خواطر إيمانية حول آيات قرآنية








أنزل الله عز وجل القرآن لمقصد عظيم ألا وهو هدايتنا للطريق المستقيم الذى به نبلغ رضوان الله والجنة يقول الله تعالى:

(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدى به الله من
اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )
.. المائدة (16،15)











ومن تمسك بكتاب الله عصم من الفتن ونجا من الهلاك


عن على بن إبى طالب رضى الله عنه قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


(أبشرواأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ؟
قالوا : نعم
قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل
وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا )

..صححه الألبانى فى صحيح الجامع





وما أحوج قلوبنا لتدبر إيات القران وفهم معانيه والعمل بما فيه
ما أحوج قلوبنا لتعامل جديد مع القرآن نقرأ من خلاله آيات الله عز وجل





بالعقل تدبرا وبالقلب تأثرا وبالنفس تغيرا


ليكون القرآن لنا حقا فى الدنيا منهج حياة وفى الآخرة سفينة نجاة













إخوانى وأخواتى



لابد على تدبر نصف جزء من القرآن كل أسبوع
وذلك بتكرارقراءة نفس النصف جزء يوميا لمدة أسبوع قراءة متأنيه واعية
وبتكرار القراءة يكثر توارد المعانى على القلب فتؤثر فيه..


فنقوم بتسجيل الخواطرالتى ترد على القلب أثناء التلاوة
لنثبت هذه المعانى ونحاول استخراج الجوانب العملية المستفادة من الآية أوالخواطر الإيمانية حول الآيات








و هذة بعض خواطر إيمانيةحول بعض الآيات القرآنية..



هى ليس تفسيرا للآيات وانماهى رصد للخواطر الإيمانية التى جالت بقلوبنا أثناء تلاوة الآيات



واستخراج للدروس العملية منها ولنثبت هذه المعانى نقوم بتسجيلها حتى لا تنسى لننتفع نحن بها وينتفع بها غيرنا...




أن نكون من عباد الرحمن الذين وصفهم الله تعالى بقوله :


(والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا).. الفرقان







فعلينا أن نقف أمام الآية ونقول لأنفسنا

هذه الآية كلام ربنا أنزله لنا فما الذى يريده منا ربنا هنالنفعله

وما الذى ينهانا عنه لنهجره ؟



ولا يصرفنا عن الإستفادة من الآية كونها تتحدث عن الكفار مثلا


أو المنافقين أو نزلت فى مناسبة معينة ..






فكل آية من القران تحمل رسائل كلها موجهة لنا ...لنا



نحن بذواتنا وأشخاصنا ..فلنفتح هذه الرسائل ولننفذ ما أراده ربنا منا .




أعلم أن تدبر القرآن محض فضل من الله يؤتيه من يشاء
من عباده ولكنها أسباب نبذلها لعل الله ينظر الى قلوبنا ويفيض علينا من رحماته .




وللانتفاع بالقران لابد لنا ان نتبع عدة نقاط هامة وهى







1-المداومة على التلاوة اليومية:



التغيير القرآنى بطئ وهادئ ومتصاعد ولكى يؤتى ثماره لابد من استمرارية التعامل معه
فلا يصح ترك قراءة القرآن يوما من الأيام وإلا تضاءل الأثر المترتب على القراءة ...



ولتكن تلاوة مرتلة بطيئة ولا يكن هم القارئ متى سينتهى من السورة أو الورد
بل ليكن همه متى يتجاوب قلبه ويخشع فؤاده وتدمع عيناه










2-تهيئة الجو المناسب :



لابد من وجود مكان هادئ بعيد عن الضوضاء يتم فيه لقاؤنا مع القرآن
فالمكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة
ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استثيرت بالبكاء والدعاء



ولا ننسى الوضوء والسواك














3-التركيز مع القراءة :


نريد أن نقرأ القرآن بحضور ذهن فإذا ما سرحنا فى وقت من الأوقات علينا أن نعيد الآيات التى شرد فيها ذهننا










4-أن نجعل المعنى هو المقصود :


البعض منا عندما يشرع فى تدبر القرآن نجده يقف متمعنا عند كل لفظ فيه مما يجعل التدبر عملية شاقة عليه


وما يلبث إلا أن يمل فيعود للطريقة القديمة فى القراءة دون فهم ولا تدبر .








فكيف نقرأ القرآن بسلاسة وتدبر فى نفس الوقت ؟!


الطريقة السهلة لتحقيق هذين الأمرين معا هو أن نأخذ المعنى الإجمالى للآية وإذا وجدنا بعض الألفاظ التى لا نعرف معناها فعلينا أن نتعرف على المعنى من السياق


فعل سبيل المثال :


قوله تعالى : ( ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا )



لا ندرى معنى حسبانا ولا زلقا لكننا نفهم من السياق أن عقابا ومصيبة قد تحدث لهذا البستان


ليس معنى هذا عدم النظر فى كتب التفسير ومعانى الكلمات فمما لا شك فيه أن للتفسير دور كبير فى حسن الفهم


وله أيضا دور أساسى فى معرفة الأحكام الشرعية والتى لا ينبغى علينا أن نستنبطها بمفردنا من القرآن .



ومع هذا الدور العظيم للتفسير إلا أنه ينبغى أن يكون له وقته الخاص به وغير مرتبط بوقت القراءة فنحن لا نريد
أن نخرج من لقائنا بالقران بزيادة الفهم فقط
ولكن نريد القلب الحى كذلك وهذا يحتاج إلى اللقاء
المباشر مع القرآن والسماح بقوة تأثيره أن تنساب داخلنا
وتتصاعد من خلال الاستمرار فى القراءة والاسترسال مع الآيات


والتجاوب معها .














5-التجاوب مع القراءة :



علينا التجاوب مع الخطاب القرانى بالرد على أسئلته وتنفيذ ما يمليه من تسبيح أو حمد أو استغفار أو سجود


وعلينا كذلك التأمين على الدعاء والإستعاذة من النار وسؤال الجنة .





علينا المداومة على هذه الوسيلة والتى سنجد لها أثرا عظيما بمشيئة الله فى دوام يقظة القلب وسرعة تجاوب العقل













6-ترديد الآية التى تؤثر فى القلب :



ان يقظة القلب وقت قراءة القرآن أمر نستطيع تحصيله بشئ من المجاهدة وبعون من الله ،
أما حضور القلب وتجاوبه مع القراءة وتأثره بها فهذا أمر لانملكه،
وقد يمضى بنا وقت طويل حتى يبدأ القلب بالتحرك بالقراءة ،


فإلى أن تنفذ أنوار الآيات من بين أغلفة الظلمات وتصل القلب علينا بالمداومة على القراءة المتأنية
مع يقظة العقل والتضرع للمولى بأن يفتح قلوبنا لكلامه


وبمشيئة الله لن يطول انتظارنا فبمرور الوقت سيبدأ القلب بالتأثر
والإنفعال ولو مع آية من الآيات فإذا تم ذلك فى لحظة من اللحظات ..
فماذا سنفعل ؟!



ينبغى أن نستثمر وجودها أحسن استثمار وأن نعض عليها بالنواجذ فهذه اللحظات من أهم لحظات حياتنا ومن خلالها يتم التغيير المنشود .



فمعنى ثأثر القلب بآية من الآيات هو دخول نور هذه الآية إلى القلب وتفاعله معه
وإحلاله محل ظلمة فيه ويعنى كذلك زيادة الإيمان وهذا قلما يحدث للواحد
فى البداية لذلك علينا ألا نضيع هذه الفرصة ان جاءتنا ولنعمل على ترديد تلك الآية مرات ومرات
وعلينا ألا نمل من ذلك طالما وجد التجاوب وشيئا فشيئا ستتبدد الظلمات من القلب


ويطرد الهوى ويصبح النور هو الغالب فيه فيسهل عليه التأثر بالآيات ويزداد لينه وخشوعه بها .






أسأل الله أن يمن علينا بحسن فهم كتابه الكريم
وحسن العمل به لنبلغ به
صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
فى أعالى الفردوس



يتبع