واشنطن (رويترز) - يعلن الرئيس باراك أوباما يوم الاربعاء خطته لهزيمة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا في كلمة يوجهها للامريكيين قال البيت الابيض انها ستناقش عملا عسكريا امريكيا مباشرا ودعم القوات التي تقاتل هذا التنظيم في الدولتين.



وقال البيت الابيض في بيان قبل الكلمة ان الولايات المتحدة "ستنتهج استراتيجية شاملة لتفكيك وفي النهاية تدمير" تنظيم الدولة الاسلامية. وستجري متابعة الكلمة عن كثب لاستكشاف أي مؤشرات على مدى استعداد أوباما للتدخل مباشرة في سوريا التي تمزقها الحرب الاهلية والتي سعت واشنطن للاطاحة برئيسها.

ومن المقرر ان يتحدث أوباما الساعة التاسعة مساء يوم الاربعاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (الواحدة صباح الخميس بتوقيت جرينتش).

وقال البيان ان أوباما سيتطرق ايضا الى جهود ادارته لبناء تأييد دولي للخطة الامريكية بين الحلفاء ودول أخرى في المنطقة والعمل مع الكونجرس.

ويقول البيت الابيض ان أوباما لديه السلطة التي يحتاجها لاتخاذ اجراء ضد الجماعة السنية المتشددة التي تسعى الى اقامة دولة اسلامية واستولت على مساحات واسعة من الاراضي في العراق وسوريا. ويقول مسؤولون أمريكيون انه لا يوجد تهديد وشيك بهجوم ضد الولايات المتحدة لكن التنظيم ذبح اثنين من الرهائن الامريكيين في المنطقة في الاسابيع القليلة الماضية.

وحتى الان قامت الولايات المتحدة بضربات جوية محدودة في أجزاء من العراق بهدف زعزعة استقرار التنظيم واستبعد أوباما ارسال قوات برية أمريكية مقاتلة.

وقد يأمر أوباما بضربات جوية لقائمة موسعة من الاهداف داخل العراق كما أنه يبحث توجيه ضربات في سوريا أيضا بشرط ان تكون قوات المعارضة المعتدلة في وضع يتيح لها الاحتفاظ بالاراضي التي يتم تطهيرها من مقاتلي الدولة الاسلامية بواسطة الضربات الجوية.

واقترب أوباما من القيام بعمل عسكري مباشر قبل عام في سوريا لدعم ما تعتبره واشنطن قوات معارضة أكثر اعتدالا تقاتل الرئيس بشار الاسد لكنه تخلى عن ذلك بعد معارضة قوية في الكونجرس. وبعد انتشار مشاعر الاستياء في الولايات المتحدة بشأن تسجيل مصور لذبح صحفيين أمريكيين بواسطة الدولة الاسلامية الشهر المنصرم تراجعت المعارضة في الكونجرس.

لكن تقاعس واشنطن منذ ذلك الحين عن دعم الجماعات المعتدلة تركها ضعيفة ولم يتضح كيف ستتمكن الولايات المتحدة من تشكيل مثل هذه القوات بسرعة كافية لايجاد حليف عسكري مفيد على الارض.

وأظهر أوباما استعدادا للتدخل عسكريا في سوريا في عملية فاشلة في يوليو تموز لمحاولة انقاذ أمريكيين محتجزين رهائن لدى الدولة الاسلامية وقال في مقابلة أذيعت يوم الاحد ان واشنطن مستعدة لضرب زعماء التنظيم أينما وجدوا.

وقيام العراق بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة نسبيا يوم الاثنين مهد الطريق لعمل أمريكي أوسع لدعم القوات المسلحة العراقية والقوات الكردية في بلد دخلت فيه الولايات المتحدة في صراع عسكري مرير على مدى تسع سنوات بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. ‬‬‬‬ووصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى بغداد يوم الاربعاء للاجتماع مع الزعماء العراقيين وبحث جهود قتال تنظيم الدولة الاسلامية.

وأظهرت استطلاعات الرأي هذا الاسبوع ان غالبية الامريكيين يؤيدون القيام بعمل ضد المتشددين.

ووجد استطلاع للرأي أجري لحساب صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه.بي.سي نيوز التلفزيونية ان أكثر من 70 في المئة من الامريكيين يؤيدون توجيه ضربات جوية في العراق كما أيد 65 في المئة استخدامها في سوريا. وأظهر استطلاع للرأي أجري لحساب شبكة إن.بي.سي نيوز وصحيفة وول ستريت جورنال ان 61 في المئة قالوا ان العمل العسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية في مصلحة الولايات المتحدة.

ومازال يتعين على أوباما الذي انتخب في عام 2008 بوعد بأن يسحب القوات الامريكية من العراق وفعل ذلك بحلول نهاية 2011 ان يقنع الرأي العام وان يحشد تأييد الكونجرس.

والتقى أوباما مع أعضاء بارزين بالكونجرس يوم الثلاثاء ومن المتوقع ان يعقد مسؤولون بالادارة اجتماعات اوسع الخميس. وتتباين آراء المشرعين بشأن ان كان يتعين على الكونجرس ان يعطي تفويضا بأي عمل عسكري أوسع في المنطقة.

وقال النائب الجمهوري مايك روجرز الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس النواب لشبكة سي.إن.إن التلفزيونية إن كلمة أوباما مهمة ووصفها بأنها "بداية طيبة" لمحاربة تهديد خطير قائلا ان الرئيس يحتاج الى ترك مساحة لعمل محتمل آخر مثل ارسال قوات أمريكية خاصة.

وحذر السناتور انجوس كينج وهو مستقل يمثل ولاية مين وعضو بلجنتي المخابرات والقوات المسلحة من انه سيكون من المستحيل اخراج المسلحين المتشددين باستخدام القوات الجوية وحدها.

وقال لشبكة سي.إن.إن "ستكون هناك قوات على الارض. السؤال الوحيد هو هل ستكون هذه القوات أمريكية أم عراقية أم كردية."