مركز DW الإعلامي : رحل عن عالمنا الشاعر اللبناني أنسي الحاج عن عمر ناهز 77 عاما. ويعد الحاج واحدا من رواد قصيدة النثر، وله إسهامات أدبية كبيرة في العالم العربي. وقد قال عنه الشاعر أدونيس: "أنسي هو الأنقى بيننا"، تعبيرا عن صفاء شاعر كبير.



"لن أكون بينكم، لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع ستكلّل رأسي، وشجر البرد سيكويني وامرأة باقية بعيداً ستبكيني وبكاؤها كحياتي جميل"،بهذه الكلمات نعت جريدة الأخبار اللبنانية واحدا من أهم أقلامها الصحفية: أنسي الحاج.

ولم يكن أنسي شاعرا عاديا، فبالإضافة إلى كونه واحدا من رواد قصيدة النثر العربية، تميز بلمسة شعرية خاصة. أنسي الحاج "يؤمن أن أدوات النثر تعمل لغايات شعرية ليس إلا، فهو لا يستعير من تراث الشعر شيئاً يتوكأ عليه في قصيدة النثر، لكنه يخلق من النثر شعراً. هو يعرف أكثر من كل الشعراء أن النثر وحده فيه كل مقومات الشعر"، كما كتب عنه الشاعر المصري جرجس شكري قبل أسبوع في مجلة أخبار الأدب.

ويقول عنه الكاتب العراقي حسين الموزاني المقيم في برلين: بأن ديوانه الأول "لن"، الذي أصدرته مجلة شعر اللبنانية سنة 1960، نقطة فاصلة في تاريخ الشعر العربي الحديث، وخاصة فيما يسمى بقصيدة النثر."

كلمات حزينة في وداع أنسي
الكثير من الشعراء من المحيط إلى الخليج عبّروا عن عميق حزنهم لفقدان واحد من "رسل الشعر"، كما يحلو للكثيرن وصفه، مستحضرين ديوانه الشعري "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع."

أسرة تحريرجريدة "الأخبار اللبنانية" كتبت: "ننعي شاعرنا الكبير أنسي الحاج الذي خسر عند الواحدة من بعد ظهر اليوم معركته الشجاعة في وجه المرض. لكنّه خالد كالشعراء الكبار، باق بكلماته وإضافاته في ذاكرة الشعر العالمي، وفي وجدان الأجيال العربية مشرقاً ومغرباً وخليجاً."

"وداعا أنسي الحاج"، هكذا كتب الشاعر اللبناني اسكندر حبش على صفحته في الفايسبوك، متذكرا سطرا شعريا للشاعر الراحل: "فغسل الشتاء ندمي وحرقه الصيف." كما كتبت الشاعرة العمانية ريم اللواتي "لم يخيب الموت ظن 2014"، تعليقا على رحيل الشاعر الكبير.

قامة شعرية عالية
ولد أنسي الحاج عام 1937، وهو ابن المترجم والكاتب لويس الحاج. بدأ حياته الأدبية عن طريق نشر قصص وأبحاث في المجلات الأدبية عام 1954. غير أن إسهامه الحقيقي بدأ سنة 1957 عندما اشترك رفقة يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة شعر.


أدونيس: "أنسي هو الأنقى بيننا"

كما ساهم أنسي في تطوير العمل الصحفي الثقافي من خلال إصداره للملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة النهار اللبنانية طيلة عشر سنوات، رفقة شوقي أبي شقرا. هذا وشغل منصب رئيس تحرير نفس الجريدة من 1992 وإلى غاية استقالته عام 2003.

يقول عنه الشاعر السوري الكبير أدونيس: "معك، يا أنسي، يزداد إستمساكنا بحبل الرؤيا، يتّسع أسلوبنا في التعبير عنها، وينمو ويغنى، يصبح لنا نوع آخر من الشعر، ومن النثر أيضاً."