السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته ،،

اشتعلت الردة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)،

وأطلت برأسها في أرجاء الجزيرة العربية، وأحدقت الأخطار بالمدينة،

وطلب أسامة من الخليفة "أبو بكر" أن يؤجل إرسال الجيش؛ حتى تسكن الفتنة، وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه من الأمن والاستقرار،

غير أن الصديق رأى غير ذلك؛

فلم تهز الفتنة نفسه، أو تزلزل كيانه، رغم ضراوتها وشدتها؛

فكان أثبت الصحابة جنانًا، وأهدأهم نفسًا؛

فأصر على إرسال جيش أسامة،

وقال:

"والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفتني لأنفذت بعث أسامة، كما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته".


نظرة صائبة وقرار حكيم يا صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وخليله
فالروم لو لم يسير إليها جيش أسامة لقوية شوكتهم وأستهانوا بالمسلمين بعد وفاة القائد الأعظم
والعامة من المسلمين والمحيطين بالمدينة لو لم يرسل جيش أسامة والوضع مضطرب بسبب حروب المرتدين
لأستضعفوا شأن هذه الرسالة بموت صاحبها
فقد وفق الله جل شأنه أبي بكر الصديق
لإنفاذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم