تبكي على خطبٍ أصابَ شديـدُ
تبكي وفرطُ الحزنِ كيفَ يفيدُ ؟

تبكي على لغةٍ جفاهـا أهلُهـا
ويُظَنُ عن جهلٍ بهـا التعقيـدُ

حتي غدت للناسِ محضَ طلاسمٍ
وأصابهـا بمعاجـمَ التصفيـدُ

اختارها ربـي لسـانَ كتابـهِ
أتري الكرامةَ بعد ذاك تزيـدُ ؟

واليوم نسمعُ جاهليـنَ يقودهـمْ
أعداؤُهـم فكلامُهـم تـرديـدُ

إذ قـالَ قائلُهـم بكـلِ تبجـحٍ
"لغةُ العدوِ تفوقُهـا وتزيـدُ !"

إن كنت ذا ذوقٍ فذوقك فاسـدٌ
هيهاتَ ! لكـن دأبـكَ التقليـدُ

ويقول "حتامَ التمسـك بالـذي
أفنته أزمنـةٌ فليـسَ يعـودُ ؟"

اللهٌ يحفظهـا بحفـظِ كتـابـهِ
فاعملْ على هدمٍ فأنتَ شديـدُ !

ولئن رأيت الناس كلهـم أَبَـوا
لغتي وقالوا "أحمـقٌ وبليـدُ !"

سأظل أسبح في ظلالِ بيانهـا
سيصيبُ قومي بعدها تشريـدُ

وتحير بيـن اللغـات مشتـتٌ
ويظل في قلبـي لهـا تغريـدُ

لا تبك يا لغتي ولا تتحسـري
إن الذين أبـوا شـذاك عبيـد

لغتي سأبقي ما حيـت متيمـا
إني أحبـك والقصيـد شهيـد

مع خالص التحية لقائلها