واشنطن - ويل دونهام (رويترز) - إنها ليست مجرد أنيابها هي التي جعلت من ضفدعة اندونيسية -تم اكتشافها حديثا- الجنس الفريد من نوعه على وجه الأرض.. بل انها الطريقة التي تنجب بها صغارها.



قال العلماء يوم الاربعاء إن هذه الضفدعة البرمائية الصغيرة القادمة من الغابات المطيرة بجزيرة سولاويزي الاندونيسية من جنس (ليمنونيكتس لارفابارتوس) هي الوحيدة من بين 6455 نوعا من الضفادع في العالم التي تلد مباشرة فرخا يسمى ابو ذنيبة (الشرغوف) ولا تتبع الطور المعهود لدورة حياة الضفادع وهو وضع البيض أولا.

وقال جيمي ماكجواير استاذ علم الزواحف والبرمائيات بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي وردت نتائج بحثه في دورية (بلوس وان) "PLOS ONE" العلمية "التكاثر في معظم الضفادع لا يختلف كثيرا عن مثيله لدى البشر. وفي هذه الحالة الفريدة فان الأمر المثير للغاية -ومن قبيل المفارقة- هو ان نمط التكاثر أكثر شبها بالانسان".

وعادة ما يكون لون هذه الضفدعة الاندونيسية بنيا او رماديا ويبلغ طولها نحو 40 ملليمترا وتزن أقل من خمسة جرامات وتنتمي للمجموعة الآسيوية من الضفادع ذات الانياب. وللذكور من هذه الضفادع بروزان يشبهان الأنياب على الفك السفلي تستخدمها الضفادع في القتال.

تعيش هذه الضفادع على حواف الجداول المائية الصغيرة والبرك الضحلة في أماكن معيشتها بالغابات المطيرة وتبذل قصارى جهدها كي تتجنب ان تقع فريسة لانواع اخرى أكبر من الضفادع ذات الانياب وأيضا الثعابين والطيور التي تتغذى على الضفادع الصغيرة.

ونمط تكاثر هذه الضفادع جعلها تختلف كلية عن أقاربها.

وقال ماكجواير "السواد الأعظم من الضفادع يتم الاخصاب فيه خارجيا. وأثناء عملية التزاوج يحكم الذكر الامساك بالانثى من وسطها بأطرافه ثم يفرز المني خارجيا فيما تبدأ الانثى في وضع البيض".

يمر هذا البيض بعد اخصابه بعدة مراحل منها مرحلة اليرقات في صورة ابو ذنيبة الذي يسبح في الماء وتكون هذه اليرقات بلا أطراف لكنها ذات ذيل يمكنها من السباحة في الماء.



ويقول ماكجواير إن هناك زهاء عشرة أنواع من الضفادع تعتمد على الاخصاب الداخلي. وجميع الضفادع -باستثناء النوع المكتشف حديثا في اندونيسيا- اما تحافظ على البيض المخصب واما تنجب ضفادع دقيقة الحجم تمثل نماذج مصغرة من البرمائيات اليافعة بعد ان مرت بالفعل بمرحلة ابو ذنيبة المعدلة عندما كانت في كبسولة البيضة داخل جسم الانثى.

أما انثى جنس (ليمنونيكتس لارفابارتوس) المكتشف حديثا والذي يعني اسمه اللاتيني "سابحات المستنقعات التي تنجب اليرقات" فانها تضع ابو ذنيبة بدلا من المرور بالاطوار الاخرى لمعظم الضفادع.

وقال ماكجواير "ولم يتضح البتة لماذا لم ينشأ هذا النسق من التكاثر بصورة متكررة".

وأضاف "عندما يتعلق الأمر بنشوء الضفادع وتنوعها فان تفسيري الأثير هو حدوث تباين مذهل في أنماط التكاثر. تبدي الضفادع جميع أنواع التباديل والتوافيق المثيرة".

ومضى يقول إنه توجد أنواع من الضفادع التي تبتلع بيضها وتحتضنه في امعائها حتى يفقس كما توجد أنواع أخرى يحتفظ فيها الذكر بالبيض في كيسه الصوتي وهناك أيضا الكثير من الانواع التي تحمل البيض وابو ذنيبة في جراب على الظهر او الجنب.