روي أن أبي بن خلف قال بعد بدرٍ متهددا إن لي فرسا أعلفه كل يوما فرقا من ذرة أقتل عليها محمدا
ضل عنك المحال يا من تعنى ليس يلقى الرجال غير الرجال
بلغت مقالته رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة فقال : بل أنا أقتله عليها إن شاء الله وحالـــه
فأنتم وعدتم بالهدية قبلنا فكان علينا يا أُبيٌ ثوابها
وفي يوم أُحد قال صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم أبي فأذنوني فأنه كان لا يلتفت بالقتال وراءه شجاعة واي شجاعة،
أقبل أُبي راكبا فرسه التي زعم أنه سيقتل محمدا من عليها متدرعا بالحديد يبحث عن موته بنفسه يصيح باعلى صوته يا محمد لا نجوت إن نجوت يا محمد لا نجوت إن نجوت.
فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما كنت صانعا حين تلقى أُبي فقد أتاك وإن شئت قتلناه وكفيناكه فأبى صلى الله عليه وسلم أن يقتله غيره فصار حال الصحابة حين رفض
نوصيك بالبغل شرا فإنه ابن الحمار
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبادر أبي بل تركه يرعد ويزبد
وهو صلى الله عليه وسلم في غاية السكون والهدوء
وهدوء أمواج البحار تأهبٌ للمد يكتسح الشواطئ صرصرا
فلما دنى أبي من رسول الله أمسك صلى الله عليه وسلم الحربة ثم هزها وحاله
إقترب الوعد وحان الهلاك وكل ما تحذره قد أتاك
وانتفض رسول الله بالحربة والصحابة ينظرون إليه نظرة هيبة ووقار
فلولا إحتقار الإسد شبهتها به ولكنها معدودة في البهائم
وهز رسول الله الحربة بيده حتى اذا رضيها ضربه بها في فرجة بين بيضته ( البيضة هي غطاء الراس من الحديد يلبسها المحارب في المعركة)ضربه في فرجة بين بيضته ودرعه فقتلعه من على فرسه وسقط على الأرض يخور كما يخور الثور وهو يصيح قتلني محمد قتلني محمد ، وجاء أصحاب أُبي يقولون له أبا عامر والله ما بك من بأس ولو كان الذي بك بعين احدنا ما ضره ،فقال والات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذِ المجاز لماتوا أجمعين أليس قال لأقتلنه والله لو بصق على لقتلني فمات في طريق عودتهم الى مكة ابعده الله.
منقوول..