سويسرا - روبن هولينغر (SWI) : يُنظم "سباق الطيور" في سويسرا سنويا منذ ربع قرن، وتُعتبر التظاهرة مسابقة حقيقية وحماسية بين عُشاق علم الطيور وأحباء العالم المجنح، تفوز فيها المجموعة التي تنجح في رصد العدد الأكبر من أصناف الطيور المختلفة في ظرف 24 ساعة.


التخطيط الجيّد أمر أساسي للنجاح، حيث يُساعد تجهيز لمجات ووجبات
جاهزة في الليلة السابقة على ربح وقت ثمين خلال المسابقة
.

في دورة عام 2015 من "سباق الطيور"، تمكن الفريق الفائز من ملاحظة وتسجيل 134 صنفا من الطيور، وهي نتيجة تقترب من الرقم القياسي لهذه المسابقة وهو 137.

على مدى يوم كامل، قطعت الفرق المشاركة (وعددها 27) العديد من الكيلومترات في كافة أنحاء سويسرا بحثا عن نماذج نادرة أو معتادة من الطيور. تتسم المسابقة بقدر كبير من الإثارة لكنها شاقة على المستوى البدني لأنه يُحظر على المشاركين فيها استخدام المركبات ذات المحركات. لذلك، يتعيّن على صيّادي الصور التنقل مشيا على الأقدام أو استخدام الدراجات الهوائية أو وسائل النقل العمومية.

في الفترة التي تسبق المسابقة، يبحث المتنافسون عن جهات راعية تكون مستعدة لتقديم مساهمة لفائدة "الجمعية السويسرية لحماية الطيور" عن كل صنف جديد مختلف يتم التعرف عليه خلال المسابقة. وفي هذا العام، تقرر أن يُستخدم المبلغ الذي سيتم تجميعه لتمويل مشروع يهتم بالمحافظة على الطيور في منطقة "سيلاند" Seeland بكانتون برن.


يُقضّي علماء الطيور الثلاثة باتريك فيس وبيتر ياغي ولوكاس لوينبرغر أصيلي بلدة هاركينغن في كانتون آرغاو الليلة في كوخ غانتريش الجبلي (كانتون برن) المُشيّد على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر


تنطلق فعاليات المسابقة في التاسعة مساء باحتساء بعض الشراب المنعش، ثم يبدأ عشاق الطيور في الإصغاء بانتباه شديد إلى ما حولهم


بعد استخدام الدراجات الهوائية لعدة ساعات خلال الليل، تُصبح الدواسات أثقل، ويبدأ الإحساس بالتشنجات العضلية الأولى


يقترب موعد بزوغ الفجر، ويزداد ضغط الوقت. تُركن الدراجات الهوائية جانبا، ويُواصل علماء الطيور المشي سيرا على الأقدام باتجاه معبر "ليتيرن" Leitern في كانتون برن


تمثل منطقة غانتريش Gantrisch، التي تتميز بموقعها الطبيعي الخلاب والإستراتيجي، موقع رصد جيّد يسمح بالتعرف على الطيور العابرة وتحديد أصنافها


توفر تباشير الصباح الأولى الفترة الزمنية المثالية لتحديد أصناف الطيور والتعرّف عليها حتى من مسافات بعيدة


الرصد الأخير قبل النزول من المرتفعات إلى الوادي. من شروط المسابقة، أنه لا يتم التحقق من صحة أي صنف من أصناف الطيور التي تم رصدها إلا إذا تم التعرف عليه من طرف ثلاثة أعضاء ينتمون إلى نفس الفريق على الأقل


خلال يوم المسابقة، يُمكن لأعضاء المجموعات المتنافسة التنقل من مرصد إلى آخر بواسطة عربات بلا محرك كالدراجات الهوائية أو باستخدام وسائل النقل العمومي


في وقت لاحق، وصل علماء الطيور الثلاثة إلى منطقة "آلمند تون"Allmend Thun في كانتون برن، وهي منطقة طبيعية تُستخدم أيضا من طرف الجيش السويسري


بعد فترة وجيزة، اتخذ الفريق القادم من "هاركينغن" موقعا له في برج المراقبة بـ "Gemshoger"، وهي محمية طبيعية مجاورة لبحيرة نوشاتيل


تختتم معظم المجموعات المشاركة في المسابقة رحلتها في "لا سُوج" La Sauge وهي محميّة طبيعية تقع على ضفاف بحيرة نوشاتيل. هنا تبدو علامات الإعياء واضحة على المتسابقين الذين يحشدون ما تبقى لديهم من طاقة لرصد أصناف الطيور المائية التي تُعشش في هذه المنطقة


بغض النظر عن حالة الإجهاد أو التعب، تسود روح الفريق بين الجميع، ولا يسمح أحد لنفسه بالإخلاد إلى الراحة أو التكاسل.


يتواجد لوكاس لوينبرغر في موقع للرصد وسط أعواد القصب في محمية "لا سُوج" الطبيعية


الوقت المُخصّص للمسابقة يقترب من نهايته. في الدقائق الأخيرة، يتمكّن الفريق من رصد طائر إضافي، إنه "ديك الغاب". في المحصلة، تمكنت المجموعة في غضون 24 ساعة من التعرف على 130 صنفا من الطيور المختلفة


آخر طير تم رصده والتعرف عليه: إنه هَـزارٌ يأخذ قسطا من الراحة في أعلى شجرة