الرياض - واس : افتتح معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد بن عبد الرحمن المشعل اليوم، مؤتمر الشرق الأوسط للتشريعات الدوائية الـحادي عشر 2015 الذي تنظمه الهيئة، بالتعاون مع جمعية معلومات الدواء (Drug Information Association - DIA)، بحضور نائب الرئيس المدير التنفيذي لجمعية معلومات الدواء لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يتّا لينغ فيغ، ورئيس المؤتمر المحاضر في كلية كينغز البريطانية بلندن الدكتور تريفر جونز.



ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في فندق ماريوت بالرياض، أكثر من 400 متخصص في الصيدلة والكيمياء وممارس صحي من 29 دولة، كما يشارك في النقاشات 28 محاضرا من دول مختلفة في مجال الدواء.

وأشار الدكتور محمد المشعل في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة، تسير منذ إنشائها نحو تحقيق الرؤية لأن تكون رائداً إقليمياً في مجال الغذاء والدواء والأجهزة الطبية، مؤكداً أنها خطت خطوات جريئة وملحوظة ومتميزة في جميع مجالاتها.

وأضاف أن توسع الصناعات الدوائية ودخولها مجالات تقنية أكثر تعقيداً، وتعدد التحديات وارتفاع سقف التوقعات، جعل الهيئة تتطلع إلى تحقيق ثلاث محاور أساسية خلال السنوات القليلة القادمة، مشيراً إلى أن محاور المؤتمر تتناول تعزيز التعاون الدولي والشراكة مع الجهات الرقابية العالمية والمؤسسات غير الربحية، لكسب الخبرات وزيادة الوعي وتعزيز البرامج المشتركة مع الالتزام بأفضل وأحدث الممارسات العالمية وهذا المؤتمر الذي يعقد لأول مره في المملكة أحد ثماره، كما تناقش التحول الإلكتروني الكامل للخدمات والبرامج والأنظمة، وتسعى الهيئة بذلك لزيادة الفعالية في أداء المهام وتقليل الأوقات، مع توفير بيئة أعمال مناسبة وجاذبة بما يسهل على القطاع الخاص ممارسة نشاطه وتنفيذ برامجه على أكمل وجه، وتتناول تعزيز التعاون مع القطاع الخاص في مجال نقل التقنية والاستفادة من الخبرات والكوادر البشرية حتى يتمكن من القيام بدوره الريادي في خدمة الاقتصاد الوطني.



وأكد الدكتور المشعل أن تنظيم مؤتمر علمي متخصص ليس بالأمر اليسير فالأمر يحتاج إلى جهود حثيثة من التأمل والبحث والتخطيط والاتصال والحوار، ولكن الهيئة العامة للغذاء والدواء أرادت من خلال مشاركة جمعية معلومات الدواء تسليط الضوء للمختصين في مجال تنظيم الدواء والرقابة عليها بأهمية التشريعات الدوائية في تنمية الصناعة الدوائية والارتقاء بها.

من جانبها أكدت نائب الرئيس المدير التنفيذي لجمعية معلومات الدواء لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يتّا لينغ فيغ، وجود أفكار جديدة ستطرح في المؤتمر تخدم مجال الدواء، وقالت: "نعمل باحتراف ونسابق الزمن لتحقيق الأهداف المطلوبة ونود أن نتعاون مع الجميع في المجالات كافة بمشاكة 29 دولة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يمثلون الجهات الحكومية والخاصة".



بعد ذلك بدأت جلسات النقاش، وكانت الأولى بعنوان "المستجدات في التنظيمات الدوائية بالسعودية"، قدم خلالها نائب الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور إبراهيم الجفالي، ورقة عمل تضمنت عرضاً لآخر المستجدات في قطاع الدواء وأبرزها إحصاءات عن أعداد الملفات المقدمة للتسجيل في الثلاث سنوات الماضية، وقائمة الأدوية الضرورية، ونشاطات ما بعد تسويق الأدوية، ومشروع التعقب، وبرامج التدريب المقدمة للشركات، مستعرضا بعض المشاريع المستقبلية مثل مبادئ الشفافية، وتنظيمات الدراسات السريرية.

أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان "جودة المستحضرات الصيدلانية من خلال الالتزام بالمعايير"، استعرض خلالها المدير التنفيذي للتراخيص الدكتور هاجد محمد حشان، الدراسة العلمية التي أجراها مع باحثين آخرين للمقارنة بين تنظيم وتقييم الدواء في المملكة العربية السعودية وفي كندا وأستراليا وسنغافورة وذلك بهدف التعرف على أفضل الممارسات العالمية في التسجيل، وجاءت النتائج لتؤكد أن الممارسات والطرق المستخدمة وتقييم الأدوية في المملكة هي نفسها المستخدمة في تلك الدول على الأصعدة كافة.

وأبان حشان أن المملكة تحتاج مزيداً من الاستثمارات في القوى العاملة وخصوصاً أصحاب الدرجات العلمية العليا، وزيادة التواصل وتبادل المعلومات العلمية فيما يخص الأدوية مع الجهات الرقابية في تلك الدول لضمان جودة وسلامة الأدوية.



وعنونت الجلسة الثالثة بـ "الابتكار العلمي والعلاجي والممارسات التنظيمية لها"، شارك فيها المدير التنفيذي للتفتيش وإنفاذ الأنظمة الصيدلي محمد دهاس، الذي ناقش دور هيئة الغذاء والدواء بالمملكة في محاربة الأدوية المغشوشة، من وجهة نظر وسائل الإعلام وكيف تفسر التقارير العالمية عن الدواء المغشوش، ثم تطرق لجهود الهيئة في مسح السوق الدوائي خلال الأعوام الستة الماضية من ناحية نوعية الأدوية المستهدفة، وعدد العينات التي تم فحصها، وعدد الصيدليات ومنافذ البيع التي استهدفت، ونسب الغش التي تم التأكد منها.

كما ناقشت الجلسات أهم العوامل التي تساعد على وجود غش للأدوية ودور الهيئة في التصدي لكل عامل على حدة، التي تتلخص في ضبط عمليات النقل اللوجستية للدواء، وتحديد منافذ معينة لاستيراد الدواء من خلالها، واستخدام التقنية الحديثة كجهاز الرامان في عمليات التفتيش الميداني.