عرفات - صلاح الدين الحسن (إينا) - منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الوقوف بعرفة (ركن الحج الأعظم) تتوافد قوافل الحجيج صوب عرفات ملبية ومرددة (لبيك اللهم لبيك) في خضوع تام للمولى عز وجل مستحضرين عظمة الخالق وقدرته.


قوافل الحجيج تتجه صوب صعيد عرفات الطاهر (الصور خاصة بإينا)

على صعيد عرفات، تتحقق أسمى معاني المساواة والعدل بين الرئيس والمرؤوس، الغني والفقير، الصغير والكبير، الشاب والكهل، ينشدون مغفرة الله وتوبته وقبوله.

ساعات روحانية عظيمة مليئة بكل الخشوع والخنوع للواحد الأحد الفرد الصمد. فالمسلمون من كل بقاع الأرض يلتقون في مكان واحد وزمان واحد ملبين ومكبرين ومهللين، يسألون الله عز وجل القبول والرضا، العفو والعافية، المغفرة والتوبة، ويتباهي ملك الملوك بهم أمام ملائكته ويدنو إلى السموات الدنيا، وتعم مغفرته وتوبته لعباده المخلصين الأوفياء.

الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال: (الحج عرفة)، وهذا يعني أن لا حج لمن لايقف على عرفة، فلذلك يحرص الحجيج على مختلف مشاربهم وطوائفهم وسحناتهم على الوقوف عليه بالرغم مما يعانونه من مشقة وصعوبات.

ورغم أعداد الحجاج الهائلة إلا أن الانسيابية تذهل المشاهد والسهولة في الحركة مؤكدة أن المشاق يمكن تخطيها بالصبروالإصرارعلى أداء هذه الشعيرة العظيمة التي تؤكد اكتمال الحج.

وقبل غروب الشمس، تتحرك حشود ضيوف الرحمن صوب مزدلفة، وتتسم تحركاتهم بذات التنظيم والخشوع والروعة، وهم مبتهجين بأدائهم للركن الأعظم، سائلين الله عز وجل القبول والرضا والمغفرة والتوبة.

وراء هذا التنظيم الرائع والتخطيط البديع تقف حكومة السعودية التي آلت على نفسها خدمة الحجيج منذ عشرات السنين، وما زالت تقيم المشروعات الضخمة من أعمال توسعة ورصف للطرق وإنشاء للجسور، واستقبال للزوار والمعتمرين والحجاج، في جهود مخلصة يشهد بها القاصي والداني ملتمسة من ذلك القبول من المولى عز وجل.