المنتقد - أرجو قبول هذه البيتين

كل شيء غير ربك والعمل = لو تزخرف لك مرده للزوال
ما يدوم العز عز الله وجل = في عدال ما بدا فيه امتيال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كفّيتو ووفيتو وجمل الله حالكم

***

لم أعلم باهتمامكم بقصة كل قصيدة
فأرجو قبول اعتذاري

***

فهمت من بعض قراءاتي بأن
ابن مويم وابن لعبون من وداعين آل زايد
واليوم ،، أزيدكم عمّا سبق قليلاً – مشكورين

***

يقولون: بن لعبون
أمير شعراء الشعر النبطي
هو: محمد بن حمد بن محمد بن لعبون
المـولد: حرمة، سدير، عام 1205هـ
نشـأته: نشاء في حجر والده الأديب والمؤرخ متذوقاً علومه، وتنتقل معه ومع عمه من حرمة إلى ثادق بالمحمل حتى تجاوز السابعة عشر، فاستقر بالزبير 22 عاماً، وعاش آخر عامين من حياته بالكويت، تولع بالشعر والأدب منذ صغره. تولع بالأدب الشعبي، ونبغ في الشعر النبطي وأبدع فيه، مركزاً على الهوى في شبابه. يتدفق شعره بمعاني الرقة والعذوبة، وأبدع في الغزل فأمتع سامعيه. ادخل على السامري أدوارا وأنغاما جديدة سميت باللعبونيات، مما جعله أمير شعراء الشعر النبطي.

وفاتــة: توفي في الكويت سنة 1247 هـ بالطاعون الذي شمل العراق، وليس له أبناء يرحمه الله

يُقال: في يوم خروجه من ثادق اشّرت عليه امرأه وقالت: هذا ابو قذيله اللي يقصد، فارتجل:

أبو قذيـــلة ما وقف عند بابك = ولا هوب فصّخ واحد من ثيابك
انتي حصـاة الدرب كلن وطابك = حتى الأجانب جـو يدلون بابك

قيل عن وفائه لمحبوبة له: ظل وفيا لها، والتي اختار لها اسما مستعار (مي) وأستمر يردد هذا الاسم أملاً بها، وصارت حليلة لأحد مشايخ المنتفق، خطبها ابن لعبون بعد وفاته فرفضه أهلها، وزوجوها لأحد لعربي متغلب في ديلم في إيران. عندها، يئس ابن لعبون منها فبث ما بصدره في قصيدة عاطفية اختلطت أبيات اللوعة فيها بأبيات الهجاء ضد أهبها وضد زوجها ودعاءه بأن تدك النيازك ديلم، مختتِما قصيدته بالإفصاح عن اسمها حيث يقول:


والله لولا الحيا واللوم = لاصيح واقول يا هيله

ابن لعبون والزبير: جاء إليها في 1222هـ وخرج منها عام 1243هـ كان هجائه للزبير من تأزمات نفسيه مرت عليه وهو في فيها على ثلاث مراحل: ضيق الحال، وزواج (مي) الثاني، وعداوة ابن زهير له فطره.

الأولى: بداية سكنه فيها عام 1222هـ حتى تعلق بمي، وإنتظام أجوائه الجمالية عام 1228هـ، كانت فترة مغمور لم ينصهر فيا اجتماعيا، وبقاء علاقته بأبناء عمومه كونه معدماً وصغيراً لم تبدو مواهبه، حيث يقول:

البارحة بالدار صارت ضغاين = بيني وبين الدار ومكالمن شين

الثانية: منذ عام 1239هـ (17 عام من اقامته بالزبير). حيث زواج مي من الديلمي ورفض أهلها زواجها منه، وإحساسه بجفاء الكبار له من أهل الجاه والتعصب الديني لكثرة لهوه، أحس بأنهم يغيبونه في المجالس، فجاشت قريحته بقصيدة مطلعها:

لو با تمنى قلت يا ليت من غاب = عمّا جرى باللوح واللي كتب به

إلى قوله:

رجالهم ما يسفه إلا إليا شاب = مثل القرع يفسد إليا كثر لبّه
صدوقهم عندي خنوبن وكذاب = والبحر مثل الليل ما ينشرب به
ضراغمن عند الخوندات واطواب = واليا طلع للدو تلقاه دبّه
إلى ان وصل:

أهل العمايم والنمايم والأصحاب = مِد الحبل في ذمّهم واحتطب به
بعدها توجع من رحيل مي إلى الشرق = خف القطين وحين قوضن الأحباب
هبت لنا من نسمة الشرق هبه = حامل هواها القلب في ليل الاتعاب
حمل ثقيل ما ادري وين ابى اذبه = لو صار في قبرن ومستور بتراب

كان ألحقه يا بن حمد واصطحب به ... ... ...

الثالثه: قصة طرده من الزبير ظاهرها اللهو، وباطنها عداء ابن زهير له، حيث صب ابن لعبون غضبه على ابن زهير، ووشاية المجتمع المحافظ من اهل الزبير به، فقال قصيدته الدالية مخاطباً بها ابن ربيعه:

ذا حس طار او ضميرك خفوقه = يدق به من نازح الفكر دقاق
الحي هو حيّك وطابت وفوقه = والدار هي دارك وهذيك الاسواق
ياعبيد خل اللي تشكل بسوقه = شيخ وهو عبد يذكّر بالاعماق

فالمقصود بها هو ابن زهير،
ثم صعق ابن زهير بوصفه له:

العبد عبد هافيات عموقه = ان جاع باق عمومته وان شبع ماق
والحر حر ينهضنه سبوقه = والبوم يلعي في الخرابات خفاق
قم لا رعاك الله وقرب سبوقه = ثم ارفعه عن دار غاقه وغرناق

شمل هجاءه الزبير وسكانها:

بع بالهجر وصال حي تشوقه = دار عساها للزرايا بتيفاق
دار الشنا للي بها والمعوقه = ما تنبغي لو هي على سبع الاطباق
دار بها الوالد كثير عقوقه = واللي يعقونه مصلين الاشراق
تلقى بها هذا على ذا يسوقه = الله يعزك والخوندات بسحاق
راعي الوفا منهم عميله يبوقه = وتلقاه حلاف مهين وملاق

***

ومن روائع شعره العجيب
قصيدة لا تحتوي على نقاط

احمد المحمود ما دمع همل = أو عدد ما حال وادٍ هم سال
أو عدد ما ورْد ورّاد الدحلأ = ورمى دلوه وما صدّر ومال
أو حدا حاد لسلمى أو رحل = سار هاك الدار أو داس المحال
أحمده دوم على حلو العمل = سامع الدعوى ومعط للسوال
ما على راك لعا و اعلى ومال = حاول الطاعه على ما صار حال
ما حلا لولا صدور له وهل = لو ورد ما عدها الما له أطال
ما رد حاله على حال الوحل = رطالما حسّه لروحه لا محال
راد رود للمها سمه سحل = عاد صل لسّعه سل وآل
ما دعى مارود دمعه لو هطل = لا ولا مسراه عاد للهمال
ما ورا ما هو عصى وال المهل = مالك العالم وعلام الأحوال
ماسك صارم هلاكه والكسل = ماسك لعراه معدوم العدال
عادم علم الهدى ماله وهل = الدهر دوم على طول الآمال
ما وراهم كود هدم الامل = للملا حارس وللارواح سال
لو عطاه أو مهله ماله مهل = هل على طول الدهر عمر اطال

قصيدة ابن جلق

ما طرق فوق الورق يا بن جلق = زور كف فوق كف ما يليق
كلما هب الهوى له واصطفق = حمله بفراقهم ما لا يطيق
حته المضنون به حت الورق = من شفا روحه عليهم في مضيق
تنتحي رايات حربه وانخنق = مع نظير العين في طق وطقيق
ادعته غمس الليالي مطرق = للعدو وان مر في ثوب الصديق
لو رموها بالحرق عقب الغرق = ما سلت يا ابن جلق عن ذا الطريق
فيه مصروف الغواني لو مرق = رايح يطّاف بالبيت العتيق
طاير عاقه مقادير التفق = بالهوى واليوم يا نعم الرفيق
اسأل الأطلال عن سود الحدق = حيث علمك بالطلل علم وثيق
ما عليك إن خلت براق برق = من ثنايا دار أهل وادي العقيق
قانيات العاسهن مثل الدنق = زرقة واجياد تلعات عنيق
محصنات ما علقهن الدبق = ما كشف غراتهن كود الابريق
لفتة العزلان وبطون السلق = والمعارف من خوافي ريش هيق
شايلات مثل شيشات العرق = ناعمات والخمر خمر عتيق
خيلهن تشربك يا حلو المرق = جيشهن ياكلك بالخبز الرقيق
كنهن ياطن على اطباق الزلق = إن علاه الطل أو نوض الطريق
ميسرات بالتماني والجوق = كنهن للي برجواهن شفيق
دوحة البرهام وظلال الغوق = من قعد في ظلهن ما فك ريق
راكبات في طبق عالي طبق = من زعانيف الهوى قلبي خفيق
رحت الومه في هواهن وانطلق = مدمع له سال من بحر عميق
ضارباته في عصاهن وانفلق = كل فرق ظل كالطود العتيق
اترعن كاس الهوى لي واندفق = كاس عذري الهوى راعي الحريق
غرد الحادي بصوته بالبلق = ينهم الاضعان عجلات اللحيق
يا رحي يُلهى لها كف الفلق = دارها الافلاك والدنيا دقيق
ناشت العربان والشمل افترق = في فريق حال من دونه فريق
شتت الخلان وادعتهم طقق = ركبة الماشوم لحصان سبيق
سيف غارات الليالي و؟!؟ق = مغفر السلطان وخوٍ له شقيق

قصة قصيدة يجهاها الكثير:
امرأة كانت ترقص في حفل خاص،
رفعت حجابها له عندما لحظته،
فجأة رأي ابن لعبون أخاها مقبلاً،
فأراد أن يلفت انتباهها لإعادة حجابها،

فقال:

يا علي صحت بالصوت الرفيع = يا مره لا تذبين القناع
يا علي عندكم صفراً صنيع = سنها يا علي وقم الرباع
نشتري يا علي كان انك تبيع = بالعمر مير ما ظني تباع
شاقني يا علي قمرا وربيع = يوم أنا آمر وكل أمري مطاع
يوم أهلنا وأهل مي ٍ جميع = نازلين ٍ على جال الرفاع
ضحكتي بينهم و أنا رضيع = ما سوت دمعتي يوم الوداع
هم بروني وأنا عودي رفيع = يا علي مثل ما تبرى اليراع
طوعوني وأنا ماكنت اطيع = و غلبوني وانا قرم ٍ شجاع
دون مي الظبي و ام الوضيع = و الثعالب و تربيع الشراع
راس ريع ٍ دخل في راس ريع = مستطيل ٍ و وديان ٍ وساع

من مرثياته في محبوبته
التي ظل وفياً لها طيلة حياته،
علِم بوفاتها وهي في طريقها للحج،
رثاها برائعة ولم يرثي بعدها أحداً

سقى صوب الحيا مزن تهامى = على قبر بتلعات الحجاز
يعط بها البختري والخزامى = وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنى راعبيات الحماما = على ذيك المشاريف النوازي
صلاة الله مني والسلاما = على من فيه بالغفران فاز
عفيف الجيب ما داس الملاما = ولا وقف على طرق المخازي
عذولي به عنود ما يراما = ثقيل من ثفيلات المراز
أبو زرق على خده علاما = تحلاها كما نقش بغازي
عليه قلوب عشاقه ترامى = تكسر مثل تكسير القزاز
الا يا ويل من جفنه على ما = مضى له من لذيذ النوم قازي
تكدر ما صفا يا ما وياما = صفا لي من تدانيها المجازي
ومن قلبه إلى هب الولاما = يجرونه على مثل الخراز
ليالي مشربي صفو المداما = وثوب الغي منقوش اللطراز
مضى بوصلها خمسة عواما = وعشر كنهن حزاة حاازي
بفقدي له ووجدي والغراما = تعلمت النياحة والتعازي
وصرت بوحشة من ريم راما = ومن فرقاه مثل الخاز بازي
عذولي في هواها بالملاما = يعزيني وانا ما نيب عازي
وكل البيض عقبه لو تساما = فلا والله تسوى اليوم غازي
سلينا لا حلال ولا حراما = عليهن الطلاق بلا جوازي
حياة الشوق فيها والهياما = وجعد فوق منبوز العجازي


قصيدة توبته عند قرب منية:

كل شيء غير ربك والعمل = لو تزخرف لك مرده للزوال
ما يدوم العز عز الله وجل = في عدال ما بدا فيه امتيال
والذي ينقاد بزمام الأمل = لا تغبطه في زغتري لهبال
استغفر الله عن كثر الزلل = واستعين اعنايته في كل حال
زاح دهرك يا محمد بالغزل = والغزال اللي تهزا بالغزال
والخدود اللي كما وصف السجال = نكستك بالسقم نكس الهلال
والجبين اللي بروقه تشتعل = مع جعود كنها داج الليال
والنهود اللي غذتك بالمهل = والمرض منها ومن قبل الحمال
رنة الخلخال تحدث لك وجل = مع كمالك ما استحيت امن الرجال
واهل ذاك البيت من هذا النزل = داستك خفراتهم دوس النعال
كم طرقت لبابهم عجل خجل = للطوافة وانت ما تبغي السؤال
ما طرق فوق الورق أو من أجل = قال من لولا الهوا ما كان قال
عن سفاهك في هواهم لا تسأل = يا محمد ما بقى فيك احتمال
عاشروك فليت من يلقى بدل = عشرته وياك يا بيس البدال
توبة لله عن ذيك النجل = والردوف اللي كما نفد الرمال
والشفايا اللي كما ذوب العسل = من جنى جناتها السلسال سال
عاطلات الريم وادمي الرمل = مع نباته ظلهم عندي ظلال
توبة المغتر حاط به الأجل = بالعجل يا أيها الراجى محال
بادره مادام لك فيها مهل = فالمنايا رايحات بك عجال
واسأل اللي يستجيب لمن سأل = هو يجيبه محتفى بك حيث قال
واسأله باسرار ما جاب الرسل = واسمه المخزون في علمه تعال
والملائكة الكرام أهل المحل = وأولياه الموصلين به الحبال
يسمح اللي فات في وقت الجهل = واسع الغفران وان ضاق المجال
غافر الزلات حي لم يزل = لو ذنوبك راجحات بالجبال
العفو والصفح هو للصفح اهل = والكرم والجود جوده والنوال
ياهل التقوى ويا ضافي الفضل = طلبةٍ لي من عطاياك الجزال
من روايح رحمتك عل ونهل = لهل حسن الظن بك يا ذا الجلال
والسموحه منك يوم لم تزل = جملة الأجسام في قبري يهال
فإن ذا الدنيا كما ضرب المثل = والحياة ابها كما طيف الخيال
والعزيز ابها يذل وينخذل = ويبتلي فيها وما فيها وبال
كم رأينا من نعيم واضمحل = مع حبيب نازل فيها وشال
يا عديم الرأي لو هي بالعقل = ما سوت عندك على بختك عقال