ا.ف/ ي.أ (DW) : يتفنن الناس في اختيار نكهات جديدة لصناعة الفطائر، ولكن في واحدة من أفقر دول العالم، يعتبر الطين أساس صناعة الفطائر، ذلك أن صناعة "فطائر الطين" في هايتي صناعة ضخمة هدفها الأساسي ملء بطون من يعيشون تحت خط الفقر بمراحل.



"معدة تهضم الحجارة" - مثل شعبي يلجأ إليه البعض عند الكشف عن قضايا فساد في المواد الغذائية. لكن هذا المثل يكاد ينطبق حرفياً على سكان جزيرة هايتي، الذين دفعهم الفقر لإعداد فطائر مصنوعة من الطين. ورغم أن هذه الفطائر خالية تماماً من أي مواد غذائية، إلا أنها على الأقل وسيلة يضطر إليها الكثيرون من الفقراء في هايتي لمقاومة الجوع، لأنها في النهاية مادة "تملأ المعدة"، كما يقول السكان هناك.

وتقوم بعض النساء في هايتي بإعداد هذه الفطائر عن طريق خلط الطين الأصفر بالماء والملح وقليل من الزبدة أحياناً، وعجنه بشكل دائري وتركه يجف في الشمس. وتجمع النساء في أفقر أحياء هذه الدولة، التي تعد من أفقر دول العالم، التراب وتخلطه بالماء للحصول على عجينة الفطائر.

وباتت هذه الفطائر صناعة كبيرة في تلك الدولة، كما أنها أصبحت مصدر دخل لبعض النساء اللاتي يصنعن كميات كبيرة من منها لبيعها. وليس من النادر في أفقر الأحياء افتراش أرضيات ملاعب الكرة كأماكن لتجفيف تلك الفطائر. ويأتي التراب الذي يُصنع منه الطين من منطقة جبلية ويباع للنساء اللاتي يصنعن منه الفطائر.



ويقول السكان إن هذه الفطائر يمكن أن تسبب اضطرابات في المعدة، لكن ليس بنفس الدرجة التي قد تحدث لشخص لم يعتد على أكلها، فهم يعتقدون أن أجسامهم تعودت على هضم هذا الطعام، بل إن البعض يزعم أن هذا الطين غني بالفيتامينات والمواد المعدنية المفيدة للجسم.

أما الأمم المتحدة، فترى أن فطائر الطين ما هي إلا دليل على فشل الحكومة في هايتي، فالعديد من الأسر ليست قادرة على شراء الطعام، لاسيما أن بعض العائلات في هايتي تعيش على دولار واحد يومياً، وفقاً لبيانات تعود لعام 2009. كما تقبل الحوامل في هايتي على هذا النوع من الفطائر، لاعتقادهن بأنه "مصدر جيد للكالسيوم"، وهو ما يحذر منه الأطباء بشدة.

يشار إلى أن أوضاع التغذية في هايتي تحسنت بعد وصول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عام 2006 ونتيجة لبعض المساعي الدولية، إلا أن انتشار "فطائر الطين" لم يتراجع مع زيادة معدلات الجوع والفقر.