادة صياغة التوصية بحيث يكون الاستمرار في تنمية الموارد الأساسية لتوفير وظائف للمواطنين بإنشاء مصانع تعتمد على النفط بإعادة تكرير النفط.فيما اتفق عضو المجلس إبراهيم البليهي مع التوصية وأيدها لافتا إلى أن المجتمع السعودي مجتمع ريعي يعتمد على ما تنتجه أرضه وأن مصدر النفط مصدر ناضب ونحن نستثمرها بشكل غير مناسب وشدد على وجوب ترشيد استهلاكه وإنتاجه.
وفي نهاية المناقشة طلب رئيس المجلس إعادة جميع التوصيات الإضافية إلى اللجنة الاقتصادية في الشورى وتأجيل التصويت على التوصية الإضافية للمهندس المري.
كما ناقش المجلس أمس التقرير السنوي لديوان المظالم للعام المالي 1428/1427 وطالب عضو مجلس الشورى حمد القاضي بتخصيص أماكن للمرأة في مباني ديوان المظالم ولفت إلى أن فروع الديوان جميعها مستأجرة كما شدد على ضرورة إيجاد أماكن للمرأة في تلك المباني لتسهيل مرافعتها أمام الديوان .
في حين انتقد إبراهيم السليمان عدم توفر دورات تدريبية للقضاة وطالب بالاعتناء بالقضاة وتكثيف الدورات التدريبية لهم.
إلى ذلك عقدت عدد من اللجان في مجلس الشورى أمس اجتماعاتها الدورية وناقشت لجنة الشؤون الصحية في مجلس الشورى في اجتماعها مرض أنفلونزا الخنازير حيث استضافت اللجنة استشاري الرعاية المركزة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومندوب منظمة الصحة العالمية الدكتور مازن خير الله الذي قدم عرضا للجنة حول المرض وأسبابه والمراحل التي مر بها ، والدول التي انتشر بها بدءا من أمريكا الجنوبية ثم أوروبا والشرق الأوسط ، والفئات المعرضة للخطر وطرق الوقاية منه .يذكر أن لجنة الشؤون الصحية في المجلس قد شكلت فريق عمل من أعضائها لدراسة مرض أنفلونزا الخنازير ورفع تقرير بذلك للجنة لمناقشته ثم عرضه على المجلس ويتكون فريق العمل من أعضاء المجلس الدكتور عبد الله المبيريك ، والدكتور مازن خياط و عبدالله الدريس.

الوطن


التعليق

كم نحن في حاجة لمثل المهندس سالم المري في جرأته من خلال منبره في مجلس الشورى
وبواقعية وعقلانية نعترف أننا لانستطيع مقاومة الغرب في ضغوطه علينا لرفع الإنتاج ولا أرى بأسا في ذلك
وبما أن البترول ثروة حتمية الزوال فلماذا لانعيد خزن العوائد النقدية الفلكية الهائلة خزننا إستراتيجيا مدروسا بمعنى أن نؤسس لبناء بنى تحتية إستراتيجية لمشاريع مستقبلية عملاقة طويلة الأجل في مراحل التنفيذ وذوات أعمار افتراضية طويلة وعريضة في كل مساحاتها بحيث تستوعب جيلنا الحاضر والأجيال القادمة ربما لعدة أحقاب من الزمن

مع صناعة وإنتاج وسائل الصيانة فنيا وبشريا وتوسيع قواعد ورقاع الإستثمارفي المجالات الصناعية والخدمية والسياحية
وتطوير كل أوجه الإستثمار الإقتصادي في رفع مستويات مداخيل خدمات الحج والعمرة والزيارة والخدمات السياحية الروحية للمواقع الإسلامية التاريخية وكذلك الآثار التاريخية

إضافة لعوائد الزكاة والدخل والجمارك ومافي حكمها إضافة للصناعات بكافة أحجامها وأنواعها وفي مقدمتها الصناعات الكيميائية والتقنية

سينضب البترول حتما وربما في زمن الجيل الذي يلينا وربما سبب لنا ذلك صدمة أكبر من طاقة احتمالنا كوننا شعب شديد الإتكالية ويحسن الظن في كل شيء حتى في جوائح الزمن ولكن الرفاهية أعمت بصائر المتنعمين بها وصرفت كثيرا منهم عن المستقبل وماذا يخبيء لنا وربما يكون حثالة البشر من آسيا هم أسياد هذا الزمن فينا