بروكسل (رويترز) - دعت ثماني دول بالاتحاد الأوروبي منها بريطانيا وأيرلندا وبولندا يوم الثلاثاء إلى توخي الحذر عند وضع قواعد لتنظيم الانترنت بينما تعد بروكسل مراجعة شاملة لسلوك شركات الانترنت العملاقة يمكن أن تؤدي الى إخضاعها لقواعد جديدة.



وفي رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يرأس هذا الأسبوع اجتماعا لزعماء دول الاتحاد وعددها 28 قال زعماء بريطانيا وأيرلندا والسويد واستونيا وبولندا وفنلندا وجمهورية التشيك وهولندا إن على الاتحاد أن يطبق القواعد المنظمة "حيث توجد أدلة واضحة على وجوب القيام بذلك."

وفي مايو أيار كشفت المفوضية الأوروبية النقاب عن استراتيجية السوق الرقمي الموحد وهي مجموعة مقترحات تهدف الى إزالة الحدود بين الدول امام الشراء عن طريق الانترنت وتحديث قواعد الملكية الفكرية ورفع الحظر على مشاهدة مقاطع الفيديو على الانترنت في الخارج.

وتشمل الخطة مراجعة للممارسات التجارية لعمالقة الانترنت مثل جوجل وامازون وفيسبوك وهي أساسية بالنسبة لاستراتيجية رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لتوفير فرص عمل داخل دول الاتحاد مما يمكن أن يؤدي الى تطبيق قواعد منظمة.

وكانت فرنسا والمانيا بين الدول التي تدعو بقوة الى وضع قواعد منظمة لشركات الانترنت حتى يتسنى للشركات الأوروبية الجديدة الأصغر حجما المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين مما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق من العام الحالي الى اتهام اوروبا بتبني موقف يؤيد اتخاذ إجراءات حماية.

لكن في الرسالة التي اطلعت رويترز على نسخة منها دعا الزعماء الثمانية الى التعامل بحكمة مع القواعد التنظيمية وفي الوقت نفسه حثوا على تقديم دعم سياسي قوي لاستراتيجية السوق الرقمي الموحد.

وكتب الزعماء في الرسالة "ليست هناك فرصة أفضل متاحة لنا لإحداث فرق في الاستثمارات والنمو والوظائف وإعطاء دفعة جيدة لقدرة أوروبا التنافسية مستقبلا على مستوى العالم."

وأضافوا "هذا يعني أيضا الحرص على التوازن عند وضع القواعد التنظيمية. من المؤكد أن السوق الرقمي الناجح لن يكون سوقا يخنق الإبداع أو الاستثمار او ريادة الأعمال."

وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة جوجل يوم الثلاثاء إن وضع قواعد منظمة للانترنت سيضر بشركات الانترنت والاتصالات على حد سواء.

وقال ثيو بيرترام مدير السياسة العامة في جوجل خلال مؤتمر في بروكسل "اذا سلكت اوروبا طريق وضع مزيد من القواعد المنظمة للانترنت فإن هذا سيجعلهم (المستثمرين) أقل ميلا لاستثمار المزيد في شركات خدمات الانترنت الأوروبية."