المدينة المنورة - واس : أكملت المؤسسة الأهلية للإدلاء بالمدينة المنورة، جاهزيتها لاستقبال 550 ألف حاج يتوقع وصولهم للمدينة المنورة خلال الموسم الثاني "ما بعد الحج"، مسخرة جميع طاقاتها من كوادر بشرية ومعدات تقنية لخدمة ضيوف الرحمن.



وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة عصام بن عبد العزيز دمياطي أن جميع اللجان الميدانية ومراكز الخدمات التابعة للإدلاء ومكاتب الخدمة الميدانية في كامل جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام زوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وتقديم مختلف الخدمات لهم، مشيراً إلى أن الموسم الأول "ما قبل الحج" شهد نجاحاً مميزاً لخطة المؤسسة، بمتابعة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة الذي يقف على أداء جميع القطاعات المعنية بخدمة حجاج بيت الله.

وأفاد أن أدلاء المدينة المنورة قدمت خدماتها خلال الموسم الأول من حج هذا العام لـنحو 734 ألفا و 413 حاجاً من خلال مرافقها المختلفة وكوادرها من قياديين والمرشدين والمنسقين بالميدان لتنفذ خطتها التشغيلية بكل دقة ونجاح لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام زوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، واضعين نصب أعينهم شرف خدمة ضيوف الرحمن في ظل توجيهات القيادة الرشيدة.

وبين دمياطي أن قطاع الخدمات الإنسانية بالمؤسسة تابع حالات الحجاج المنومين بمستشفيات المدينة المنورة وقدم لهم الخدمات التي احتاجوها وأنهت إجراءات 100 حاج ممن توفاهم الله في المدينة، فيما تم إرشاد 1,775 حاجاً بمراكز الحجاج التائهين، مضيفاً أن قطاع الطواري نفذ 1,942 زيارة للدور السكنية للتأكد من سلامتها وتقيدها باشتراطات اسكان الحجاج.

وذك أنه بلغ عدد عقود الإسكان المدخلة بنظام العقد الالكتروني والمصدقة من قبل المؤسسة 11,394 عقداً، مثمناً الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة – أيدها الله - لكل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً حرص المؤسسة الأهلية للإدلاء على أداء مهامها وفق الأنظمة والتعليمات وتحت إشراف فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة.



وتنطلق المؤسسة في أداء مهامها من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بشؤون الحج وفي مقدمتها إمارة منطقة المدينة المنورة ممثلة في لجنة التنسيق والمتابعة لأعمال الحج، وفرع وزارة الحج بالمدينة المنورة وأمانة المدينة المنورة والشؤون الصحية وغيرها من القطاعات الحكومية الأخرى.

وتؤدي المؤسسة الواجبات والمسؤوليات المناطة بها نحو حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي والواردة في قرار إنشائها حيث تمر مراحل العمل بخطوات تبدأ من أعمال الاستقبال والترحيب بالحجاج الكرام ثم إنهاء إجراءات وصولهم إلى مساكنهم ومتابعة أحوال الحجاج أثناء فترة وجودهم في المدينة ومساعدتهم حتى مغادرتهم إلى مكة قبل الحج أو إلى بلدانهم للعودة علاوة على متابعة احوالهم الصحية وارشادهم إلى مساكنهم وحافلاتهم في الميقات، فيما يضع مجلس إدارة المؤسسة الخطط التشغيلية لأعمال موسم حج كل عام ولكل عضو مجلس إدارة مهام ومسؤوليات تتنوع انطلاقاً من القرارات الوزارية واللوائح الإدارية والمالية التي تعدها وزارة الحج.

ويسهم ذلك بعد فضل الله تعالى في تحقيق مستوى متميز من خدمات المؤسسة التي تتركز جهودها في الأساس على تقديم أفضل الخدمات وتوفير الطاقات وإتاحتها لضيوف الرحمن تمشياً مع تطلعات القيادة الرشيدة في هذا الخصوص.

وقد أنشئت مهنة الأدلاء منذ سنوات طويلة انطلاقا من حاجة ماسة للوافدين من أنحاء المعمورة كافة إلى من يقوم بتبصيرهم وإرشادهم إلى المسجد النبوي ومساعدتهم في جميع أمورهم، وتطور الأمر حتى أسندت خدمة زوار المسجد النبوي الشريف إلى أسر من أهل المدينة المنورة ذوي خلق ومعرفة بلغات هؤلاء الزوار، ثم نظمت هذه العلاقة عن طريق الجهات الحكومية المتعاقبة بتخصيص دول ومقاطعات لتلك الأسر التي منحت تقارير تنيط بها خدمة جنسية أو جنسيات معينة من الحجاج إلى أن حل العهد السعودي الزاهر بقيادة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأرسى دعائم الأمن والاطمئنان فأصدر أمرا ساميا بالموافقة على نظام هيئة الإدلاء في المدينة المنورة.

وبعد تزايد أعداد الحجاج باستمرار ارتأت الدولة ضرورة تطوير هذه المهنة في الوسائل والخدمات كافة، فصدر مرسوم ملكي تضمن وضع تنظيم متطور يحقق رفع مستوى هذه المهنة وأسندت إلى وزارة الحج والأوقاف - آنذاك - مهمة وضع اللوائح التنظيمية التي يتم بموجبها إقامة مؤسسات الطوائف، ثم تلاه أمر سامي بالموافقة على قيام مؤسسات أرباب الطوائف، ثم صدرت قرارات وزارية بإنشاء مؤسسات الطوافة في مكة وأخيراً في سنة 1405هـ صدر أمر ملكي بإنشاء المؤسسة الأهلية للإدلاء بالمدينة المنورة.



وتتفرع المؤسسة إلى عدة قطاعات كل منها له وظيفة خاصة به ومنها قطاع الاستقبال ويعد خطته التشغيلية المتضمنة لأعمال الاستقبال والترحيب بالحجاج واتخاذ الإجراءات المنظمة لعمليات التفويج على العمائر المعدة لإسكانهم من خلال مركز استقبال الحجاج بطريق الهجرة ومركز استقبال الحجاج بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة ومركز استقبال حجاج البر بطريق الجامعات، فضلاً عن قطاع الإسكان الذي يعد خطته التشغيلية المتضمنة لخدمات الإسكان والتنسيق مكاتب شؤون الحجاج "بعثات الحج" وأصحاب الدور السكنية لتصديق عقود الإسكان وإعداد بيانات التفويج طبقاً لهذه العقود ومراقبة التداخل لفترات الإسكان والإسهام بفاعلية في مساعدة الحجاج للحصول على مسكن يتمشى مع قدراتهم المالية والإشراف الميداني على العمائر والتأكد من الخدمات الإسكانية في الفنادق والعمائر والأربطة والعمل على وضع الحلول اللازمة عند حدوث أي خلاف ما أمكن ذلك أو تأمين النقص من نسبة مالية من متعهدي السكن يتم احتجازها لهذا الغرض.

ويتولى قطاع التقنية وضع آليات متناسقة لعمليات استلام وأرشفة وحفظ الجوازات الخاصة بالحجاج وانتقالها من قطاع لآخر وفق منظومة متكاملة تأخذ في الاعتبار أهمية جواز السفر أو الوثيقة للحجاج واستخدام المستندات النظامية التي تسهل عملية استخراج الجوازات وتنظم عمليات الاستلام والتسليم بما يضمن المحافظة عليها.

وتمتلك المؤسسة شبكة متطورة من الحاسب تمتد من المركز الرئيسي للمؤسسة وتتوزع في مراكز الاستقبال بمحطة الجو والبحر بطريق الهجرة ومركز استقبال حجاج البر، ومركز استقبال حجاج المطار وترتبط جميعها بمكاتب الخدمات الميدانية حتى تتم أعمال الربط الكلي مع مكاتب المؤسسة كافة الأمر الذي ييسر حفظ المعلومات وتوافرها وتدفقها السريع في الوقت المناسب سواءً عند الاستقبال أو المغادرة.

ويؤدي قطاع التوديع للحجاج خدمات واسعة ومتنوعة، وتتمثل في تنظيم حركة مغادرة الحجاج إلى مكة المكرمة قبل الحج، وإلى جدة براً وجواً وإلى بعض دول العالم جواً بعد الحج وفق خطة متكاملة لعمليات المسح الميداني لعمليات الترحيل في جميع المواقع بالمدينة المنورة، ومتابعة حثيثة لتطبيق عناصر الخطة التشغيلية وسرعة إنهاء إجراءات مغادرة الحافلات من مواقعها والعمل على راحة الحجاج واطمئنانهم، وكذا التنسيق مع فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة والنقابة العامة للسيارات وشركات نقل الحجاج.

أما قطاع الخدمات العامة فإنه يمارس عمله عبر مكتب الرعاية الصحية لخدمة الحجاج المنومين في المستشفيات وإنهاء بقية الإجراءات حتى يتم شفاؤهم والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنهاء إجراءات شهادات الوفاة لمن يتوفى منهم بالتعاون مع بعثات الحج وذوي المتوفين، إلى جانب أن من مهام هذا القطاع التنسيق التام مع مكاتب شؤون الحجاج بحيث يكون همزة الوصل بين المؤسسة بقطاعاتها ومكاتبها المختلفة ومكاتب شؤون الحجاج بالمدينة المنورة أثناء موسم الحج.



وتضم المؤسسة العديد من القطاعات الأخرى التي تخدم ضيوف الرحمن منها قطاع الإرشاد الذي يمارس مهامه عبر مراكز الحجاج التائهين المنتشرة حول المسجد النبوي الشريف، وتوفير كبائن انتظار للحجاج حتى يتم إيصالهم إلى مقر السكن الخاص بهم.

كما يتولى هذا القطاع تزويد مراكز الاستقبال ومكاتب الخدمات الميدانية بالكتيبات والنشرات الخاصة بالتوعية الدينية والإرشادية ليتم توزيعها على الحجاج، إضافة إلى العناية بالحجاج في ميقات ذي الحليفة بإرشادهم إلى حافلاتهم بعد عقد النية وتأمين لباس الإحرام للمعوزين من الحجاج مع الإسهام في توزيع الوجبات على الحجاج التي يتبرع بها أهل الخير أثناء الموسم، وكذلك يقوم هذا القطاع بالإسهام في توزيع عبوات ماء زمزم المبردة على الحجاج في بعض مراكز الاستقبال وكبائن التائهين بالتنسيق مع المبرات المنتشرة بالمدينة المنورة.

ويمارس قطاع المراقبة والمتابعة مهامه عبر المتابعة الفعالة والذاتية للأعمال الإدارية والميدانية بمراكز الاستقبال ومكاتب الخدمات الميدانية للمؤسسة والتأكد من تقديم الخدمات بالصورة المطلوبة والمساهمة في معالجة أوجه الخلل إن وجدت والتنسيق مع الجهات الرقابية الأخرى في معالجة الأخطاء أولاً بأول، إضافة إلى أن قطاع التدريب والتطوير يتولى إقامة عدد من البرامج التدريبية وورش العمل والندوات والمحاضرات بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة بالحج لتدريب وتطوير أداء جميع العاملين الموسمين بالمؤسسة.

وتمتلك المؤسسة شبكة من الاتصالات اللاسلكية تغطي الخدمات الميدانية والمكتبية لمعالجة أوجه القصور في الوقت المناسب وتحقيق الربط المطلوب بين جميع مواقع الخدمات والقطاعات مما ينعكس إيجابياً على راحة الحجاج إلى جانب شبكة الاتصالات، إضافة إلى أن انتشار مكاتب الخدمات الميدانية حيث يخدم كل منها جنسيات معينة من الحجاج.