واشنطن - مات سبيتالنك (رويترز) - تعهد جمهوريون بارزون ببذل قصارى جهدهم لإثناء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إبرام اتفاق نووي مع إيران في حين تستعد أكبر جماعة ضغط مناصرة لإسرائيل لإطلاق حملة شاملة لإقناع المشرعين برفض الاتفاق.



ومع تزايد الضغوط لعرقلة الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في فيينا الأسبوع الماضي يعكف كبار المسؤولين في إدارة أوباما على حملة مضادة أمضوا فيها بالفعل ساعات في لقاءات ومحادثات هاتفية لإطلاع أعضاء الكونجرس على تفاصيل الاتفاق المقترح.

وأطلع وزير الخارجية جون كيري ووزير الطاقة إرنست مونيز ووزير الخزانة جاك لو كامل أعضاء الكونجرس بمجلسيه على تفاصيل الاتفاق في جلسات منفصلة مغلقة يوم الأربعاء ومن المقرر أن يحاولوا إبراز مميزات الاتفاق في جلسة علنية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الخميس.

وبعد أن بدأ الكونجرس يوم الخميس مراجعة للاتفاق تستغرق 60 يوما قال الجمهوري جون بينر رئيس مجلس النواب للصحفيين "نظرا لأن إبرام اتفاق سيء سيهدد أمن الشعب الأمريكي.. فإننا سنفعل كل شيء ممكن لمنعه."

أما أوباما فيؤكد أن عقد اتفاق مع إيران هو البديل الوحيد عن نشوب مزيد من الحروب في الشرق الأوسط.

ومارست إسرائيل ضغوطا على المشرعين يوم الأربعاء لعرقلة الاتفاق وعقد السفير الإسرائيلي رون ديرمر لقاءات خاصة مع مجموعة تضم حوالي 40 عضوا بمجلس النواب.

وصرح مسؤولون من المعسكر المؤيد لإسرائيل بأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) وهي أقوى جماعة ضغط مناصرة لإسرائيل ستنشر حوالي 300 من أعضائها في الكونجرس الأسبوع القادم لمحاولة إقناع المشرعين وخاصة الديمقراطيين الذين لم يحسموا أمرهم بالاعتراض على الاتفاق.

وذكرت المصادر المؤيدة لإسرائيل أن أيباك تنسق خططها مع جماعات حليفة مثل جماعة مواطنين من أجل إيران خالية من الأسلحة النووية التي ترعى حملة دعاية تلفزيونية عامة. وتوقع مصدر أن تنفق هذه الجماعات أكثر من 20 مليون دولار.

ويمهل قانون وقعه أوباما على مضض في مايو ايار الماضي أعضاء الكونجرس حتى 17 سبتمبر أيلول لاتخاذ قرار بشأن قبول أو رفض الاتفاق بين إيران والقوى العالمية والذي يهدف لكبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.


نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الامريكي تتحدث في سان فرانسيسكو - رويترز.

ويتمتع الجمهوريون بالأغلبية في مجلسي الكونجرس. ويعترض كثيرون منهم بقوة على الاتفاق الذي يقولون إنه سيمنح إيران قوة ويهدد إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.

ويقول البعض إنهم بحاجة لمعرفة المزيد.

من هؤلاء النائب الجمهوري دينيس روس الذي أوضح أنه يميل لعدم الموافقة على الاتفاق لكنه قال بعد عملية الإطلاع التي قام بها مسؤولون "أنا أكثر ميلا الآن لمعرفة المزيد والتحقق بنفسي."

لكن إذا اتخذ الكونجرس قرارا برفض الاتفاق فسيتعين على عشرات الديمقراطيين أن يصوتوا مع الجمهوريين لتفادي استخدام الرئيس الديمقراطي حق النقض وهو أمر غير مرجح في الكونجرس المنقسم على نفسه بقوة.

وعن الحملة القادمة قال مسؤول في إحدى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل "هي قفزة قوية لكنها ليست مستحيلة."

وأبدت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب تأييدها القوي للاتفاق. ومن بين الديمقراطيين البارزين الذين يأمل أعضاء جماعات الضغط المناصرة لإسرائيل في استمالتهم السناتور تشاك شومر وهو مؤيد قوي لأمن إسرائيل لكنه لم يعلن موقفه من الاتفاق.



وقال شومر للصحفيين وهو يغادر الجلسة إنه لم يتخذ قرارا بعد. وقال "هي مسألة خطيرة أدرسها بعناية وأعطيها الوقت الذي تستحق."

وصرح عدد من الجمهوريين بأن قلقهم لم يتبدد إزاء عدة قضايا وبخاصة إمكانية إعادة فرض العقوبات إذا انتهكت إيران الاتفاق وكذلك نظام تفتيش المنشآت النووية الإيرانية.

وقال السناتور الجمهوري تيد كروز الذي يسعى للتأهل لخوض سباق الرئاسة عام 2016 إن الاتفاق سيدر على إيران مليارات الدولار ستستخدمها في تمويل أنشطة إرهابية.

وأضاف: "هذا الاتفاق سيحول إدارة أوباما إلى أكبر ممول في العالم لإرهاب المتشددين الإسلاميين."

من: مات سبيتالنك وباتريشيا زنجرلي وإدريس علي