الرياض - واس : أقيمت اليوم الجلسة الثانية لندوة "الأدب السعودي والتراث الشعبي الوطني" التي تستمر يومين، وينظمها كرسي الأدب السعودي بـ جامعة الملك سعود، بالشراكة مع نادي الرياض الأدبي، وذلك بقسم اللغة العربية وآدبها في كلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض.



وبدأت الجلسة بورقة عمل بعنوان "الحس الشعبي في روايات عبدالعزيز مشري " قدمها الدكتور أبو المعاطي الرمادي، حيث تمثلت ورقة العمل في دراسة سعى من خلالها الباحث إلى الوقوف على الحس الشعبي في روايات عبدالعزيز مشري وأثره في تشكيل الدلالة، من خلال تحديد روافده في رواياته وعلاقة هذه الروافد بالمضامين، وعناصر البنية الروائية.

وتكونت الدراسة من تمهيد، تبين فيه المقصود بالموروث الشعبي وخصائصه، ومبحثين، الأول بعنوان "الموروث الشعبي مادة" تتناول فيه الدراسة الأمثال،والطُرف، والحكايات، والأساطير، واللغة الدارجة، والثقافة الشعبية ، فيما كان الثاني بعنوان "الموروث الشعبي تمثلٌّاً" تقف فيه الدراسة على تمثلات الموروث، كالحلمي، والملحمي، والأسطرة، وصناعة العجيب والغريب.

وقدمت الدكتورة بسمة عرّوس ورقة العمل الثانية بعنوان: "حضور التراث الجنوبي في رواية لوعة الغواية .. لعبده خال " , حيث جاء في الدراسة أن مستويات الحضور تتمثل خاصة في بعض الأغاني التي ضمنت في رواية عبده خال لوعة الغواية، وجاءت على لسان الشخصيات في مواضع معلومةً داخل الرواية، تسترجع العلاقة بين الأدب و الانفتاح على تراث منطقة معينة، مشيرة إلى أن كل الرواية مركزة على الحديث عن تراث منطقة جازان، مما يعكس اتجاه الكتابة الواقعية الذي يتشبع بالعادات و التقاليد و يعدها مكونًا لا يقل أهميةً عن غيره من المكونات التي يتحقق بها البناء الواقعي، مستعرضة من خلال أسئلة الدراسة فاعلية الحضور في تقديم تصور المبدع للتراث الشعبي و مدى تحكمه في العقلية عند أهل الجنوب وطريقة العيش والحياة اليومية و القيم الاجتماعية، وتصوره لمفهوم الكتابة الروائية وعلاقة المتخيل الشعبي بالكتابة.



أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان "شعرية المرأة في الثقافة الشعبية: مقاربة في روايات مها الفيصل"، قدمها الدكتور حسين المناصرة، تناول فيها الرواية كونها أهم الأجناس الأدبية التصاقًا بالثقافة الشعبية، تعبيرًا عنها, وإحالة عليها، مشيرا إلى أن المرأة من أكثر المكونات الثقافية الشعبية ثباتًا في أنساق أو أنماط محددة في السرد.

وسلّط الضوء على روايات الكاتبة مها الفيصل الثلاث (توبة وسليى، وسفينة وامرأة الظلال، وطرب)، مشيرا إلى أنها من أكثر الروايات السعودية احتفاء بالتراث الشعبي وأساليبه، خاصة شخصية المرأة التي تتشكل في أنساق شعبية، تسهم في تنميط بعض هذه الشخصيات من منظور أنها مستمدة من ثقافة دارجة، يصعب على السارد أو الساردة أن يتخلص منها أو يهمشها في الكتابة السردية المتغلغة في عالمي الممكن والمتخيّل.

وفي الختام فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور.