السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

احييكم بدايه على حسن استقبالكم لخواطرى المتواضعه واقدم لكم خامس خواطرى

لعل الله تعالى يغفر لى ولكم ويهدينا جميعا الى صالح الاعمال

يقول الله تعالى فى كتابه الكريم



{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12)

(لفت نظرى وبشده قوله تعالى كلمه (الكتاب

وفكرت كثيرا

ما هو هذا الكتاب الذى امر الله سيدنا يحى بأن يأخذه بقوة فانا اعلم علم اليقين انه لم تنزل اى كتب

سماويه على سيدنا يحى وعندما اعيانى البحث لجأت الى كتب التفاسير التى افنى فيها اساتذتنا

وعلمائنا اعمارهم بحثا وتدبرا فهم بالتأكيد اقدر منا على الفهم والتدبر فوجدت انهم جميعا اجمعوا

على ان الكتاب المذكور فى الايه الكريمه هو ( التوراه

وسألت نفسى لماذا اتفقوا على التوراه كمعنى متفق عليه فى كلمه الكتاب المذكورة

واذا كان الامر كذلك فلماذا لم يقل المولى سبحانه ياموسى خذ الكتاب بقوه بدلا من قوله يا يحى

خذا الكتاب بقوه على اساس ان التوراه انزل على موسى

وارتج الامر على نفسى وزدت فى جرعات التقوى والقرب من الله تعالى بفعل كل ما يقربنى اليه سبحانه

لقوله جل شأنه ( وأتقوا الله ويعلمكم الله ) أملا فى ان يهدينى الله الى معنى مقبول
وجاء المعنى بعد أشهر

فى ايه اخرى من سوره اخرى

إذ يقول الله تعالى

{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40

وسألت نفسى مجددا

ما هو الكتاب المذكور فى الايه والذى وهبه الله تعالى لإنسى كان عنده مفضلا على عفريت من الجن فأحضر عرش بلقيس الى نبيه سليمان قبل أن يرتد اليه طرفه بينما عجز العفريت عن إتيانه بهذه

السرعه وذكر لسيدنا سليمان انه يستطيع احضاره له قبل ان يقوم من مقامه

بل وزاد على ذلك بقوله مطمئنا سيدنا سليمان ( وإنى عليه لقوى أمين

واخيرا فهمت معنى كلمة الكتاب

فالكتاب هو العلم اللدنى الذى يهبه الله تعالى لمن يختار من عباده دون البعض الاخر

فوهبه لقاصف ابن برقيه وزير سليمان الحكيم لكى يستطيع احضار العرش فى غمضه عين

ووهبه ليحى ابن زكريا عليه السلام وأمره ان يأخذ هذا العلم بقوه وقد اتاه هذا العلم صبيا

ووهبه مثلا للعبد الصالح الذى التقاه سيدنا موسى فى رحلته المشهورة حيث قال عنه المولى عز وجل


{فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65

ووهبه للقمان الحكيم فنصح ولده بنصائح عظيمه ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم

اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم

فان كان كلامى صوابا فمن الله

وان كان غير ذلك فمن نفسى والشيطان

واعوذ بالله من الشيطان ومن شروره

والله تعالى اعلى واعلم

من مذكراتى الخاصه

الشيخ عادل