((( الحجـــــــــــــــــــاب عبادة وليس عادة )))






لما نزلت آية الحجاب ما أصبح في المدينة من إمرأة وهي تكشف وجهها
الله أكبر هل تتخيلون مثلي الأمر
كانت النساء تسير في الطرقات بدون غطاء ولا أردية
ونزلت آية الحجاب وعلموا بالأمر فسمعوا وأطاعوا ونفذوا
هذا هو الإيمان والإسلام والتسليم
ومات الصحب الطاهر ومن تبعهم من الخلف الطيب
وتوارثت الفئة الصالحة أمور دينها وحفظتها عنهم
وكان التمسك بها دلالة على سلامة فطرة السابقين وصحة منهجهم وهو الأمر الذي
أعيا أعداء هذا الدين وأحبط كافة محاولاتهم
ومع مرور السنوات وتعاقب الأيام وإبتعاد الناس عن دينهم تمكن العدو بمعاونة خونة هذا الدين
من بعض الممالك الإسلامية فنزع الحجاب الذي طالما تميزت به المرأة المسلمة على من سواها
وحذر من حذر ونبه من يحمل هم هذه الأمة فألفوا الكتب والأشعار لعلهم يحييون عزائم تردت في نفوس بعض المحسوبين على هذه الأمة
ولكن مضى عليهم الأمر
وبقيت المرأة في بلادي ميزة وعلامة بتمسكها بحجابها حتى
خرج علينا أشباه رجال محسوبين على مجتمعنا
يرضون بالذي نراه اليوم ويحز في نفوسنا

(أختي المسلمة:

إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه الحجاب،
ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة،
وأنه كبت لها وتقييد لحريتها،
ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالحجاب،
بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر،
وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الساذجات،
وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها،
فاحذري أختي المسلمة:

أن تنخدعي بمثل هذا الكلام،
وكوني معتزة بدينك متمسكة بحجابك،
وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير،
وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله ،
وليس مجرد عادة يحق للمرأة تركها متى شاءت،
وأنه عفة وطهارة وحياء.



أختي المسلمة،

إن الله تعالى عندما أمرك بالحجاب إنما أراد لك أن تكونٍ طاهرة نقية بحفظ بدنك وجميع جوارحك من أن يؤذيك أحد بأعمال دنيئة أو أقوال مهينة،
وأراد لك به أيضا العلو والرفعة.
فالحجاب تشريف وتكريم لك وليس تضييقا عليك،
وهو حلة جمال وصفة كمال لك،
وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك،
وهو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات.
فإياك إياك أن تتساهلي به أو تتنكري له،
فإنه - والله - ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه،
وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضا وقربا من الله، واحتراما وتقديرا من الله.


وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين –حفظه الله تعالى- عن صفة الحجاب الشرعي،

فأجاب حفظه الله بقوله:

القول الراجح أن الحجاب الشرعي أن تحجب المرأة كل ما يفتن الرجال بنظرهم إليه،
وأعظم شيء في ذلك هو الوجه،
فيجب عليها أن تستر وجهها عن كل إنسان أجنبي منها،
أما من كان من محارمها فلها أن تكشف وجهها له.


وأما من قال إن الحجاب الشرعي هو أن تحجب شعرها وتبدي وجهها…

فهذا من عجائب الأقوال !!

فأيما أشد فتنة: شعر المرأة أو وجهها؟!

وأيما أشد رغبة لطالب المرأة أن يسأل عن وجهها أو أن يسأل عن شعرها؟



كلا السؤالين لا يمكن الجواب عنهما إلا بأن يقال:

إن ذلك في الوجه.
وهذا أمر لا ريب فيه،
والإنسان يرغب في المرأة إذا كان وجهها جميلا ولو كان شعرها دون ذلك،
ولا يرغب فيها إذا كان وجهها ذميماً ولو كان شعرها أحسن الشعر،
ففي الحقيقة أن الحجاب الشرعي هو ما تحتجب به المرأة حتى لا يحصل منها فتنة أو بها،
ولا ريب أن متعلق ذلك هو الوجه


فيا حسرتاه …

ترى كم فقد بعض الرجال من رجولتهم حتى أصبحوا أشباه رجال لا رجالاً،

فويل ثم ويل لأولئك الذين لا يعرفون كرامتهم،

ولا يحفظون رعيتهم،

ولا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من النساء،

ولقد توعد رسول الله من فرّط في حق رعيته فقال:

{ ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة }.



فيا أيها الرجال إن أعراضكم كأرواحكم وقد فرطتم بها كثيرا، فأهملتم الرعاية،

وضيعتم الأمانة،

وركبتم الخطر،

وإن تهلكون إلا أنفسكم وما تشعرون أفلا تعقلون وتتوبون إلى ربكم وتحفظون نسائكم. )



ما بين القوسين مقتبس من محاضرة
الحجاب.. الحجاب يا فتاة الإسلام
دار الوطن