تونس-الاخبارية: حذر تقرير على موقع "ديلي بيست" الأمريكي من وجود مؤشرات متزايدة تؤكد مساعي تنظيم "داعش" لبسط نفوذ خلافته المزعومة في "دولة إفريقية". وتطرق التقرير إلى ما بثه تنظيم "داعش" من أشرطة فيديو يسخر فيها من الحكومة التونسية، تظهر مقاتلي التنظيم وهم يسخرون من حملة السياحة التونسية التي انطلقت بعد عملية باردو الأخيرة في 18 مارس/آذار، ويزعم التنظيم أنه وراء العملية الإرهابية، رغم تأكيدات الداخلية التونسية بأن كتيبة "عقبة بن نافع" كانت وراء الهجوم.



ولفت الموقع إلى أن "داعش" أعلن عزمه على توسيع خلافته في "إفريقية" وهو مصطلح تاريخي كانت تعرف به تونس في الأزمنة الغابرة.

هذا ونشر التنظيم رسائل على موقع "تويتر" أعلن فيها قدومه إلى تونس في الصيف المقبل.

تونس مهد ما يسمى بالربيع العربي...أصبحت مطمعا جديدا لتنظيم "داعش" لتوسيع "حكم خلافته"، رغم ما يواجهه من قصف وغارات من قبل طائرات التحالف الدولي في سوريا والعراق منذ أغسطس/آب 2014، لكن آمال المحللين الغربيين بأن فقدان "داعش" سيطرته الإقليمية على بعض المناطق في العراق سيحد من توسعه بدأت تتلاشى، إذ أن الضربات الجوية للتحالف الدولي لم تغير من "نهم" داعش للتوسع والتمدد، ولم تمنعه من التفكير بالانتقال إلى تونس وإرساء الخلافة في "دولة إفريقية".

وفي تصريح لـ "ديلي بيست" قال مسؤولان أمريكيان إنهما يراقبان كيفية تطور العلاقة هناك، لكنهما لا يستطيعان الجزم بما إذا كانت رسائل "داعش" الأخيرة تشير إلى توجه خلافته نحو تونس، مشيرين إلى أنه تتوفر حاليا في تونس بيئة ملائمة لانتقال التنظيم وتوسيع خلافته.

كتيبة عقبة
مازال الإرهابيون في تونس بقيادة "كتيبة عقبة بن نافع" التي تكاد تكون المجموعة الجهادية الوحيدة الناشطة في تونس، موالين لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" رغم أن بعضهم، على غرار أحمد الرويسي الذي قتل مؤخرا في ليبيا، اختار التغريد خارج السرب، بمبايعة تنظيم "داعش".

ظهرت كتيبة عقبة بن نافع بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني، وخططت لإقامة "أول إمارة إسلامية" بشمال إفريقيا، ويرجع أصل تسمية الكتيبة إلى اسم القائد عقبة بن نافع، أبرز القادة الإسلاميين الذين فتحوا بلاد المغرب، بما فيها تونس.

وتطلق "كتيبة عقبة بن نافع" على قوات الأمن والجيش تسمية "طواغيت" وتحرض على قتلهم واستهدافهم، وقد زرعت ألغاما في جبل الشعانبي حيث تتحصن لمنع تقدم قوات الجيش والأمن، وأدت انفجارات الألغام إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات التونسية.

وكان البنتاغون أعلن في وقت سابق من الشهر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ في التحرك من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا بعد أن حصل على المساندة في ليبيا.



مقاتلو داعش.. قنابل موقوتة
مخاوف غربية لا تختلف كثيرا عن هواجس الحكومة التونسية التي أبدت بدورها قلقا من خطر التنظيم الإرهابي، خاصة مع الأرقام المخيفة التي تظهر تربع تونس على قائمة الدول التي خرج منها الكثير من أفراد الجماعات المتطرفة التي تقاتل في سوريا نحو3000 مقاتل، وأصبحت عودتهم قنابل موقوتة تهدد أمن واستقرار تونس.

كما أن التنظيم بات قاب قوسين من حدودها مع ما تشهده ليبيا من انفلات أمني و انتشار للأسلحة والمجموعات الجهادية.

وكان الرئيس التونسي أعرب في العديد من المناسبات الدولية عن قلقه لما يحدث بليبيا معتبرا أن استعادة استقرار ليبيا التي لديها حدود برية مشتركة مع تونس تمتد نحو 500 كم، تعد من صميم أولويات عمل الحكومة التونسية".

وأشار تقرير أمني جزائري غير حكومي إلى أن عدد العناصر الإرهابية التابعة لـ"داعش ليبيا" يقدر بين 4500 إلى 5 آلاف مقاتل بينهم 1000 من الليبيين والباقي أجانب وعرب، مضيفا أن المقاتلين يتدفقون يوميا من 10 دول عربية وإفريقية.

المصدر: روسيا اليوم