{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر 30 تَخْتَصِمُونَ
{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }الزمر31
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
حيث قال في حزنه على فلذة كبده الطاهرة إبراهيم
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون
وإني والله تأثرا بحزنه واقتداء به صلى الله وعليه وسلم
أقول عن فلذة كبدي عبد الله رحمه الله تعالى إن لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده لأجل مسمى
وإنا على فراقك ياعبد الله لمحزونون
والله إن مساحات الحزن والأسى وفجيعتي فيك ياعبد الله وتزاحم العبرات في صدري واجترارا التناهيد
تكاد من سطوتها تسحق أضلعي
وهي أصدق صدى ووقعا من بلاغة العبارات وكل معاني الرثاء
لعل من بعض عزائي فيك يابني أني رأيتك في مماتك باسما مشرقا لين الأطراف لدن الملمس
فطبت حيا وطبت ميتا يا عبد الله
والله إني راض عنك كل الرضى ولكني أغبطك وأفخر أنك أطول مني باعا وذراعا في صلة ذي القربى
وتفقد أحوال من استطعت من مستورات الأحوال من الأرامل والأيتام
لم أخشى يوما تفطر كبدي على أمر من أمور الدنيا وأنت وإخوتك تتقاسمون فلذتها ولكني وجدت نفسي طائعا محتسبا
أدس جزءا من كبدي بين الثرى واللحود فرحمك الله يافلذة من كبدي

لم يطيب لي المقام في المنزل الذي توفيت فيه ياعبد الله فبعته غير نادم بأبخس الأثمان
وهجرت الحي والجيران وتراودني نفسي لهجر جدة ومغادرتها إلى المدينة المنورة

ولقد تركت لي يافلذة كبدي فلذة غالية من كبدك هو إبنك الوحيد إبن البضعة شهور من عمره الذي أسميته على إسمي فعهدا لله مني ثم لك أن أتعهده فيما تبقى لي من عمر
كما تعهدتك صغيرا وله من بعدي الله ثم أعمامه الذين سيصلونك من خلاله حبا ووفاءا
وبما أن المبطون عند الله من الشهداء فإني لأرجو الله تعالى بعد شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يشفعك في والديك وإخوتك وأجدادك وقراباتك وصحبك وإني والله أعزي نفسي فيك أنك فارقت الحياة في سن الثالثة والثلاثين وكنت محافظا على صلواتك وخصوصا الجمع منها
وأختم مرثيتي فيك يابني أن يختم الله لي بخير وأن أكون أول اللاحقين بك من أسرتنا والفرحين بلقائك في مستقر رحمة الله تعالى