(رويترز) - يبدأ العلماء في مطلع الاسبوع القادم عمليات تنقيب في كهف قديم في وايومنج بالولايات المتحدة به كمية وافرة من البقايا الحفرية النادرة الخاصة بحيوانات عاشت في حقبة ما قبل التاريخ مثل الماموث والذئاب المتوحشة.



ومن المقرر ان تبدأ عمليات التنقيب يوم الاثنين القادم وتستمر اسبوعين تحت اشراف جولي ميتشين عالمة الاحياء القديمة في جامعة دي موين. وقد ظلت هذه البقايا الحفرية محفوظة تحت ظروف جيدة للغاية.

وهذه أول عملية تنقيب يشهدها كهف (ناتشورال تراب كيف) Natural Trap Cave‬ بالقطاع الشمالي من وايومنج منذ بدء إكتشافه في سبعينات القرن الماضي.



ووجد العلماء في ذلك الوقت ان الكهف الذي يصل عمقه الى 85 قدما يمثل مستودعا طبيعيا لسجلات حفرية خصبة ربما ترجع الى 100 الف عام إلا انه لم يسبق ان شهد الكهف أي محاولة لعمليات تنقيب واسعة النطاق.

وأصبح الكهف -الذي تكون بعد انهيار صخور جيرية قاعدية أسفل جبال بيجبورن- مقبرة تضم رفات آلاف من الثدييات العتيقة التي زلت لتسقط وتنفق داخل مدخل الكهف الذي يبلغ اتساعه 15 قدما إلا انه اختفى بعد ذلك خلف الكساء النباتي.



وقالت ميتشين إن الاحوال الجوية داخل النفق الجوفي الذي يتسع عند قاعدته لمسافة 120 قدما تتسم بالبرودة والرطوبة مما يتيح درجة من ظروف حفظ الحفريات التي تتوافر وتقتصر عادة على الحفريات التي عثر عليها متجمدة في سيبيريا والمناطق القطبية.

وقالت في إشارة الى حيوانات مثل الإبل والسباع الامريكية والفهود وحيوان الماموث ذي الاهاب الصوفي والدببة مكتنزة الوجه "لقد سقطت في مبرد."

وتقود ميتشين فريقا من العلماء الدوليين وهم يدلفون من الحافة الخارجية لفتحة الكهف -التي تغطيها تكوينات معدنية قام بتركيبها منذ عقود مسؤولون اتحاديون- الى عمق الكهف حيث يقومون بشحن الحفريات في أوعية يتم رفعها الى أعلى.

ومن المتوقع أن يتيح تحليل الحفريات التي عثر عليها معلومات عن المناخ والغذاء والتنوع الوراثي للثدييات في منطقة أمريكا الشمالية وهي الكائنات التي اندثرت خلال حقبة العصر الجليدي منذ أكثر من عشرة آلاف عام.

وقالت ميتشين إن ثمة فرصة أيضا لاستخلاص استنتاجات ترتبط بنظرية متداولة مفادها ان الانقراض الجماعي يرتبط بدرجة أكبر بأنشطة الصيد الجائر التي قام بها البشر ممن تزامن ظهورهم في أمريكا الشمالية مع ظاهرة اندثار كان يعتقد منذ زمن طويل انها تعزى بدرجة كبيرة للاحوال الجوية.