القاهرة - جيمس غالاغر (بي بي سي) عثر فريق باحثين على أدلة تفيد بأن مرض "اضطرابات ما بعد الصدمة" ظهر قبل الميلاد بـ1300 عام، وهو تاريخ يسبق بكثير ما كان يعتقده العلماء. وقام الباحثون - وهم من جامعة أنغيلا روسكين البريطانية - بتحليل ترجمات من الحضارة العراقية القديمة.


قام الفريق البحثي بتحليل ترجمات من الحضارة العراقية القديمة

وكشفت تلك الترجمات أن العديد من الجنود كانوا يرون "أشباح مقاتلين واجهوهم في المعارك"، وهو ما يتوافق مع الأعراض الحديثة لمرض اضطرابات ما بعد الصدمة.

ويرى الباحثون أن هذا ربما يكون قديما قدم الحضارة الإنسانية. وقال البروفيسور جيمي هامر هيوز، وهو مستشار الطب النفسي السابق لوزراة الدفاع البريطانية :"التوصيف الأولي لاضطرابات ما بعد الصدمة يعود غالبا للمؤرخ اليوناني القديم هيرودوت."

وفي إشارة إلى محارب في معركة ماراثون، التي وقعت في 490 قبل الميلاد، كتب هيرودوت:"فقد نور بصره فجأة على الرغم من أن شيئا لم يمسه."

لكن تقرير البروفيسور هيوز بعنوان " لا شيء جديد تحت الشمس"، أشار إلى وجود إشارات في آشور ببلاد الرافدين، تعود للفترة ما بين 1300 و609 قبل الميلاد.

أشباح
وفي تلك الفترة كان الرجال يقضون عاما في تمهيد الطرق وتشييد الجسور وإقامة مشروعات أخرى، قبل أن يقضوا عاما في الحرب، ثم يعودون لعائلاتهم لقضاء عام آخر، قبل أن تبدأ الدورة من جديد مرة أخرى.

وقال البروفيسور هيوز لبي بي سي :"أنواع الأعراض بعد المعركة كانت واضحة جدا، وهي ما يمكن أن نطلق عليها الآن أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة."

وأضاف "تحدثوا عن رؤية وسماع أشباح تتحدث إليهم، التي ربما تكون أشباح الأشخاص الذين قتلوهم في المعارك، وهذا تحديدا ما يعانيه الجنود في العصر الحديث، خاصة الذين يخوضون معارك متلاحمة ووجها لوجه مع العدو."

وظهر تشخيص وفهم مرض اضطرابات ما بعد الصدمة في أعقاب حرب فيتنام. وتابع هيوز :"كانت أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة موجودة بقدر ما وجدت الحضارة وبقدر ما وجدت الحروب. الأمر ليس بجديد في القرن الحادي والعشرين."