الامم المتحدة (رويترز) - شكرت الامم المتحدة هوليوود لنشرها الوعي بالجرائم التي ترتكب في حق التراث في الصراع السوري في فيلم (رجال الاثارThe Monuments Men) وذلك في الوقت الذي يحاول فيه العالم وقف نهب التراث السوري اثناء الحرب الاهلية المستمرة منذ ثلاثة اعوام.



وقال فرانسيسكو باندارين المدير العام المساعد في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يوم الاربعاء إن المنظمة بدأت الشهر الماضي تدريب مسؤولي الجمارك والشرطة في دول لبنان وتركيا والاردن المجاورة لسوريا على البحث عن التراث المهرب من سوريا.

وقال باندارين إن فيلم هوليوود الجديد - الذي يتحدث عن قصة خبراء مكلفين باستعادة كنز فني سرقه النازيون اثناء الحرب العالمية الثانية - سيساهم في نشر الوعي العالمي بشأن التجارة غير المشروعة في التحف المسروقة اثناء الصراعات الحديثة مثلما هو الحال في سوريا ومالي وليبيا.

وقال باندارين عن الفيلم الذي يفتتح في امريكا الشمالية غدا الجمعة ويقوم بدور البطولة فيه النجوم جورج كلوني ومات ديمون وبيل موراي وكيت بلانشيت "أود ان اتوجه بالشكر إلى هوليوود للفت انتباه العالم إلى هذه القضية لانه في بعض الاحيان تكون هوليوود اكثر قوة من نظام الامم المتحدة بكل هيئاته مجتمعة."


اعمدة مدينة تاريخية في صحراء سوريا
صورة التقطت يوم 12 نوفمبر 2010.
تصوير: خالد الحريري
- رويترز

وقال للصحفيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك " قضية حماية التراث هذه ستكون في عقل الجميع وبالنسبة لنا فهذه فرصة هائلة."

وقال باندارين إن الاتحاد الاوروبي أعطى اليونسكو 2.5 مليون يورو (3.4 مليون دولار) هذا الاسبوع لتشكيل فريق في بيروت لجمع المزيد من المعلومات عن الوضع في سوريا لمكافحة تهريب التحف والاثار ونشر الوعي دوليا ومحليا.

ويمتد التاريخ السوري من الامبراطوريات العظمى في الشرق الاوسط إلى فجر الحضارة الانسانية غير ان المواقع الثقافية والمباني في انحاء الدولة مثل الجامع الاموي نهبت او لحقت بها اضرار او تعرضت للدمار بسبب الصراع.

ومضى باندارين يقول إن بعض التحف والاثار تمت استعادتها بالفعل في بيروت من ضمنها بعض التماثيل التي تم التنقيب عنها بشكل غير قانوني في مدينة تدمر الصحراوية. وقال باندارين ان اعمال التنقيب عن الاثار بشكل غير قانوني في سوريا تمثل تهديدا ثقافيا كبيرا.

وأبلغت الحكومة السورية اليونسكو انها أخلت 24 متحفا ونقلت محتوياتها إلى أماكن أكثر أمنا.

وأبلغ مأمون عبد الكريم المدير العام للمتاحف والاثار في سوريا رويترز العام الماضي ان عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد نقلت إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهبت متحف العاصمة العراقية قبل عشر سنوات عقب الغزو الأمريكي والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 100 الف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي بدأ في مارس اذار 2011 في صورة احتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الاسد قبل أن يتحول إلى حرب أهلية بعد قمع القوات الامنية لها.