السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته ،،
قبل أن يوارى جثمانه الطاهر تحت الثرى
وقبل أن يدفن رأسه في اللحد
بكيت حتى كادت تخرج روحي مع دموعي لفقد الشيخ الجليل
إنا لله وإنا إليه راجعون
فقررت أن نبدأ الإبحار في سيرة العلامة ونسطرها
سنسطرها ونحن في أوج حزننا لفقده لعلها تسرّي عنا
وأي سيرة هي سيرته رحمه الله وجعل الفردوس له نزلا



كلما قرأت حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله
خطر لي الشيخ العلامة ابن جبرين
فقد كان رجلا لا يخاف في الله لومة لائم
ينطق بالحق غير آبه بمن وراؤه
يقف في وجه الضلالة وأهل البدع ويفتي ويحكم محكماً كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
لا يداهن في الدين ولا يخشى من النطق بالحق المبين
ولعل في تأريخ معاديه كشف بهذه الحقائق
فما وجدنا يعاديه فينا سوى أولي البدع والمارقين من الدين والمرتدين على أعقابهم
والكفرة الملحدين الفجار

من كل أمر عظيم ورثناه عن خير البشر وصحابته والتابعين
أخذ نصيبه منه
فله في العلم مسار ومسيرة سطرها بيننا ولا تزال بفضل الله باقية كعلم ينتفع به في مثل هذا اليوم
وله في الزهد دروب تتعب من بعده فلم يكن ممن يسعى للشهرة ولا الجاهة والوجاهة
عاش بسيطاً وخالط البسطاء من الناس ومات بينهم
وله في العمل الذي يوافق القول نماذج سندرجها ليتعلم منها الباحثين عن المنهج الصحيح

في حلقات متتالية سيكون لنا معكم مواعيد نلتقي فيها على ضفاف سيرة هذا العلم
غفر الله له وأكرم نزله وغسله بالماء والثلج والبرد