عدن (د. ب. أ) : أفادت مصادر يمنية عن وقوع مواجهات بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في الضالع. يأتي ذلك فيما تواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية وقوات الحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن خلفت قتلى وجرحى.



كشفت مصادر يمنية مطلعة عن نشوب مواجهات بين قيادات حوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في الضالع، بعد الهزائم التي منوا بها في المنطقة. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الثلاثاء (23 يونيو/حزيران 2015) عن المصادر قولها إن "خلافا حادا وقع بين قادة التمرد وميليشياته المسلحة عقب الهزيمة والخسارة الفادحة في الأرواح والسلاح في معركة فجر السبت في جبهتي الحجوف والسراو بلكمة لشعوب والعقلة شرق سناح بالضالع". وأضافت أن الخلاف تطور إلى تبادل اتهامات ومن ثم عراك ومواجهات مسلحة. غير أن مصادر في سلطة الحوثيين في صنعاء قالت للصحيفة إن الخلافات جاءت على خلفية نزاع على المشتقات النفطية ، في ظل أزمة الوقود.

أثناء ذلك شنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال، مساء الاثنين، ثلاث عمليات هجومية، استهدفت مقرات تابعة للحوثين، في محافظة ذمار، وسط اليمن . وقال المكتب الإعلامي للمقاومة في إقليم آزال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن العمليات التي اسٌتخدمت فيها قنابل يدوية، استهدفت مقرات استخدمها الحوثيون لعقد الاجتماعات وتخزين الأسلحة والذخائر. وقال إنه حتى اللحظة لم يتسن له التأكد من حجم الخسائر في صفوف الحوثيين.

وفي تعز أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في المدينة.

وعلى الصعيد الإنساني قالت منظمة الصحة العالمية اليوم انه تم الإبلاغ عن أكثر من 3000 إصابة بحمى الضنك في اليمن منذ اذار/مارس، مضيفة ان عدد الإصابات الفعلية قد يكون أكثر من ذلك بكثير.

وشلت الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية منذ اذار/مارس البنية التحتية للخدمات الطبية الضعيفة أصلا في اليمن، كما أسهم نقص المياه والنظافة في تدهور الوضع، بحسب ما صرح المتحدث باسم المنظمة كريستيان لينديمر للصحافيين.


رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم



دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.



استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.



هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.



تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.



أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.



الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.



وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".



أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.



ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.



الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..



..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .

الكاتب: وفاق بنكيران - DW