دويتشه ﭭيله : رسوم بدائية خاصة بحقبة ما قبل التاريخ تعود إلى آلاف السنين وتضم حيوانات وكفا بشرية مطبوعة عثر عليها في سبعة كهوف على جزيرة سولاويزي الأندونيسية، تسهم في إعادة كتابة تاريخ الفن.



قال علماء أمس الأربعاء (08 تشرين الأول/ اكتوبر) إنهم استعانوا بأسلوب بالغ الدقة لتحديد عمر رسوم ونقوش فينة تم اكتشافها في أندونيسيا تعود إلى 40 ألف عام، ووجدوا أن النقوش الفنية تضاهي في عمرها أقدم فنون معروفة منقوشة على الصخور عثر عليها في أوروبا التي يعتقد منذ زمن بعيد أنها مهد الانجازات الحضارية البشرية المبكرة والتي تجسدها رسوم الكهوف.

وقال مكسيم أوبرت من جامعة غريفيث الاسترالية وخبير الفنون البدائية "كان يعتقد من قبل أن أوروبا الغربية هي قلب الأنشطة الفنية البشرية المبكرة مثل رسوم الكهوف ومختلف صور الرسم الأخرى بما في ذلك الرسوم الرمزية قبل نحو 40 ألف عام."

وقال عالم الآثار توماس سوتيكنا بجامعة ولونغونغ الاسترالية إن حقيقة أن الناس في سولاويزي كانوا يقومون بذات العمل كمعاصرين لما يحدث في أوروبا تشير إلى أن رسوم الكهوف ربما تكون قد نشأت بصورة منفصلة عن بعضها بعضا وفي نفس الوقت تقريبا بشتى أرجاء العالم بما في ذلك أوروبا وجنوب شرق آسيا.


أحد الرسوم البدائية التي تم اكتشافها في اندونيسيا

وركزت الدراسة على 14 من رسوم الكهوف منها 12 لكف بشرية مطبوعة واثنان تصوران حيوانات منها ما يشبه الخنزير والأخرى لكائن بين الخنزير والظبي. ونقشت هذه الرسوم على كهوف من الحجر الجيري، وقد لون معظم هذه الرسوم بصبغة تعرف باسم الصلصال الأحمر لتظهر الرسوم باللونين الأحمر والتوتي. وكان الباحثون على علم بوجود مثل هذه الرسوم منذ عقود من الزمن إلا أنهم عجزوا عن تحديد عمرها. ويقدر بعض الخبراء عمرها بعشرة آلاف عام. واستعان العلماء بطريقة ترتكز على التحلل الإشعاعي لكميات ضئيلة للغاية من اليورانيوم في نتوءات معدنية صغيرة كانت قد تكونت على رسوم الكهوف.

وتضاهي أقدم الأعمال الفنية في سولاويزي -وهي عبارة عن كف مطبوعة عمرها 40 الف عام على الأقل- في عمرها أقدم صورة فنية معروفة منقوشة على الصخور عثر عليها في منطقة كاستيو باسبانيا. وعثر على رسوم لحيوانات في منطقتي شوفيه ولاسكو بكهوف في فرنسا يتراوح عمرها بين 26 ألف عام و18 ألف عام. ونقش الفنان البدائي الكف المطبوعة عن طريق رش الألوان حول الكف على أسطح الصخور.