يقول الله تعالى :

(الم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)..
البقرة(2)


فالقران كتاب هدايه ولن ينتفع بهداياته الا المتقين يقول تعالى :

(فذكر بالقران من يخاف وعيد)

والقران يهدى للتى هى أقوم، يقول تعالى :

(ان هذا القران يهدى للتى هى اقوم)

ولكى يكون القران كتاب هداية لنا حقا يأخذ بأيدينا لطريق الخلاص فى الدنيا والاخرة
ينبغى أخذه بقوة وقد ورد هذا الامر فى القران عدة مرات :

- فى قوله تعالى :
(واذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوةواذكروا ما فيه لعلكم تتقون)
البقرة




- وفى قوله :
(واذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا)
البقرة




-وفى قوله تعالى :
(واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم

خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) الاعراف






دعانا الله فى الايات السابقة لأخذ القران بقوة حتى تفعل قوة التغيير القرآنية
فعلها فتلين القلوب وتخشع وتخضع وتذل وتنكسر بين يدى بارئها سبحانه
ويتحول هذا الاحساس القلبى والتأثر الوجدانى الى تغيير فى السلوك وصالحات
نعمر بها الكون قربة للبارى سبحانه.








وأخذ الكتاب بقوة يتضمن المعانى الاتية:

1-تعلم تلاوته بأحكام التجويد فنقرأه كما أنزل على قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم وهذا أدعى لفهمه والتأثر به.


2- كثرة تلاوته وسماعه أناء الليل و أطراف النهار.


3- حفظه حفظ متقن لا خطأ فيه ولا نسيان حتى لا ينشغل القلب بالخوفمن الخطأ فى الحفظ عن التدبر .
وكلما ثبت الحفظ أفاض الله علينا بفيوضاتهالربانية أثناء التسميع بل وأثناء السماع.



4- دراسة تفسيره دراسة وافية شاملة اذ كيف نلقى الله وقد بعث لنا برسائل فى القرآن فلم نفهمها فضلا عن أن نعمل بها؟
ودراسة علوم القرآن وكل ما يؤدى الى مزيد من الفهم لهذا الكتاب العظيم .


5- حسن تدبر الايات بكثرة التكرار واطالة التأمل والتفكرفى معانيه لنصل للتأثر ثم للعمل .


6- أن يتحول القران الى منهاج حياة فعلا فى واقعنا فندور مع القران حيثمادار فيزكى النفوس ويهذب الاخلاق وينشر عبق البر والفضيلة فى الكون من حولنا.


7- أن نحبب أطفالنا فى القران ونربط لهم اللفظ بالمعنى ولا يكن هم أحدنا أن يحفظ ابنه القرا ن و فقط، فتخرج لنا نماذج تسئ للقران بدلا من أن تصلح به الدنيا.


8- أن يكون لنا أوقات محددة مع القران يوميا .


ولا يأخذ بما ذكرناه الا أصحاب الهمم والعزائم جعلنا الله منهم ،فهم السائرون على نهج الأنبياء
يقول تعالى :
(يايحي خذ الكتاب بقوة ).

وقد قال الله عن موسى عليه السلام :

( وكتبنا له فى الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذهابقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ).


أمر الله موسى على حسب مكانته وامكانياته أن يأخذ الكتاب بقوة.
وقومه أمروا بأن يأخذوا بأحسن ما فى الكتاب فالأمر اذا تفاوت فى الهمم والعزائم .






اذا أخذنا القران بقوة كان بحق كتاب هداية لنا نستضئ بنوره ،
ونعيشفى كنفه يحمينا ويقينا ونعيد للأمة مجدها وعزها الذى أضعناه بتنحيةهذا الكتاب عن حياتنا يقول الله تعالى :

(لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)

و نبلغ به الفردوس بإذن الله .

نسأل الله العظيم أن يهدى قلوبنا بهدايات كتابه الكريم

هذه أولى خواطرى التى سطرتها أسأل الله أن ينفع بها

يقول الله تعالى :

( يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون )
البقرة (40)






انظروا إخوتى وأخواتى إلى هذه هذه المعادلة الشرطية القرآنية :

( أوفوا بعهدى أوف بعهدكم )

أوفوا بعهد الإيمان والطاعة والقرب من الله أوف لكم بعهودكم :

فى الدنيا التثبيت والنصرة ، وفى الآخرة الجنة والنعيم

فهل وفينا بعهودنا مع الله ؟؟

يقول الإمام النسفى فى هذا المعنى قول غاية فى الروعة :

(أوفوا فى دار محنتى على بساط خدمتى بحفظ حرمتى . أوف فى دار نعمتى على بساط كرامتى بسرور رؤيتى )


فهل وفينا ؟؟ ... فهل وفينا ؟؟ ... فهل وفينا ؟؟





فى الربع الاخير من الجزءالأول إشارات كثيرة توضح مسئولية الآباء عن غرس

العقيدة والإيمان فى نفوس الأبناء .

- انظر الى ابراهيم عليه السلام

(واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين )
البقرة (124)

فأول ماتبادر الى ذهنه حين كلفه الله بالرسالة أن سأل مابال ذريتى ؟

(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
البقرة (127)

نجد إبراهيم جعل ابنه إسماعيل عليهما السلام يشاركه فى بناء البيت وهو من


أجل الطاعات .






نخلص من هذا إلى أن الاباء يجب أن يشركوا أبنائهم معهم فى فعل الطاعات


بأن يصحبوهم للصلاة ولدروس العلم.. يكلفوهم مثلا بتوزيع الصدقات حتى يتعود


الابناء العيش فى جو الطاعة والعبادة من الصغر.






-وانظر أيضا لدعاء إبراهيم وإسماعيل لذريتهما:


(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )

البقرة (128)