إثنا عشرة سنة مضت على رحيلك أبي الحبيب,,
ذلك الرحيل الذي خلف بعده فجوة لا تزال حتى الساعة شاغرة
رحلت وودعناك وودعنا معك كل شيء جميل
فما بقي بعدك من يسد مسدك
أبي الحبيب
تعهدت منذ غيابك أن أكتب لك الرسائل لعلها تخفف عني
وهاهي الرسائل صفراء أوراقها لم يقرأها أحد
مع كل رسالة ألقي فيها أحزاني وأبثك فيها لوعتي وحسرتي بعدك
فأقول الحمدلله أشعر بتحسن أكثر
لكن سرعان ما تعود تلك المشاعر يا أبي
فالمفقود أنت ,,
أيها الغالي الذي ما علمني كيف أتقبل العيش مع من هم سواه
أشعر أنني أختلف تماماً عن غيري من النساء
فللتو عدت من مجالس أمي وتجمعات أهلي والتي لا أزال منذ رحيلك أشعر بالغربة فيها
ليس هناك من يحل محلك أيها الغالي العظيم
عدت للبيت وألقيت بنفسي في حضن ولدي وقلت سأتعافى مما أنا فيه
ولكن هيهات يا أبي
فلا العيد بعدك هو العيد ولا الأيام والأفراح بعدك كما هي معك
لله المشتكى وعليه التكلان
ساعة من نهار كنا نمضيها بجانبك في يوم العيد تغنى عن سنوات كاملة
كنت لا أنام ليلة العيد وأعد نفسي للقياك
وأعرض عن معايدة الجميع قبلك
أسهر طوال الليل أخطط كيف لي أن أحتجب عن كل من حولي حتى لا أعايد قبلك أحد
وما أن يشرق نور النهار حتى أسابق الخطى لأتلقاك فور عودتك من المسجد
ما أروع العيد معك يا أبي
أفتقدتك وأفتقدت تلك الطلة البهية التي أبيع من أجلها المال والأهل والولد
ولتعلم أنه لايزال الوضع على ماهو عليه منذ فقدك أيها الغالي
ولا يزال مسلسل الرسائل إليك مني لا ينقطع
فاسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد
أن يجعل الفردوس الأعلى منزلك ويكتب أسمك في عليين
وينزلك مع الأنبياء الصديقين
ويربط على قلبي ويجمعني بك في مستقر رحمته


معذرة للجميع
ولكن وعد مني أن أكتب لكم عن أبي حتى تعذرونني فيه
فمثل أبي لا يتكرر
رحم الله ذلك العظيم وسائر موتى المسلمين